قصة الاستشراق الفرنسي: الوجه العلمي للهيمنة الفرنسية
في فرنسا، وإلى الجنوب من باريس، توقفت الفتوحات الإسلامية عند مدينة بواتيه، المعروفة في التاريخ العربي باسم "بلاط الشهداء" (114 هـ = 732م)، بعد الهزيمة التي أنزلها شارل مارتل بجيش عبد الرحمن الغافقي، وهي الهزيمة التي اكتسب بها شارل مارتل سمعته الكبيرة في التاريخ الأوروبي باعتباره البطل الذي أوقف الزحف الإسلامي.
على أن بعض المستشرقين الفرنسيين، مثل جوستاف لوبون، تحسر بعد أكثر من ألف سنة على حصول هذه الهزيمة، وتمنى أن لو كان المسلمون قد حكموا فرنسا، يقول: "لنفرض جدلا أن النصارى عجزوا عن دحر العرب، وأن العرب وجدوا جو شمال فرنسا غير بارد ولا ممطر كجو إسبانيا، فطابت لهم الإقامة الدائمة به، فماذا كان يصيب أوربا؟ كان يصيب أوربا النصرانية المتبربرة مثل ما أصاب إسبانيا من الحضارة الزاهرة تحت راية النبي العربي، وكان لا يحدث في أوربا التي تكون قد هذبت ما حدث فيها من الكبائر كالحروب الدينية، وملحمة سان بارتملي، ومظالم محاكم التفتيش وكل ما لم يعرفه المسلمون من الوقائع الخطيرة التي ضرجت أوربا بالدماء عدة قرون"
جوستاف لوبون، حضارة العرب، ص317.
رفاعة الطهطاوي، تخليص الإبريز، ضمن: الأعمال الكاملة، 2/70، 2/103 وما بعدها.
عن تاريخ الاستشراق الفرنسي، انظر: نجيب العقيقي، المستشرقون، 1/138 وما بعدها؛ يوهان فوك، تاريخ حركة الاستشراق، ص78 وما بعدها، 207 وما بعدها.
إدوارد سعيد، الاستشراق ص45، 46.
إدوارد سعيد، الاستشراق، ص50.