ارحموا القدس يا عرب

اختلف الراحل البابا شنودة الثالث مع الراحل - أيضاً - الرئيس أنور السادات سياسياً، ولأننا شعب لا يفضل أبداً أن يمزج الدين بالسياسة، انتهز البابا الراحل معاهدة السلام الموقعة بين الرئيس المصري والكيان الصهيوني، وأصدر أمراً بعدم سفر المسيحيين للحج إلى القدس عام 1979، بحجة عدم التطبيع ولعدم الإعتارف بالكيان الصهيوني.
وصار هذا الموقف الدينوسياسي -معذرة على المصطلح - علامة في تاريخ البابا الذي لن يدخل القدس إلى مع أخوته المسلمين، وتركنا المدينة منذ 33 عاماً للصهاينة يعيثون فيها فساداً، يحولونها إلى مدينة يهودية خالصة، في مشروع ومخطط مرسوم ينتهي بهدم المسجد الأقصى لإقامة هيكل سليمان، وساعدهم غيابنا عنها في تحقيق ذلك.
مما يزيد الطين بلة أن يرحل السادات، ويرحل البابا شنودة، ويتمسك من لم يعاصروا كلاهما بتلك الحجة، بل ويزياد المسلمون على أخوتهم المسيحيين ويرفضون زيارة القدس أيضا، ليبقى سكان المدينة العرب وحدهم، بعد أن تبعت بقية الدول العربية مصر الاسوة والقدوة، وتركوا الحكومات فقط تطبع، وتسقط في أحضان بني صهيون الأعزاء.
ولا يسعني هنا سوى أن اضرب مثلاً ببلطجي اقتحم شقتك واحتلها، وطردك منها، فقررت أنت بكل غباء وشمم أن لا تقترب منها، حتى لا تتعامل مع هذا البلطجي، بل وتمنع أقاربك من زيارتها، حرصاً على العفش تقريباً، ومع مرور الوقت ينسى الجيران صاحب الشقة الأصلي ويبقى الوضع على ما هو عليه.
العالم ينسى حالياً أن القدس عربية، وتجاهلنا لزيارتها يضيعها أكثر فأكثر، ويزيد من عزلة سكانها العرب الذين يتناقصون يوماً بعد يوم، طبقاً للمخطط الصهيوني الجاري، والنشاطاء على تويتر وفيس بوك يزايدون على المفتي والمسيحيين لأنهم زاروها، خوفاً من الإعتراف بالكيان الصهيوني، وحرصاً على عدم إصابة الإقتصاد الإسرائيلي بالرخاء، لاانا ندفع "الفيزا" لإسرائيل لدخول القدس، حسبي الله ونعم الوكيل في زمن يزايد فيه الجالسون مكانهم، دون أن يحاولوا مجرد محاولة لتشغيل عقولهم.
أرجوكم أرحمونا من ظاهرة العرب الصوتية.... فقد آن الآوان أن ترحل
احموا القدس بزيارتها وتوضيح عروبتها للعالم الذي كاد ينساها وينسانا.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 18, 2012 07:35
No comments have been added yet.