التحدث بنعمة الله

في أقل من ساعتين قرأت مذكرات الدكتور حسين نصار اللي صدرت من كام يوم عن دار الكتب والوثائق القومية بعنوان "التحدث بنعمة الله". وهي على نفس نهج الإمام السيوطي الذي كتب سيرة حياته في كتاب بنفس العنوان "التحدث بنعمة الله" ولكتاب السيوطي طبعتان، واحدة غير كاملة عن دار اسمها حاجة العصرية سيبك منها.. والتانية كاملة عن دار آفاق (لكن دور على نفس الطبعة بتاعة آفاق دي بس اللي كانت صادرة عن سلسلة الذخائر بقصور الثقافة من فترة كبيرة لفرق السعر- وطبعا هي نفذت بس ممكن وينفع يلتقطها بعض السيارة من سور الأزبكية). نرجع لسيرة حياة الدكتور حسين نصار والتي يمكن أن أقول عنها إنها: طاخ طيخ طوخ.. عن الفساد في الجامعة وفي التعيين وفي لجان الترقية الملاكي وفساد الدراسات العليا وانتقال "عدوى عدم القراءة من المشرفين إلى المناقشين" كذا، هاجم الدكتور شوقي ضيف (يحنق عليه هنا وهناك حتى أنه يلمح إلى أنه قد يكون هو الذي قدم شكوى "من مجهول" إلى الأزهر بشأن رسالة الدكتور محمد أحمد خلف الله عن "القصص الفني في القرآن" والتي كان المشرف عليها هو الشيخ الأستاذ أمين الخولي الذي أُبعد من الجامعة إلى دار الكتب) وهاجم الدكتور حسين فوزي.. والشاعر محمود حسن إسماعيل (رئيس قسم الأحاديث والمحاضرات بالإذاعة)..، وحكى كذا عن الدكتور فلان. لكنه أشاد بالدكتور طه حسين والدكتورة سهير القلماوي والشاعر صالح جودت والأستاذة صفية المهندس (كان هناك إشاعة أنه وقع في غرامها ينفيها ويحكي سببها) والمذيع ثم المطرب سعد عبد الوهاب والمقرئ أبي العينين شعيشع.. والدكتور حسين مؤنس والدكتور مصطفى السقا، والدكتور عبد العزيز حموده (كان زميلا له في زيارة لألمانيا وذهبا سويا إلى شارع سمعا عن أنه تعرض به نساء عاريات في فترينات (بهمبورج) وما أن دخلا الشارع (وهما حديثي السن) إلا وأسرعا السير خوفا من أن يجبرهم أحد القوادين على الدخول، أسرعا بحيث أنهم لم "يحققا" أي عارية في هذا اليوم! :)
في أحد الفصول يحكي عن طرفة شديدة المرارة مع ذلك فيقول: "أنا لم أنخرط في أي حزب، وإن كانت بعض أحزاب الحكومة دونت اسمي فيها دون علمي، بل قد وصلت إلى رتبة (رئيس اللجنة الإعلامية للحزب الوطني في الجيزة)! أعلمني بذلك (حسين مهران) أمين الأكاديمية ذات يوم، وأن اجتماعا سيعقد اليوم تحت رئاستي في مقر الحزب الذي كان بجوار مديرية أمن الجيزة، وذهبت فعلا لأعرف حقيقة الأمر، فلم أجد اجتماعا ولا أحدا أعرف منه الحقيقة، وكان ذلك الاتصال الوحيد بيننا".
في المقدمة عاهد الدكتور نصار القارئ أن يكون صريحا كل الصراحة فيما يدونه وقد شاهده بعينه، صادقا ما استطاع من الصدق.. وقد كان كذلك بالفعل إلى حد كبير ولعل تلك المذكرات مما قد يثير الجدل على نحو ما..
2 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 10, 2018 16:15
No comments have been added yet.