لم اكن أتخيل أنني -وأنا شاب قد تجاوز الثالثة والعشرين بخطوات - سأواصل العيش بجهاز هضمي مختل، قد أكل عليه الدهر وشرب.
مابين معدة قد أكلتها العصارة المعدية والتهمها حمض الهيدروكلوريك ، وقولون عصبي إذا غضب تكورت على الأرض واعتصرني الألم ، وقناة هضمية غير منتظمة، تارة كثيرة القلق وتارةً عديمة الحركة كجملٍ برك في قلب الصحراء .. ولذلك تعودت ألا تفارقني أقراص الحموضة وإذا سافرت لا بد من اجراءات احتياطية تتمثل في أمبول المسكن وسرنجة ٣ سم .
لطالما كنت أعرف أني اتمتع بمناعة هشّة، دور برد واحد كفيل بإحالة حياتي لكابوس طويل مستمر.
أتمتع بمقدرة خفية على اجتذاب برد الصيف وبرد الشتاء على حدٍ سواء.(ممكن أكون متفطمتش كويس؟.
في التاسعة عشر أصبت بحزام النار أو مايعرف - للزملاء الدكاترة- بـ
SHINGLES ، وغالباً هذا المرض لا يأتي إلا بعد اصابة في الطفولة بالحصبة، ويظل كامناً في الجسم ثم ينشط مرةً أخرى حينما تهرم أنت.
الطريف أني لا أتذكر مطلقاً أني أصبت بالحصبة ووالديّا يؤكدان ذلك والأطرف أني هرمت في التاسعة عشر.
في الثامنة عشر أصبت بإكزيما مفرطة، تتحول يدي الى كرة من النار بدون أي أسباب -واضحة- والأطباء لا يملكون إلا الكورتيزون فقط، إلى الأبد، وبينما فشل الكورتيزون في انهاء هذه المشكلة ، نجح في ذلك كريم من الكريمات الطبيعية التي لا تحتوي الى على بعض المكملات وفيتامينات العناية بالبشرة!
في الصف الرابع الإبتدائي، أصبت بطنين في الأذن أحال حياتي الى ناقوس كبير أعيش أنا في منتصفه، بكيت كثيراً، وكنت على استعداد أن أقدم أي شئ للحظة من السكينة آنذاك..
قلبي لم يختلف كثيراً عن بقيئة زملائه المتهالكين، فقدت ألتهمته "سوزي" بنهم في الصف الثالث الابتدائي ( تباً ، مايزال وقع اسمها مثيراً) وكنت قد قررت أن البنات وحشين، وأني مش لاعب تاني.
وبطبيعة الحال فإن ( باب النجار مخلع) والصيدلي متصاب فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو :
حد عاوز قلب فاضي؟

Published on September 30, 2011 04:06