قصة طالوت تتكرر في مصر!
بين فلاسفة التاريخ خلاف: هل الظروف التاريخية هي من يصنع البطل، أم أن البطل هو من يحفر وينحت في الصخور حتى ينبي مجده ومجد قومه ويصل إلى ما يريد، وليس الهدف في هذا المقال أن نفصل في الخلاف، وإنما المؤكد أن كثيرا من الظروف التاريخية كانت تنتظر بطلا ولم تجد، والمؤكد أيضا أن الظروف أحيانا كانت أقوى من البطل فلم يصل إلى ما يريد.. المؤكد الثالث: أن وجود البطل في اللحظة التاريخية هو أمر حتمي لتفعيل الأفكار والتصورات والرؤى ليجسدها على أرض الواقع في شخصه، وبدونه تظل الأفكار أحلاما وخيالا وأمنيات!
***
مرت على بني إسرائيل كثير من فترات الذل، منها تلك التي استبيحت فيها حرماتهم وأرضهم حتى استولى العدو على أثمن مقدساتهم: التابوت الذي يحوي تراث آل موسى وآل هارون، قيل: كان فيه عصا موسى وآثار الألواح التي كتبت فيها التوراة أول مرة.. وعاش بنو إسرائيل حالة الذل والقهر وكانت كل الظروف تدفعهم للجهاد إلا أنهم افتقدوا شيئا واحدا "البطل"، ذلك الرجل المناسب للحظة التاريخية.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا)
ورغم أن الله بعث فيهم نبيه شمويل