عن ميراثنا اللعين!!
سعى طويلاً طامحاً فى العثور على مخرج من هذا المأزق الذى لا يرتحل، على خلاص من هذا الميراث اللعين. جد فى بحثه آملاً فى التنصل منه و لكنه أصر على التمسك بتلابيب حياته جاذباً إياها نحو مركز الآبار المظلمة.مسؤولية تربية طفل مهمة غاية فى الخطورة، لا تقل أهمية عن قيادة دولة.مبالغة؟؟ لا أظن. لأنك من خلالها تشارك فى بناء حضارة أو تدميرها، تشارك فى بناء "إنسان" و ما أصعبه بناء.أن تبدأ فى رى تلك البذرة الصغيرة و إمدادها بالعناصر التى تحتاج إليها لتنمو وتصبح نباتاً صحيحاً،تحتاج منك أن تعرف أولاً، ماذا تحتاج إليه حقاً،أن تجد الإجابة على ذاك السؤال الذى أتعجب كثيراً تجاهل أغلبية البشر له...هل أمتلك الأهلية لتلك المهمة الشاقة؟؟ كيف أتجنب رى تلك البذرة بالأمراض النفسية و الشروخ و العقد التى تعوِّث نفسى ، التى تصول و تجول فتسلبنى المصداقية، سلامة الرؤية، المثل و القيم. كيف أحميها من الجانب المظلم الذى تركته يتحكم بى، فملأ نفسى عنداً و أفسد فطرتى السليمة.كيف أتجنب أن أتحول إلى مجرم يخرج للمجتمع نبتة مشوهة.الطفل يميل إلى التقليد أكثر من تنفيذ الأوامر و الخضوع لها، بل و يبدأ فى مقاومتها عندما يمتلك القدرة على ذلك.الطفل لن يتذكر المال الذى أغدقته عليه أو الطعام الذى أعددته له، بل سيتذكر دائماً و أبداً تلك النظرة الجارحة و الكلمة الساخرة، عندما قارنته بفلان و عايرته بأمر ما. سيتذكر موقفك المتراخى عند حاجته إليك، و تحطيمك لعزيمته و سخريتك من رغباته و الرصاص الذى أطلقته عليه من فمك.سيتذكر عندما لم تعدل، وعندما أهنت جسده و عقله ، و عندما حاولت أن تفرض سيطرتك و قيودتك على إنسانيته.سيتذكر عندما حاولت أن تستغله فى تحقيق أحلامك، وعندما فقدت مصداقيتك أمامه.سيتذكر إنكسارك فى عينيه و أبدا لن ينساه.ولن يقف الأمر عند هذا الحد، بل سيترك أثره فى شخصية هذا الطفل، ليصبح خوفه من خيبة الأمل و رغبته الملحة فى الهروب من عالم يعج بالإضطرابات و الأزمات، و تزعزع ثقته بنفسه الدافع الذى يدفعه نحو كل هاوية يذهب إليها بإرادته الحرة.لن يمتلك القدرة على التفرقة بين الحب و التعلق بحبل أمل و سيجاهد فى إخفاء تلك الهشاشة التى تملأ حشاه فيظهر جافاً،متغطرساً. لن يتمكن من اتخاذ القرارات البديهية بسهولة، بل سيظل متشبثاً بوهم الخلاص.سيظل وحيداً، يسيطر البرود على زوايا قلبه، سيتجاهل و يصبح سلبياً،غير عابئ بما و من حوله.أنت تحصد ما تزرع، فحاذر مما تزرع و لا تجعل الأيام تنسيك خطيئتك فتمر عليك حاملة إياك إلى محطة التساؤل المعتاد:" ترى، فيم أخطأت؟!"
دينا الدخس
Published on May 15, 2018 01:04
No comments have been added yet.


