مقاربات
سيرة حياة فالتر بنيامين هي سيرة "حياة إنسان غير مكتمل"، وعدم الاكتمال يرجع إلى عدم اكتمال مشاريعه وطموحاته الفكرية الكبرى. حتى شهرته الواسعة قد جاءت بعد موته. بدأ فالتر لاهوتيا وأصبح فيما بعد مؤمنا بالمنهج المادي. بالطبع كان اطلاعه على كتاب لوكاتش "التاريخ والصراع الطبقي" رافدا مهما في تحوله الفكري هذا، وأيضا تعرفه على أعضاء معهد ومدرسة فرانكفورت في سنة 1923، وأيضا اتصاله ببريخت في 1924، إلا أن التحول الكبير في حياة هذا المتسكع الحالم كان في سنة 1924، حين التقى بآسيا لاسيس (Asja Lacis) -مخرجة وممثلة ومناضلة ماركسية- إنها "المرأة اللاتفية القادمة من مدينة ريجا (Rīga) والمؤمنة بالبلشفية"، تلك التي كان لظهورها أثر كبير في حياته. تلك الثورية التى التقت بالألمانى الذي كان ميتافزيقيا لاهوتيا قبل هذا التاريخ. وقد أحبها حبا كبيرا، كان حبا في صلب لحظة تحوله. وآسيا هي التي وسعت وعمقت أفكاره الماركسية، وبلورت -أيضا- أفكاره السياسية. التقيا فى جزيرة كابرى وأحبها وأهداها فى سنة 1928 كتاب "شارع ذوه اتجاه واحد" هذا الشارع اسمه شارع آسيا لاسيس على اسم من كانت المهندسة التى شقته داخل المؤلف..
بنت الشاطئ خرجت من أسرة وتربية ريفية محافظة ورغم ذلك فهي ومنذ الصغر كانت لا تترك فرصة للتحرر من تلك القيم إلا واقتنصتها. فبداية من إصرارها على أن تكمل تعليمها حتى وصلت إلى الجامعة عبر تحديات بينها وبين أبيها، وبينها وبين الفقر، والأهم، بينها وبين نفسها، ومثابرتها في باب تحصيل العلم.. إلا أن التحول الكبير، والتحرر الكبير، في حياة هذه الريفية المحافظة كان في سنة 1936، حين التقت أستاذها آمين الخولي الأستاذ والمجدد العظيم. وتقول عن هذا اللقاء "آمنت من اللحظة الأولى للقائنا، أنه اللقاء الذي تقرر فى ضمير الغيب منذ خلقنا الله من نفس واحدة، وخلق منها زوجها".. "منذ ذلك اللقاء الأول، ارتَبطتُ به نفسيًّا وعقليًّا، وكأني قَطعتُ العمر كله أبحث عنه في متاهة الدنيا وخِضَم المجهول، ثم بمجرد أن لقيته لم أشغَل بالي بظروف وعوائق، قد تَحول دون قربي منه، فما كان يعنيني قط سوى أني لَقيته، وما عدا ذلك، ليس بذي بال!". وكان لأمين الخولي أكبر الأثر في الفكر العربي وفي حياة تلاميذه ومنهم عائشة عبد الرحمن التي أهدته كتابها "الإعجاز البياني للقرآن" اعترافا منها بفضله وفضل منهجه "إلى أستاذي الإمام "أمين الخولي" في قلوبنا وضمائرنا وعقولنا".
كان بيت الشيخ وشارعه، 13 شارع أمين الخولي- بمصر الجديدة، سكن ومودة لها في حياته وبعد مماته، الشارع الذي سكن صاحبه في قلبها، قبل أن تسكن هي فيه.
بنت الشاطئ خرجت من أسرة وتربية ريفية محافظة ورغم ذلك فهي ومنذ الصغر كانت لا تترك فرصة للتحرر من تلك القيم إلا واقتنصتها. فبداية من إصرارها على أن تكمل تعليمها حتى وصلت إلى الجامعة عبر تحديات بينها وبين أبيها، وبينها وبين الفقر، والأهم، بينها وبين نفسها، ومثابرتها في باب تحصيل العلم.. إلا أن التحول الكبير، والتحرر الكبير، في حياة هذه الريفية المحافظة كان في سنة 1936، حين التقت أستاذها آمين الخولي الأستاذ والمجدد العظيم. وتقول عن هذا اللقاء "آمنت من اللحظة الأولى للقائنا، أنه اللقاء الذي تقرر فى ضمير الغيب منذ خلقنا الله من نفس واحدة، وخلق منها زوجها".. "منذ ذلك اللقاء الأول، ارتَبطتُ به نفسيًّا وعقليًّا، وكأني قَطعتُ العمر كله أبحث عنه في متاهة الدنيا وخِضَم المجهول، ثم بمجرد أن لقيته لم أشغَل بالي بظروف وعوائق، قد تَحول دون قربي منه، فما كان يعنيني قط سوى أني لَقيته، وما عدا ذلك، ليس بذي بال!". وكان لأمين الخولي أكبر الأثر في الفكر العربي وفي حياة تلاميذه ومنهم عائشة عبد الرحمن التي أهدته كتابها "الإعجاز البياني للقرآن" اعترافا منها بفضله وفضل منهجه "إلى أستاذي الإمام "أمين الخولي" في قلوبنا وضمائرنا وعقولنا".
كان بيت الشيخ وشارعه، 13 شارع أمين الخولي- بمصر الجديدة، سكن ومودة لها في حياته وبعد مماته، الشارع الذي سكن صاحبه في قلبها، قبل أن تسكن هي فيه.
Published on June 20, 2022 06:25
•
Tags:
شوارع
No comments have been added yet.


