صوت العاطفة

هل كانت وصية أسامة بن لادن مكتوبة أم شفهية؟ تبادر إلى ذهني هذا السؤال عندما قرأت تصريحاً لصهره زكريا السادة في «الشرق الأوسط» قبل أيام، قال إن أسامة بن لادن أوصى أولاده بأن «يتعلموا في جامعات أوروبا وأميركا وأن يعيشوا بسلام ولا يفعلوا ما فعله»! ونقل الصهر عن شقيقته – الزوجة الخامسة لابن لادن – أن الأخير كان يشعر بالندم بسبب تداعيات هجمات 11 سبتمبر على عائلته (انتهى).
ولن أدخل في ما حصل لعائلات آخرين كثر في أنحاء متفرقة من العالم مسلمين وغير مسلمين، ولا ما حدث للإسلام وبلدانه بعد هجمات 11 سبتمبر، كل هذا معلوم وإن توارى عن المشهد حالياً مع الأحداث الجارية في العالم العربي، وسألت في بداية المقال عن الوصية هل هي مكتوبة أو شفهية للتأكد من صحتها. الصهر تحدث في التصريح الصحافي عن أحوال أبناء أخته من أسامة بن لادن وأوضاعهم السيئة في باكستان مناشداً السلطات هناك بالسماح له بمقابلتهم وإنهاء احتجازهم مع والدتهم، وهم الأطفال.
وإذا سلمنا بصحة ما قال صهر أسامة بن لادن عن الوصية فإن فكر «القاعدة» إلى زوال ما دام عرابها خلص في نهاية حياته إلى هذه النتيجة وهي مسألة في غاية الأهمية، إذ لا يزال البعض يرى فيه بطلاً قهر الغرب وفعل ما لم يفعل غيره، وفي هذه الجزئية الأخيرة صحة مع نتائج بالغة السوء، ولو ظهرت وصية مكتوبة ستحترق أوراق الظواهري لو بقي لديه بعض منها، ولن أتطرف في توقع انه – أي أسامة – يريد لأبنائه ما لا يريد لأبناء الآخرين، أو أتمادى – كما علق أحدهم – على الخبر بأن في الوصية إعادة تحديد للفسطاطين، واحد للعلم وآخر للجهاد، فالله تعالى أعلم بذلك، لكن مثل هذه التغييرات الفكرية لدى أشخاص شهدنا مثيلات لها، ومصادفة نشر هذا التصريح مع حالة «تجييش» عاطفي يعيشها العالم العربي مصادفة إيجابية، دعوات للجهاد في سورية انطلقت من بعض الدعاة والمشايخ في العالم العربي، ولا شك في أن لا صوت يعلو – الآن – على صوت العاطفة، كيف لا والصور مع الأخبار الفضائية ترشح بالدم والقتلى من رجال ونساء وأطفال بمدافع كتائب بشار الأسد.
أعلم أن هذا الطرح معاكس للتيار لكن لابد من قول الصحيح، كيف لا، ولدينا نماذج ما زالت طازجة النتائج. صوت العقل سيأتي ولو متأخراً، ويمكن دعم السوريين دون التورط في سحب الشباب العربي إلى هناك.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 14, 2012 14:15
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.