Goodreads helps you follow your favorite authors. Be the first to learn about new releases!
Start by following شكيب أرسلان.

شكيب أرسلان شكيب أرسلان > Quotes

 

 (?)
Quotes are added by the Goodreads community and are not verified by Goodreads. (Learn more)
Showing 1-24 of 24
“لقد أصبح الفساد الى حد أن أكبر أعداء المسلمين هم المسلمون وان المسلم اذا اراد ان يخدم ملته او وطنه وقد يخشى ان يبوح بالسر من ذلك لأخيه. إذ يحتمل ان يذهب هذا الى الاجانب المحتلين فيقدم لهم بحق أخيه الوشاية التي يرجو بها بعض الزلفى. وقد يكون أمله بها فارغا.”
شكيب أرسلان, لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟
“ما أحببتُ طول الحياة في وقت مثل الوقت الذي أطالع فيه. هناك يعزّ الفراق.”
شكيب أرسلان
“وهكذا أصبح المسلمون في الأعصر الأخيرة يعتقدون أنه ما من صراع بين المسلم والأوروبي إلا سينتهي بمصرع المسلم ولو طال كفاحه، وقر ذلك في نفوسهم، وتخمَّر في رءوسهم، لا سيما هذه الطبقة التي تزعم أنها الطبقة المفكرة العاقلة المولعة بالحقائق، الصادفة عن الخيالات — بزعمها — فإنها صارت تقرر هذه القاعدة المشئومة في كل نادٍ، وتجعل التشاؤم المستمر والنعاب الدائم من دلائل العقل وسعة الإدراك، وتحسب اليأس من صلاح حال المسلمين من مقتضيات العلم والحكمة وما زالت تنفخ في بوق التثبيط، وتبث في سواد الأمة دعاية العجز؛ إلى أن صار الاستخذاء ديدن الجميع إلا من رحم بك، وكانت روحه من أصل فطرتها قوية عزيزة.”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“والجامد هو سبب الفقر الذي ابتلى به المسلمون؛ لأنه جعل الإسلام دين آخرة فقط، والحال أن الإسلام هو دين دنيا وآخرة، وإن هذه مزية له على سائر الأديان، فلا حصر كسب الإنسان فيما يعود للحياة التي وراء هذه كما هي ديانات أهل الهند والصين، ولا زهده في مال الدنيا وملكها ومجدها كتعاليم الإنجيل، ولا حصر سعيه في أمور هذه المعيشة الدنيوية كما هي مدنية أوروبة الحاضرة.”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“ثم إننا بحصر كل مجهوداتنا في هذه العلوم الدينية والمحاضرات الأخروية جعلنا أنفسنا بمركز ضعيف بإزاء سائر الأمم التي توجهت إلى الأرض، وهؤلاء لم يزالوا يعلون في الأرض ونحن ننحط في الأرض، إلى أن صار الأمر كله في يدهم، وصاروا يقدرون أن يأفكونا عن نفس ديننا فضلًا عن أن يملكوا علينا دنيانا، ومن ليست له دنيا فليس له دين، وليس هذا هو الذي يريده الله بنا وهو الذي قال: وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ الآية.٢ وقال: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا.٣ وقال: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.٤ وقال فيما حكاه وأقره: وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا.”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“ومن أعظم أسباب تأخر المسلمين العلم الناقص، الذي هو أشد خطرًا من الجهل البسيط؛ لأن الجاهل إذا قيض الله له مرشدًا عالمًا أطاعه ولم يتفلسف عليه، فأما صحاب العلم الناقص فهو لا يدري ولا يقتنع بأنه لا يدري، وكما قيل: ابتلاؤكم بمجنون خير من ابتلائكم بنصف مجنون، أقول: ابتلاؤكم بجاهل خير من ابتلائكم بشبه عالم.”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“ولكن الأمم الإسلامية تريد حفظ استقلالها بدون مفاداة ولا تضحية، ولا بيع أنفس ولا مسابقة إلى الموت، ولا مجاهدة بالمال، وتطالب الله بالنصر على غير الشرط الذي اشترطه في النصر٦ فإن الله — سبحانه — يقول: وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ،٧ ويقول: إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.٨”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“قال ابن خلدون: إذا نظرنا إلى التاريخ من جهة شكله الخارجي وجدنا مهمته تقييد الحوادث التي تتابعت على مر الأعصار، وتعاقب الأدوار، مما كانت الأجيال الماضية شاهدة له، وإنه لأجل سرد هذه الحوادث تنقحت العبارات، وتطرز الإنشاء بحلى البلاغة، وبهذا التاريخ زهت مجالس الأدب، وتداعى إليها الناس من كل حدب، والتاريخ هو الذي يعلمنا كيف تقلبت الأحوال على جميع الكائنات، وهو الذي منه يُعرف بناء الممالك، وكيفية عمارة الأمم لهذه الأرض. كل أمة إلى المدة المقدرة لها من الحياة، فأما من جهة الأسرار الباطنة لعلم التاريخ، فأعظم أسراره هو البحث عن الحوادث إلى درجة اليقين بها، والتأمل في الأسباب التي أنشأتها وفى كيفية جريانها وتطورها، فالتاريخ بالجملة إنما هو فرع من فروع الفلسفة، وهو جدير بأن يجعل في عداد العلوم الجليلة التي لها المكانة الأولى.”
شكيب أرسلان, ‫تاريخ ابن خلدون‬
“ويقول أفلاطون: إنه لا يجوز استغلال مدنية لفائدة شخص واحد، وإن المقصد من بناء المدينة ليس ترفيه فرد أو طبقة، وإنما هو إسعاد المدينة بأجمعها، فكل فرد من سكانها عليه واجب يقوم به، فإذا قام به فهذا هو العدل. ومن رأي أفلاطون أن احتياجات المجتمع المنظم يجب أن ينظر فيها إلى طبيعة الخلق إذ مهما كان الثقاف ذا تأثير فإن الأصل هو فطرة المخلوق وذلك كحب الكسب عند الصانع، وعلو الهمة عند الجندي، والحكمة والروية عند الحاكم.”
شكيب أرسلان, ‫تاريخ ابن خلدون‬
“لماذا سادت الأمة الإنكليزية هذه السيادة كلها في العالم؟ نجيبهم: إنها سادت بالأخلاق والمبادئ الوطنية العالية،”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“ثم قال: إن عمل هذا الكاتب العظيم كان عبارة عن تاريخ عام مجموع من كتب كثيرة ملحق بتاريخ نفيس للبربر ترجمة المسير «دوسلان de Slane» إلى الفرنسية، وقدم عليه مقدمة تضمنت فلسفته السياسية. وهذه المقدمة هى في حد ذاتها انسيكلوبيديا شاملة، تبحث عن جميع المسائل من جهتها الفلسفية، والتاريخ نفسه معدود فيها من جملة فروع الفلسفة. قال ابن خلدون: إذا نظرنا إلى التاريخ من جهة شكله الخارجي وجدنا مهمته تقييد الحوادث التي تتابعت على مر الأعصار، وتعاقب الأدوار، مما كانت الأجيال الماضية شاهدة له، وإنه لأجل سرد هذه الحوادث تنقحت العبارات، وتطرز الإنشاء بحلى البلاغة، وبهذا التاريخ زهت مجالس الأدب، وتداعى إليها الناس من كل حدب، والتاريخ هو الذي يعلمنا كيف تقلبت الأحوال على جميع الكائنات، وهو الذي منه يُعرف بناء الممالك، وكيفية عمارة الأمم لهذه الأرض.”
شكيب أرسلان, ‫تاريخ ابن خلدون‬
“والجامد هو الذي شهر الحرب على العلوم الطبيعية والرياضية والفلسفية وفنونها وصناعاتها بحجة أنها من علوم الكفار، فحرم الإسلام ثمرات هذه العلوم، وأورث أبناءه الفقر الذي هم فيه، وقص أجنحتهم،”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“وضرب ابن خلدون مثلًا مدينة «فاس» فقال: إنها لكونها محاطة بالبلاد الباردة تجد الواحد من أهلها سائرًا وهو مطرق رأسه في الأرض يظهر للناس أنه حزين، وذلك من شدة تفكره في العواقب، وقد يبلغ فيهم الاحتياط للمستقبل أنهم يخزنون الحنطة اللازمة لهم إلى مدة سنين، وهم مع ذلك يذهبون كل يوم إلى الأسواق لابتياع لوازم معيشتهم! ثم قال: إن لأنواع الأطعمة تأثيرات متنوعة في طباع البشر، فمن الأقوام من يعيشون في أرضين دارة بالخيرات، وتتوافر لديهم الآلات، فتكثر عندهم الحبوب والثمار، بينما غيرهم يقل عندهم هذا النوع من القوت فيكتفون لأجل معيشتهم بلحوم المواشي وألبانها، وتقل عندهم الأخلاط. قال: وإن قلة الأخلاط تزيد الناس بسطة في العلم والجسم، فأجساد هؤلاء الشعوب أنعم وأقوى، وأكثر تناسبًا، وعقولهم أسمى وأسرع استنتاجًا، وأذهانهم أشد لحظًا وثقوبًا.”
شكيب أرسلان, ‫تاريخ ابن خلدون‬
“فإنهم اكتفوا من الإسلام بالركوع والسجود، والأوراد والأذكار، وإطالة السبحة والتلوم في السجدة، وظنوا أن هذا هو الإسلام، ولو كان هذا كافيًا في إسلام المرء وفوزه في الدنيا والآخرة لما كان القرآن ملآن بالتحريض على الجهاد، والإيثار على النفس، والصدق والصبر، ونجدة المؤمن لأخيه، والعدل والإحسان، وجميع مكارم الأخلاق، ولو كان هذا كافيًا لأجل التحقق بالإسلام لما قال الله تعالى: قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“تعليق على ما جاء بسطر ١٥ صفحة ١ جزء أول من ابن خلدون الصقالبة هم الأمة التي يقال لها السلاف، وهو أمة عظيمة من الأمم التي يقال لها هناك «الفند» أو «الفنيد» “wendes ou wenedes” واستقر آخرون على شواطئ البحر الأسود وضفاف الطونة، ويقال لهؤلاء «يازبج Jazyges» و«باستارن Bastarnes» و«روكسولان Roxolans» وأول من سماهم السلاف «جورناندس» المؤرخ القوطي، ومعنى السلاف الشرفاء، وقد انتهى هذا المعنى بأن يفهم منه الأمم المستبعدة، وانقلب عن معناه الأصلي فجاء من لفظة «السلاف» “Slaves” لفظة «إسكلاف» “Esclaves” ومعناها عبد. وأيام زحفة البرابرة الكبرى على الدولة الرومانية كان السلاف ينقسمون إلى سلاف غربيين وهم التشيك الذين سكنوا بوهيميا، والبوليز الذين سكنوا بولونيا، واليتون أهل ليتوانيا، والموراف أهل مورافيا، والسوارب أهل بوميرانيا وبراندبورج، والسلاف الشماليون: وهم الذين منهم الشعب الروسي، والسلاف الجنوبيون: وهم الذين عبروا الطونة وسكنوا على شطوط بحر الأدرياتيك، وهم البشناق، والصرب، والحزوات، والاسكلافون. وأول ما عرف العرب هذه اللفظة كان بسبب مجاورتهم للدولة البيزنطية وكانت كثيرًا ما تمد سلطانها على السلاف الجنوبيين، ولما كان العرب لا يوجد عندهم حرف الفاء الفارسية، وكانوا يقلبونها باء، فلفظوا الاسكلافون أصقلابون ومنها جاءت لفظة صقلبي وصقالبة. ولما كانوا في القرون الوسطى يسترقّون منهم فقد صار الصقلبي بمعنى رقيق كما هو في اللغات الإفرنجية. وقد جاء في اللسان العربي أن الصقلاب هو الرجل الأبيض، وقيل هو الرجل الأحمر، وإنه قيل له صقلاب على التشبيه بألوان الصقالبة كما في معجم البلدان، وقال المتنبي في وصف حرب بين سيف الدولة وملك الروم: يجمع الروم والصقالب والبلـ ـغار فيها وتجمع الآجالا”
شكيب أرسلان, ‫تاريخ ابن خلدون‬
“ومنهم من اعتمد على الدعاء والابتهال لرب العزة؛ لأنه يجده أيسر عليه من القتل والبذل، ولو كان مجرد الدعاء يغني عن الجهاد لاستغنى به النبي ﷺ وصحابته، وسلف هذه الأمة”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“Navodi Ebu-Davud u svom Sunenu i Bejheki u djelu Delail en-nubuvve, preko Sevbana,
od samog Resulullaha, ovako: "Uskoro će na vas napasti narodi, kao što gladni napadnu na čanak."
Neko je primijetio: "Je li to zbog toga što će nas biti malo?" On odgovori: "Ne, nego će vas tada biti mnogo,
ali ćete biti kao naplavak bujice i Allah će, zasigurno, izvaditi iz srca vašeg neprijatelja strah od vas,
a bacit će u vaše srce slabost (vehn)." Neko reče: "AllahovPoslaniče, šta je to vehn?
On reče: "Ljubav prema imetku i zaziranje od smrti.”
شكيب أرسلان, لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟
“وكان ابن خلدون يرى العمران في زمانه قد أجحف به النقصان وأكدى كما أرى، فيذهب إلى أن المدنيات قد أشرقت شموسها على العالم من مشارق متعددة ولكنه قد غاب الكثير منها وانطوى بدثور المعالم، فهو يقول: إن العلوم التي وصلت إلينا هي أقل من العلوم التي لم تصل إلينا؛ فأين علوم الفرس، والكلدانيين، والبابليين، والأشوريين، والأقباط القدماء، فإنها كلها قد ذهبت. ولم يبق من العلوم التي وصلت إلينا سوى علوم اليونانيين التي انتهت إلينا بسبب اجتهاد الخليفة المأمون في ترجمتها وإنفاقه الأموال الطائلة عليها.”
شكيب أرسلان, ‫تاريخ ابن خلدون‬
“ما أخشى على المسلمين إلا من المسلمين، ما أخشى من الأجانب كما أخشى من المسلمين.”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“وإذا سألت هؤلاء المسلمين الممالئين للعدو على إخوانهم: كيف تفعلون مثل هذا وأنتم تعلمون أنه مخالف للدين وللشرف وللفتوة وللمروءة وللمصلحة وللسياسة؟ أجابوك: كيف نصنع فإن الأجانب انتدبونا، ولو لم نفعل لبطشوا بنا، فاضطررنا إلى القتال في صفوفهم؛ خوفًا منهم، ونسوا قوله تعالى: أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“ومن رأيه أن الاستقلال الزراعي هو شرط في صحة الأخلاق، وأنه كلما استقلت مملكة عن غيرها في احتياجاتها المعاشية استقلت في أمورها السياسية والعكس بالعكس، وكلما كثر أخذ المملكة وعطاؤها مع الخارج ضعف استقلالها السياسي وتعرضت للحروب، وهي حقيقة قد انطبخت حتى احترقت، وقضية قد ابتقرت حتى انفاقت، فالأمة التي ليس لها استقلال اقتصادي هيهات أن يتم لها استقلال سياسي.”
شكيب أرسلان, ‫تاريخ ابن خلدون‬
“الأمور إنما هي فروع لا أصول، وإنها نتائج لا مقدمات، وإن (التضحية) أو الجهاد بالمال والنفس هو العلم الأعلى الذي يهتف بالعلوم كلها، فإذا تعلمت الأمة هذا العلم وعملت به دانت لها سائر العلوم والمعارف، ودنت منها جميع القطوف والمجاني.”
شكيب أرسلان, ‫لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟‬
“إن إدخال الأديان في هذا المعترك وجعلها هي وحدها معيار الترقّي والتردّي ليس من النصفة في شيء، أما الإسلام فلا جدال في كونه هو سبب نهضة العرب وفتوحاتهم المدهشة مما أجمع على الإعتراف به المؤرخون شرقاً وغرباً، ولكنه لم يكن سبب انحطاطهم كما يزعم المفترون الذين لا غرض لهم سوى نشر الثقافة الأوروبية بين المسلمين دون ثقافة الإسلام، بل كان سبب تردّي المسلمين هو أنهم اكتفوا في آخر الأمر من الإسلام بمجرد الإسم، والحال أن الإسلام إسم وفعل.
-----------------------------------------------------
"الحقيقة أن العرب لم يستقلّوا استقلالًا حقيقيًا واسعًا إلا بالإسلام، ولم تعرفهم الأمم البعيدة، وتخنع لهم الممالك العظام، والقياصرة والأكاسرة، ويتحدث بصولتهم الناس، ولم يقعدوا من التاريخ المقعد الذي أحلّهم في الصفّ الأول من الأمم الفاتحة إلا بمحمدٍ ﷺ "
-----------------------------------------------------
"ولو أيَّدَ ﷲ مخلوقًا بدونِ عملٍ: لأيَّدَ من دون عملٍ محمدًا رسول ﷲ ﷺ ولم يُخرِجهُ إلى القتال والنّزال والنّضال واتّباعِ سُنن الكونِ الطبيعيّة للوصولِ إلى الغاية”
شكيب أرسلان, لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟
“أبو نصر محمد بن محمد بن نصر الفارابي فيلسوف المسلمين بالحقيقة أخذ صناعة المنطق عن يوحنا بن جيلاني المتوفي بمدينة السلام في أيام المقتدر، فبذّ جميع أهل الإسلام فيها، وأتى عليهم في التحقق بها، فشرح غامضها، وكشف سرها وقرب تناولها، وجمع ما يحتاج إليه منها في كتب صحيحة العبارة، لطيفة الإشارة، منبهة على ما أغفله الكندي وغيره من صناعة التحليل، وأنحاء التعليم وأوضح القول فيها عن مواد المنطق الخمس، وأفاد وجود الانتفاع بها، وعرف طرق استعمالها، وكيف تصرف صورة القياس في كل مادة منها، فجاءت كتبه في ذلك الغاية الكافية، والنهاية الفاضلة. ثم له بعد هذا كتاب شريف في إحصاء العلوم١ والتعريف بأغراضها لم يُسبق إليه، ولا ذهب أحد مذهبه فيه، ولا يستغني طلاب العلوم كلها عن الاهتداء به وتقديم النظر فيه. وله كتاب في أغراض فلسفة أفلاطون وأرسطاطاليس٢ يشهد له بالبراعة في صناعة الفلسفة، والتحقق بفنون الحكمة، وهو أكبر عون على تعلم طريق النظر، وتعرف وجه الطلب. اطلع فيه على أسرار العلوم وثمارها علمًا علمًا، وبين كيفية التدرج من بعضها إلى بعض شيئًا شيئًا (إلى أن يقول): ثم له بعد هذا في العلم الإلهي والعلم المدني كتابان لا نظير لهما، أحدهما المعروف ﺑ«السياسة المدنية» والآخر المعروف ﺑ«السيرة الفاضلة»٣ عرف فيهما بجمل عظيمة من العلم الإلهي على مذهب أرسطالطاليس في مبادئ السنة الروحية، وكيف تؤخذ عنها الجواهر الجسمانية على ما هي عليه من النظام واتصال الحكمة، وعرف فيها بمراتب الإنسان وقواه النفسانية، وفرق بين الوحى والفلسفة، ووصف أصناف المدن الفاضلة وغير الفاضلة واحتياج المدنية إلى السير الملوكية، والنواميس النبوية. انتهى. ولكن ليس من هؤلاء واحد لا أفلاطون ولا أرسطو ولا الفارابي يُعد واضعًا لعلم فلسفة التاريخ الذي هو حق ولي الدين أبى زيد عبد الرحمن بن خلدون مفخرة المغرب بل مفخرة الإسلام كله.”
شكيب أرسلان, ‫تاريخ ابن خلدون‬

All Quotes | Add A Quote