الآن أكتب . . نعمين !

لازم تشارك . . انزل وقول نعم للدستور ! 

لماذا يتعين علي أن أشارك - مجدداً - في استفتاءات محسومة مسبقاً لصالح النظام الحاكم ؟ 

أنّى لك أن تقنعني بأن الشعب الذي وافق على استفتاء 30 مارس 2011 هو ذاته الشعب الذي وافق على دستور 2012 ، وهو ذاته الذي سيوافق على التعديلات التي أجريت عليه ! فلم اذن نعدله ان كانوا قد قبلوا به مسبقاً ؟ لم نطيح بـ " مرسي " ان كانوا قد اختاروه ؟ لم يطالبون السيسي بالترشح وهم أنفسهم من انتخبوا من قبله مرسي ؟ 

من يتلاعب بهذا الوطن الى هذه الدرجة التي معها نقتنع بأن تلك ارادة الشعب ؟ 

والحقيقة أن الشعب الذي يعاني نصفه الأمرين في البحث عن قوت يومه ، والنصف الآخر يعاني فقط ، ليست له ارادة حقيقية . انما هي ارادة الحاكم فحسب ، أو قل ارادة نظامه ان أردت . هم فقط من يتنافسون ويحكمون ويطيح بعضهم ببعض ثم يخرجون ليثنوا على ارادتنا واختيارنا الواعي ! تتبدل كراسي حكمهم كما تتبدل الأدوار في الكراسي الموسيقية ، وحسبنا التصفيق لمن يتفوق على أقرانه ويستحوذ على كرسي دونهم . 

اذن هل يتعين علينا أن نشارك ؟ أجل ، اذهب فأثن على صنيعهم ، ثم كبر بأسمائهم التي صرت تحفظها من كثرة ما رددوها على مسامعك ، ثم العنهم بعدها في السر أو في العلن ، والعن أيامك حالكة السواد التي صبغوها لك في قصورهم المشيدة . 

ما العمل ؟ 

علموا أولادكم . . لا يحكمنكم : 

- من يصافحك بيد وفي الأخرى سلاح ،

- من يملك بين شفتيه صك تحريم معد لرأيك ، 

- من داهن أحدهما .