موجز قصة أردوغان

ولد أردوغان (26 فبراير 1954م) في أسرة فقيرة تسكن حي قاسم باشا وهو من أفقر أحياء اسطنبول، وكان والده قبطانا بحريا قد استقر به المقام في هذا الحي مهاجرا من قريته ريزه في الشمال التركي على ساحل البحر الأسود، وظل أردوغان في حي قاسم باشا حتى أتم دراسته الثانوية التي قضاها في مدارس الأئمة والخطباء إذ كانت تلك رغبة أبوه المعروف بالتدين حتى كان أهل قريته يضعون عنده أماناتهم ويستودعونه أموالهم، وكان حي قاسم باشا من الأحياء التقليدية التي تسود فيها قيم وتقاليد المجتمعات الشرقية القديمة كقوة العلائق بين الناس وشيوع الحمية والمروءة والحسبة الاجتماعيةأحب أردوغان كرة القدم وتنقل بين أكثر من نادٍ وفريق، وكاد يدخل إلى مرحلة احترافها لولا الرفض القاطع لأبيه، ثم تخرج (1981م) في معهد علوم الاقتصاد والتجارة، والذي صار بعدئذ كلية الاقتصاد والتجارة بجامعة مرمرة، وعمل بعدها موظفا في البلديةبدأ أردوغان مسيرة نشاطه منذ الخامسة عشرة من عمره، فقد التحق وقتها عضوا باتحاد الطلبة الأتراك بمدارس الأئمة والخطباء الذي كان حينئذ في أخصب فتراته الثقافية والتربوية، وحين تفتح وعيه السياسي كانت الساحة التركية تشهد صولات المحاولة الإسلامية الأقوى ورجلها الأشهر: نجم الدين أربكان، فحين كان أردوغان في السادسة عشرة من عمره كان أربكان يؤسس حزب النظام الوطني، وحين كان في السابعة عشرة أُغلق الحزب، ثم حين كان في الثامنة عشرة كان أربكان يعود إلى ساحة السياسية بحزبه الجديد "السلامة" (1972م)، وهو الحزب الذي التحق به أردوغان وشهد تطور مسيرته السياسية، ولم تمض أربع سنوات حتى كان أردوغان رئيس جناح الشباب لحزب السلامة في اسطنبول (1976م) بفوزه في الانتخابات الداخلية لشُعَب حزب الشباب، وهو فوز انتزعه وحيدا على غير رغبة قيادة الحزب في اسطنبولوفي (1994م) كان أردوغان أقوى شخصية في حزب الرفاه بعد أربكان، وكان يشرف من موقعه الحزبي –رئيس شعبة اسطنبول- على عدد من رؤساء البلديات التي فاز فيها الحزب في الانتخابات الماضية، وأنشأ لجنة في الشعبة لإدارة المحليات لتتابع أعمال البلديات وتجمع رؤساءها لتنقل الخبرات ويُبحث في حل المشكلات، ولما حان موعد انتخابات بلدية اسطنبول الكبرى أيَّد ترشحه لها من داخل الحزب 3308 عضوا من بين 3993 كذلك أيده 70% من جمهور حزب الرفاةويعد فوز أردوغان بمنصب رئيس بلدية اسطنبول الكبرى أقوى انتصار لحزب الرفاه على مستوى البلديات في أهم محافظة تركية، وقد حقق في منصبه هذا أقوى نجاحات اقتصادية وإدارية شهدتها تركيا في تاريخها الحديث وتغير بها وجه اسطنبول وتخلصت من مشكلات مزمنة كالتلوث والقمامة والمياه والصرف الصحي والمواصلات وغيرهاسُجِن أردوغان ثلاث مرات؛ الأولى بُعيْد انقلاب 1980 لمدة أيام لتهمة التظاهر في ظل الأحكام العرفية، والثانية حين دخل في اشتباك لفظي مع رئيس المجلس الانتخابي لمحليات باي أوغلو إذ اتهمه أردوغان بالسُّكْر الذي أدى إلى التلاعب في النتائج فاتهمه بالتعدي عليه فحوكم وسُجِن لمدة أسبوع (1989)، والثالثة بعد واقعة أبيات الشعر الشهيرة التي ألقاها ضمن خطاب شعبي في ديار بكر -(12 ديسمبر 1997م) قبيل أيام من إغلاق حزب الرفاه- والتي اعتبرها خصومه دينية تحريضية، فحكم عليه بالسجن لعشرة أشهر وغرامة مالية، ثم خفف فسُجِن لأربعة أشهر، وكان وداع الناس له يوم سجنه دليل واضح على أن تركيا صار لها زعيم شعبي جديدإذا تجاوزنا الصفات القيادية التي يتمتع بها الزعماء عادة كالقوة والذكاء والثقة والصبر والتأثير في الجماهير- تدينه؛ فقد كان وفيا لتخرجه من مدارس الأئمة والخطباء حتى أنه ألحق أبناءه الأربعة بها، ثم أكملت ابنتاه الدراسة خارج تركيا لئلا يتخليْن عن الحجاب، وتسفر كثير من عباراته في خطابات مختلفة عن أنه يطرح نفسه –أو حزبه- كامتداد للحقبة والأبطال العثمانيين وكخصم للحقبة العلمانية التي يحملها مسؤولية انحدار تركيا ويزدريها لاستخفافها بقيم الأتراك وتراثهم، وصرَّح غير مرة أمام سؤال العلمانية أنه "مسلم مخلص"، ويروي صديقه في السجن أنه كان يصلي الصبح في خمس وأربعين دقيقة، وأنه حين أُبْلِغ في السجن بمحاولة اغتيال وطلب منه أن يرتدي سترة واقية من الرصاص امتنع ثم صلى ركعتين وقال: "هكذا ارتديت السترة الواقية الحقيقية"- اهتمامه المبكر بالبُعْد الأممي؛ فقد كانت اجتماعات شعبة حزب الرفاه في اسطنبول تتجاوز دائرتها الصغيرة فتناقش –أو تقيم فعاليات لمناقشة- الموضوعات المطروحة على الساحة السياسية محليا ودوليا مثل مشكلة الأكراد ومشكلات دول البلقان وحرب الخليج الثانية والقضية الفلسطينية والجمهوريات التركية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي المنهار والانقلاب العسكري في الجزائر مطلع التسعينيات، وتناولت كلمته التي ألقاها قُبِيْل دخوله السجن أحوال المسلمين في كوسوفا- اهتمامه بالتفاصيل الإنسانية الصغيرة مثل حضور جنازة صديق ولو في وقت عصيبوهو إلى ذلك خطيب مفوه يهتم بالخطاب العاطفي ويستدل في خُطَبه بالشِّعر، ولما سألته مؤسسة الجناح النسائي في حزب العدالة والتنمية عماذا تقرأ أوصاها بأن تقرأ كتابا في "بلاغة النبي"نشر في تركيا بوست

بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص33. Rabasa, Larrabee: The Rise of Political Islam, p. 14. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص27 وما بعدها. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص30 وما بعدها. عيسى مصطفى يوجار: محمد عاكف.. عصره وجهوده في الدعوة الإسلامية، رسالة دكتوراة لكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، السعودية، بإشراف: محمد قطب، 1410هـ = 1989/ 1990م. ص229 وما بعدها. أحمد نوري النعيمي: النظام السياسي في تركيا، (الأردن: دار زهران، 2011م). ص170، 171. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص44 وما بعدها. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص110. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص50. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص58 وما بعدها. Cemal Karakas: Turkey, Islam and Laicism, p. 24. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص136. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص130، 138، 139. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص164 وما بعدها؛ Cemal Karakas: Turkey, Islam and Laicism, p. 24. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص184 وما بعدها. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص257. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص66 وما بعدها، 237 وما بعدها، 270؛ Cemal Karakas: Turkey, Islam and Laicism, p. 31 وصفته برقية للسفارة الأمريكية في تركيا (2004م) بأنه يتبنى مواقف تتسم "بالزهو المتعجرف" ويمتلك طموحا لا حدود له ينبع من الاعتقاد بأن الله قد اصطفاه لقيادة تركيا، كما يملك "نزعة انعزالية متسلطة". كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص201. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص218، 274، 289. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص88، 90، 105 وما بعدها، 270، 271. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص268، 269. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص63، 67، 70. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص276. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص88. بسلي وأوزباي: قصة زعيم ص166، 231، 241. عبد الرحمن تيغ وآخران: مقتطفات من خطب رجب طيب أردوغان ص98، 100، 105، 106، 108، 109، 285.
2 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 05, 2016 08:09
No comments have been added yet.