الغرب بلا ضمير
      لجأت واشنطن إلى الحالة النفسية، لتبرير جريمة قتل 16 مدنياً أفغانياً، القاتل جندي أميركي كان – بحسب الرواية الوحيدة – تحت تأثير الكحول، ويعيش اضطرابات نفسية ومشكلات أسرية، وبمعايير العم سام هذه، يمكن اعتبار الطائرات الأميركية «بطيار أو من دونه»، التي تقصف مدنيين في باكستان وأفغانستان واليمن، أيضاً هي الأخرى تعيش اضطرابات نفسية ومشكلات أسرية، ربما كانت تحت تأثير الكحول.
وإذا لم يثبت العكس فإن الضحايا دائماً هم من الإرهابيين وفلول القاعدة. تم تهريب الجندي القاتل على عجل إلى الكويت ومن ثمَّ إلى واشنطن، مهما كانت بشاعة جريمته فلا بد أن يحاكم هناك إلى المكان الذي ينتمي إليه، ولا يختلف الديموقراطي عن الجمهوري هنا، أثناء احتلال العراق كان الجنود الأميركيون يمنحون حصانة خاصة، تسمح لهم بالقتل دون مساءلة تذكر.
يبدو النموذج الغربي زاهياً مزهراً داخل حدوده، يخلب الألباب فيه من الديموقراطية والحرية الكثير، إلا أنه خارج تلك الحدود يتحول إلى وحش مرعب لا يقيم للنفس البشرية أي اعتبار، رخصة القتل ممنوحة ما دام الضحايا من العالم الثالث، الإسلامي والعربي، لم يصدر لنا الغرب سوى الخراب السياسي والعطش المستمر للموارد الاقتصادية والتفنن في استنزافها.
الغرب بلا ضمير لكنه استخدم عقله الكبير باقتدار في التزييف والتدليس بالأسف تارة والاعتذار تارة أخرى، وبإبراز جوانب ثقافته الإيجابية كل الوقت، هو إذا أراد صعد قضية وصبغها بالإنسانية وإذا رغب جمدها في الرباعية، ويمكن له إطالتها وتقسيطها حين يشاء. وفي كل حالة هو مستثمر مبتز، يتفاوض مع القوى المهيمنة مهما وصمها بالديكتاتورية، والشعوب ليست سوى أكواماً من الحطب، ويمكن تفهم هذا في معرض الصراعات السياسية، لولا أن الغرب يتشدق بالحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية، زاعماً أنه حارسها الأمين والمجتهد في تصديرها، ولولا أن الكثير من أبناء جلدتنا يتجاوزون التصديق إلى الترويج.
كان من اللافت خلال السنوات الماضية لجوء القوة المسلحة الأميركية إلى طائرات من دون طيار، ويبدو أن السياسة الأميركية في المنطقة «أيضاً» من دون طيار، أصبحت سياسة عن بعد بأقل الخسائر وأكبر مكاسب، الخسائر الجسيمة والكارثية تكون بعيداً هناك في مركز الحدث، في محيط من ينتظر تلك الطائرة الفارغة.
 
  
    
    
    وإذا لم يثبت العكس فإن الضحايا دائماً هم من الإرهابيين وفلول القاعدة. تم تهريب الجندي القاتل على عجل إلى الكويت ومن ثمَّ إلى واشنطن، مهما كانت بشاعة جريمته فلا بد أن يحاكم هناك إلى المكان الذي ينتمي إليه، ولا يختلف الديموقراطي عن الجمهوري هنا، أثناء احتلال العراق كان الجنود الأميركيون يمنحون حصانة خاصة، تسمح لهم بالقتل دون مساءلة تذكر.
يبدو النموذج الغربي زاهياً مزهراً داخل حدوده، يخلب الألباب فيه من الديموقراطية والحرية الكثير، إلا أنه خارج تلك الحدود يتحول إلى وحش مرعب لا يقيم للنفس البشرية أي اعتبار، رخصة القتل ممنوحة ما دام الضحايا من العالم الثالث، الإسلامي والعربي، لم يصدر لنا الغرب سوى الخراب السياسي والعطش المستمر للموارد الاقتصادية والتفنن في استنزافها.
الغرب بلا ضمير لكنه استخدم عقله الكبير باقتدار في التزييف والتدليس بالأسف تارة والاعتذار تارة أخرى، وبإبراز جوانب ثقافته الإيجابية كل الوقت، هو إذا أراد صعد قضية وصبغها بالإنسانية وإذا رغب جمدها في الرباعية، ويمكن له إطالتها وتقسيطها حين يشاء. وفي كل حالة هو مستثمر مبتز، يتفاوض مع القوى المهيمنة مهما وصمها بالديكتاتورية، والشعوب ليست سوى أكواماً من الحطب، ويمكن تفهم هذا في معرض الصراعات السياسية، لولا أن الغرب يتشدق بالحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية، زاعماً أنه حارسها الأمين والمجتهد في تصديرها، ولولا أن الكثير من أبناء جلدتنا يتجاوزون التصديق إلى الترويج.
كان من اللافت خلال السنوات الماضية لجوء القوة المسلحة الأميركية إلى طائرات من دون طيار، ويبدو أن السياسة الأميركية في المنطقة «أيضاً» من دون طيار، أصبحت سياسة عن بعد بأقل الخسائر وأكبر مكاسب، الخسائر الجسيمة والكارثية تكون بعيداً هناك في مركز الحدث، في محيط من ينتظر تلك الطائرة الفارغة.
 
  
        Published on March 16, 2012 14:46
    
No comments have been added yet.
	
		  
  عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers
      عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.
    
   


