إلى كل ثائر !

وقد ظهر هذا جليا يوم 28 يناير، حين وجد الضباط الاصاغر - مقدم فيما دون - نفسهم في قلب الشارع المصري يواجهون ملايين من الشعب المصري خرجت لتزيح قائدهم الأعلى، نزلت القوات إلى الشارع بعد انسحاب الشرطة العدو الغير رسمي للجيش - ومن منا خلال دراسته في الكلية الحربية لم يكن يتغني بعد العودة من الاجازة بضرب ضابط شرطة او سبه لدرجة اجبرت وزارة الداخلية على عدم التعامل مع الضباط الا من خلال الشرطة العسكرية وواقعة تحطيم الاقسام بمعرفة افراد القوات الملسلحة معروفة - .
ملات نفوس الضباط السعادة بهزيمة الشرطة وأجبرهم ثقافتهم المحدودة التي تم الحرص على محدوديتها بمعرفة القيادات على الانكماش داخل مركباتهم ودبابتهم، وداخل كلا منهم سؤال وحيد يرتدد بعنف " انا اتعلمت في الجيش انى لما ححارب واضرب نار حيبقى العدو اسرائيل، مين دول؟" - اسرائيل بالمناسبة هي العدو الرسمي داخل الجيش - ،وهكذا وجد الضباط أنفسهم في مواجهة "الملكيين" الذين تعودوا ان يروهم في تلك الاماكن كاصدقاء واهل وعشيرة.
نشطت الخدمة السرية والتحريات العسكرية في جمع التحريات عن رأي الضباط في إطلاق النار على المتظاهرين - أخرجت بنفسي أحدهم من ايدي الثوار الغاضبين الذين ظنوه جاسوساً - والتي أتت كلها لتشير إلى أن الضباط الاصاغر لن يطلقون النار على هدف بشري للمرة الاولى على أهل واصدقاء ، أو مصريين مثلهم، وكان هذا بالإضافة إلى دعم امريكا المحرك الأساسي للمجلس العسكري ليدعم خلع مبارك.
كان هذا منذ 7 شهور، اما الان فقد تغير الوضع تماماً، حيث حرصت القيادة على زيادة مرتبات الجيش 30% على الرغم من رفض المشير الدائم لزيادة المرتبات خلال كل مؤتمراته لدرجة أنه قال يوما : أختار الضباط خلال كشف الهيئة من عائلات غنية ليكون مرتبهم مجرد "بوكيت موني".
وتم صرف العائد الربع السنوي كل شهرين، بالاضافة الى صرف مكافأتين خلال 7 شهور في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ القوات المسلحة، الذي عانى افرادها طيلة الوقت منذ رحيل المشير أبو غزالة من إنخفاض مرتباتهم، وعدم تناسبها مع غربتهم الدائمة عن منازلهم، وحياتهم القاسية.
وجرى عقد مؤتمرات خاصة لنقل هتافات البعض وتغريداتهم على "تويتر" والتي يسبون فيها الجيش بعد دخول الثوار في مواجهة مع المجلس العسكري عقب تمدد الفترة الانتقالية وارتفاع عدد الثوار في السجون الحربية الى 12000 سجين، وهو عدد لم يصل غليه مبارك نفسه.
وتم التركيز جيداً على هذا داخل الوحدات ليعود الضباط ليتحدثون عن نزق "الملكيين"، وقلة أدبهم، مع تمنياتهم بالعودة لضرب هؤلاء المدنيين وتربيتهم من هذا السلوك المشين.
فقد الثوار خلال 7 شهور تأييد الضباط الأصاغر، الذين يرونهم الان مجموعة من الخارجين عن القانون، وذهب ضباط 8 ابريل إلى غير رجعة في غياهب السجون الحربية، بعد ان أعطوا اشارة الى القيادات بضرورة العمل على اكتساب السواد الأعظم من الضباط الاصاغر، وقد نجحوا بينما فشلنا نحن.
أعزائي الثوار "الملكيين" المواجهة القادمة في الشارع - أو في صينية المشير - لن نضمن حتى حياد يوم موقعة الجمل، فخذوا حذركم عند كل ناصية.
Published on September 01, 2011 12:44
No comments have been added yet.