عبـــــــدالله خلــــــــيفة: أردوغان والخداع السياسي

عاشت الإمبراطورية العثمانية على سيطرة الإقطاع عسكري سياسي متخلف أبقت المسلمين قروناً من التخلف.

لهذا كانت عظمة كمال أتاتورك في التصدي للغزاة وتحرير تركيا وتطويرها وتحديثها، فقام بمهام تاريخية جسام لم يستطع أي زعيم عربي في عصره القيام بها.

تحطيم العسكر العتيق وقواه من المتصوفة والدراويش كانت ثورة عصرية، لكنه لم يستطع استكمال مهام الثورة الديمقراطية بتحرير الفلاحين وتغيير ملكية الأرض ولهذا فإن تركيا لم تغير بناءها الاجتماعي كلية، ودفعت الملايين من شعبها للهجرة خاصة للغرب.

وأعتبر الدينيون ذلك تغرباً على مستويين وجناية من جنايات الحداثة!

الاتاتوركيون رغم دورهم التاريخي تلاحموا مع القوى الإدارية الغنية وأخمدوا التحولات النضالية على مدى عقود، ولم ينشروا فكراً ديمقراطياً شعبياً مما جعل النزعات اليسارية والدينية المتطرفة تنشط وتخرب!

وجدها الدينيون فرصة في الاستغلال السياسي القفز إلى الحكم، ووجدوا في إردوغان قادئاً مغامراً تصدى لذلك بعكس زعمائهم المعتدلين الذين تخوفوا من آثار هذه الألعاب السياسية.

تلاعب أردوغان بالمشاعر وأستغل فترة سجنه الضئيلة «أربعة شهور» في الدعاية وقال أن صمم برامج لإخراج تركيا من أزمتها، مركزاً على الطابع الإيديولوجي فيما كانت مشكلات تركيا بنيوية عميقة وتخلف تاريخي وتدفق الفلاحين الفقراء على المدن وتدفق العمال على أوربا.

التلاعب بالشعارات وتحويلها إلى حماس جر الكثير من الفقراء للخداع وصوتوا له، ولكن التغييرات العميقة لصالح القوى الشعبية لم تأت، ثم تشكلت فئة إدارية فاسدة جديدة إضافة للقديمة.

فدخلت تركيا في أزمة داخلية مركبة، وإنشطار في رأس الدولة وتفكك للمجتمع. وأستغل أردوغان ذلك في الانتشار في البلدان العربية واستغلال التحولات النفطية لصالح جماعته السياسية.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 13, 2020 13:51
No comments have been added yet.