إياك والنفاق يا نهى
في مقدمات كتاب رسائل يحيى حقي إلى ابنته نهى، كتب أحد السفراء عن وصف أخلاق زميله يحيى حقي بقوله: إذا أردت أن تعرف في بلدنا مثلا على ما يفهمه الإنجليز من وصف رجل منهم بأنه "جنتلمان" فلن تجد خيرا من يحيى حقي. نظيف الملبس والسريرة، بشوش، خفيف الوقع على الناس جميعا، همه الأول أن يريح محدثه، أن يرفعه منذ أول لحظة من دنيا المصالح والشكوك والمخاوف ومقارنة الأسلحلة المخبأة وراء الظهور والضحك على الذقون إلى عالم الأخوة والود والصفاء والجمال..
ويحيي حقي في جزء من رسائله إلى ابنته يوصيها ويودع لديها جزء من شخصيته وإيمانه وحبه للوضوح في التعامل مع الناس، وكرهه وغيظه من سلوك النفاق، هي نفسها تصفه بإنه كان إنسان يتكلم بلسان واحد:
إنني أكره وأمقت الإنسان الذي يتكلم من لسانه وليس من قلبه، يقول بلسانه شيئا ويضمر في قلبه شيئا آخر، يتحدث ولا يحس بما يقوله، إن هذا هو الرياء الاجتماعي. أنا لا أطلب منك أن تكوني فظة أو غليظة أو قليلة الذوق، ولكن على الأقل تعبرين عما تشعرين به، لا أريدك مثل هؤلاء السيدات اللاتي تجلس إحداهن على التليفون تكلم صديقتها وكل اهتمامها بتنظيف وتقليم أظافرها، وتقول لها: وحشتيني يا حبيبتي.. نفسي أشوفك.
إنه كلام فارغ ليس نابعا من شعور أو إحساس حقيقي وهذا أكرهه لأنه يغيظني وينرفزني، إنها صورة أكرهها وأرفضها، فلا بديل عن الصدق يا ابنتي فهو أفضل رأسمال للإنسان الذي يحترم نفسه ويحترم الآخرين.
وكان قد كتب في رواية " صح النوم" على لسان أحد الشخصيات: "إني أمقت الكذب و الرياء والنفاق والخداع، لا لأنها تصيبني بأذي، بل لما آراه من أذاها بأصحابها. إنها تمسخ البشر، و أنا أحب الناس وأريد أن أعاشرهم وهم علي الفطرة التي أرادها الله لهم سبحانه. إنني لا أستطيع الحياة إلا في هذا الجو وبهذا الشرط".
ويحيي حقي في جزء من رسائله إلى ابنته يوصيها ويودع لديها جزء من شخصيته وإيمانه وحبه للوضوح في التعامل مع الناس، وكرهه وغيظه من سلوك النفاق، هي نفسها تصفه بإنه كان إنسان يتكلم بلسان واحد:
إنني أكره وأمقت الإنسان الذي يتكلم من لسانه وليس من قلبه، يقول بلسانه شيئا ويضمر في قلبه شيئا آخر، يتحدث ولا يحس بما يقوله، إن هذا هو الرياء الاجتماعي. أنا لا أطلب منك أن تكوني فظة أو غليظة أو قليلة الذوق، ولكن على الأقل تعبرين عما تشعرين به، لا أريدك مثل هؤلاء السيدات اللاتي تجلس إحداهن على التليفون تكلم صديقتها وكل اهتمامها بتنظيف وتقليم أظافرها، وتقول لها: وحشتيني يا حبيبتي.. نفسي أشوفك.
إنه كلام فارغ ليس نابعا من شعور أو إحساس حقيقي وهذا أكرهه لأنه يغيظني وينرفزني، إنها صورة أكرهها وأرفضها، فلا بديل عن الصدق يا ابنتي فهو أفضل رأسمال للإنسان الذي يحترم نفسه ويحترم الآخرين.
وكان قد كتب في رواية " صح النوم" على لسان أحد الشخصيات: "إني أمقت الكذب و الرياء والنفاق والخداع، لا لأنها تصيبني بأذي، بل لما آراه من أذاها بأصحابها. إنها تمسخ البشر، و أنا أحب الناس وأريد أن أعاشرهم وهم علي الفطرة التي أرادها الله لهم سبحانه. إنني لا أستطيع الحياة إلا في هذا الجو وبهذا الشرط".
Published on June 27, 2017 09:36
No comments have been added yet.


