موجز تاريخ تركيا العلمانية (3)
اقرأ أولا:
موجز تاريخ تركيا العلمانية (1)
موجز تاريخ تركيا العلمانية (2)
لقد وُضِعَتْ بذور الكثير من توجهات تركيا الحالية في هذا العهد الذي هو مزيج من انقلاب (1980م) وسياسات أوزالعند مطلع التسعينات اختفى ما تعودت عليه تركيا من انقلابات عسكرية، لقد كان العالم كله يحيا انقلابا كاملا بسقوط الاتحاد السوفيتي الذي ألقى بظلاله على الوضع التركي؛ فمن ناحية أتاح لها التمدد إلى جمهوريات وسط آسيا وإلى بلاد البلقان، وقد كانت تحت النفوذ السوفيتي، ومن ناحية أخرى كشفت لها عن نوايا أوروبا التي عاملتها بإهمال ولا مبالاة ورفضت انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مما جعل تحول تركيا إلى الشرق أمرا محتماخسر حزب الوطن الأم في انتخابات (1991م) ومات أوزال فجأة (1993م) فيما يحسب البعض أنه اغتيالفي السنوات الأربع التالية وصلت السياسة التركية إلى مرحلة إفلاس شاملة، وأزمات طاحنة، وانهار الاقتصاد وتسارع التضخم واتسع حجم الفساد، وبدا فشل الحكومة ساطعا مع الزلزال الهائل الذي ضرب مرمرة (أغسطس 1999م) فقُتِل فيه 18 ألفا (وقيل 40 ألفا) مع دمار هائل، وعجزت الحكومة عن التعامل مع الأزمةيمكن إجمال الصورة العامة لتركيا العلمانية على هذا النحو:
طوال تاريخ تركيا الحديث، حتى من بعد التحول نحو الديمقراطية والتعددية الحزبية (1946م)، لم تكن الحكومة المنتخبة هي الحاكم على الحقيقة، بل إنها تقع تحت هيمنة أطراف غير منتخبة مثل الجيش والبيروقراطية والقضاءوإذن، فلئن كانت لحظة تأسيس الجمهورية تمثل ولادة الدولة التركية العلمانية فإن لحظة التحول إلى التعددية هي لحظة إنشاء قشرة مدنية ديمقراطية شكلية تخفي تحتها ما اصطلح على تسميته فيما بعد: الدولة العميقة، الدولة الحارسة، الدولة الموازية .. إلخ. تلك التي تتكون من تحالف يضم حزب الشعب الجمهوري "والقيادة العليا للجيش والقضاء الأعلى والبيروقراطية، والذين استمروا في النظر لأنفسهم باعتبارهم الملاك المستحقين للدولة"
وقد ظل التوجه نحو الغرب سياسة مستقرة لتركيا الحديثة في عهد جميع حكوماتها، وحتى محاولات أوزال وأربكان لم تكن جذرية ولا ثورية، وهذا طبيعي ومُتَفَهَّم، إذ لم يكن بالإمكان غير هذا، ومثلما يُقال بأنها محاولات إسلامية أرادت النفاذ إلى النظام العلماني المغلق من خلال منظومة الحريات الغربية، يقال أيضا بأن المنظومة الغربية احتوت واستوعبت الإسلاميين الأتراك وأنشأتهم خلقا جديدا.
نشر في تركيا بوست
Ömer Taspinar: Turkey’s Middle East Policies Between Neo-Ottomanism and Kemalism (Massachusetts Avenue, Carnegie Endowment for International Peace, Septemper 2008), p. 11. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص43، 44، 121 وما بعدها؛ Cemal Karakas: Turkey, Islam and Laicism, p. 20-1. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص114 وما بعدها. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص136. Yavuz, Esposito: Turkish Islam and the Secular State, p. xxv كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص113، 114؛ Yavuz, Esposito: Turkish Islam and the Secular State, p. 1; Rabasa, Larrabee: The Rise of Political Islam, p. 38-9. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص132؛ Cemal Karakas: Turkey, Islam and Laicism, p. 22. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص133، 134؛ Rabasa, Larrabee: The Rise of Political Islam, p. 75. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص44، 45؛ Lapidus: A History of Islamic Societies, p. 509-10; Samuel P. Huntington: The Clash of Civilizations, (New York, simon & Schuster ,2003) p. 145-7. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص136، 137. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص145. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص143 وما بعدها. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص153 وما بعدها. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص170 وما بعدها؛ Cemal Karakas: Turkey, Islam and Laicism, p. 27. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص176 وما بعدها؛ Cemal Karakas: Turkey, Islam and Laicism, p. 29. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص48، 87، Lapidus: A History of Islamic Societies, p. 505. وقد بلغ تأثير الإعلام في المسار التركي حدَّ أن أيدين دوغان، وهو رئيس أقوى مجموعة إعلامية تركية، جلس إلى أردوغان في أول أمر الحزب وصرح له بأنه هزم ثلاثة رؤساء وزارة: تورجت أوزال وسليمان ديميريل وتانسو تشيلار، كلهم بدؤوا ضده لكنهم انتهوا إلى الاستسلام له. انظر: حسين بسلي، عمر أوزباي: رجب طيب أردوغان.. قصة زعيم، ترجمة وتقديم: د. طارق عبد الجليل، (بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2011م). ص385، 386. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص49، 87. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص50، 51، 92. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص87؛ Lapidus: A History of Islamic Societies, p. 505.
لقد وُضِعَتْ بذور الكثير من توجهات تركيا الحالية في هذا العهد الذي هو مزيج من انقلاب (1980م) وسياسات أوزالعند مطلع التسعينات اختفى ما تعودت عليه تركيا من انقلابات عسكرية، لقد كان العالم كله يحيا انقلابا كاملا بسقوط الاتحاد السوفيتي الذي ألقى بظلاله على الوضع التركي؛ فمن ناحية أتاح لها التمدد إلى جمهوريات وسط آسيا وإلى بلاد البلقان، وقد كانت تحت النفوذ السوفيتي، ومن ناحية أخرى كشفت لها عن نوايا أوروبا التي عاملتها بإهمال ولا مبالاة ورفضت انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مما جعل تحول تركيا إلى الشرق أمرا محتماخسر حزب الوطن الأم في انتخابات (1991م) ومات أوزال فجأة (1993م) فيما يحسب البعض أنه اغتيالفي السنوات الأربع التالية وصلت السياسة التركية إلى مرحلة إفلاس شاملة، وأزمات طاحنة، وانهار الاقتصاد وتسارع التضخم واتسع حجم الفساد، وبدا فشل الحكومة ساطعا مع الزلزال الهائل الذي ضرب مرمرة (أغسطس 1999م) فقُتِل فيه 18 ألفا (وقيل 40 ألفا) مع دمار هائل، وعجزت الحكومة عن التعامل مع الأزمةيمكن إجمال الصورة العامة لتركيا العلمانية على هذا النحو:
طوال تاريخ تركيا الحديث، حتى من بعد التحول نحو الديمقراطية والتعددية الحزبية (1946م)، لم تكن الحكومة المنتخبة هي الحاكم على الحقيقة، بل إنها تقع تحت هيمنة أطراف غير منتخبة مثل الجيش والبيروقراطية والقضاءوإذن، فلئن كانت لحظة تأسيس الجمهورية تمثل ولادة الدولة التركية العلمانية فإن لحظة التحول إلى التعددية هي لحظة إنشاء قشرة مدنية ديمقراطية شكلية تخفي تحتها ما اصطلح على تسميته فيما بعد: الدولة العميقة، الدولة الحارسة، الدولة الموازية .. إلخ. تلك التي تتكون من تحالف يضم حزب الشعب الجمهوري "والقيادة العليا للجيش والقضاء الأعلى والبيروقراطية، والذين استمروا في النظر لأنفسهم باعتبارهم الملاك المستحقين للدولة"
وقد ظل التوجه نحو الغرب سياسة مستقرة لتركيا الحديثة في عهد جميع حكوماتها، وحتى محاولات أوزال وأربكان لم تكن جذرية ولا ثورية، وهذا طبيعي ومُتَفَهَّم، إذ لم يكن بالإمكان غير هذا، ومثلما يُقال بأنها محاولات إسلامية أرادت النفاذ إلى النظام العلماني المغلق من خلال منظومة الحريات الغربية، يقال أيضا بأن المنظومة الغربية احتوت واستوعبت الإسلاميين الأتراك وأنشأتهم خلقا جديدا.
نشر في تركيا بوست
Ömer Taspinar: Turkey’s Middle East Policies Between Neo-Ottomanism and Kemalism (Massachusetts Avenue, Carnegie Endowment for International Peace, Septemper 2008), p. 11. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص43، 44، 121 وما بعدها؛ Cemal Karakas: Turkey, Islam and Laicism, p. 20-1. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص114 وما بعدها. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص136. Yavuz, Esposito: Turkish Islam and the Secular State, p. xxv كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص113، 114؛ Yavuz, Esposito: Turkish Islam and the Secular State, p. 1; Rabasa, Larrabee: The Rise of Political Islam, p. 38-9. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص132؛ Cemal Karakas: Turkey, Islam and Laicism, p. 22. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص133، 134؛ Rabasa, Larrabee: The Rise of Political Islam, p. 75. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص44، 45؛ Lapidus: A History of Islamic Societies, p. 509-10; Samuel P. Huntington: The Clash of Civilizations, (New York, simon & Schuster ,2003) p. 145-7. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص136، 137. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص145. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص143 وما بعدها. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص153 وما بعدها. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص170 وما بعدها؛ Cemal Karakas: Turkey, Islam and Laicism, p. 27. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص176 وما بعدها؛ Cemal Karakas: Turkey, Islam and Laicism, p. 29. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص48، 87، Lapidus: A History of Islamic Societies, p. 505. وقد بلغ تأثير الإعلام في المسار التركي حدَّ أن أيدين دوغان، وهو رئيس أقوى مجموعة إعلامية تركية، جلس إلى أردوغان في أول أمر الحزب وصرح له بأنه هزم ثلاثة رؤساء وزارة: تورجت أوزال وسليمان ديميريل وتانسو تشيلار، كلهم بدؤوا ضده لكنهم انتهوا إلى الاستسلام له. انظر: حسين بسلي، عمر أوزباي: رجب طيب أردوغان.. قصة زعيم، ترجمة وتقديم: د. طارق عبد الجليل، (بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2011م). ص385، 386. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص49، 87. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص50، 51، 92. كِرِم أوكْتِم: الأمة الغاضبة ص87؛ Lapidus: A History of Islamic Societies, p. 505.
Published on March 02, 2016 03:50
No comments have been added yet.