صاحب النبي Quotes

Rate this book
Clear rating
صاحب النبي (رواية عن النبي الذي صدَق والصاحب الذي صدَّق) صاحب النبي by الأديب محمود توفيق
27 ratings, 4.48 average rating, 15 reviews
صاحب النبي Quotes Showing 1-5 of 5
“إمبراطورية فارس التي عبر المثنى عن قلقه المشروع منها، كانت قد أكلت في ذلك الوقت أطراف الإمبراطورية الرومانية بما فيها دمشق وبصرى وأذرعات والقدس نفسها، وقد كان آخر خبر وصل إليه قبل الحج يقول إنها أسقطت الإسكندرية وستقطع القمح عن عاصمة الرومان. والمثنى الذي يعرف عنها كل هذا وأكثر، والذي يعرف مثل غيره أن هذا الرجل الرحيم الخلوق الذي يكلمهم يطارده عمه بين المخيمات، لم يجد شيئًا يرد به إلا التبسم عندما دعاهم محمد ﷺ في نهاية الجلسة الطيبة إلى أن يسبحوا الله ويقدسوه عندما يعطيهم عما قريب ديار فارس.

وبعد 15 سنة من خروج محمد ﷺ من مخيم بني شيبان، كان المثنى بن حارثة يدخل فارس قائدًا من قادة الجيوش المسلمة التي أطاحت بعرش الإمبراطورية الفارسية”
الأديب محمود توفيق, صاحب النبي
“وقد كان ما بين أبي لهب وما يريده من تفريق الناس عن محمد ﷺ باب بيته، وقد كان ما بين أبي بكر وما يريده وهو أن يجمع الناس على محمد ﷺ باب بيته، ولكن شتان ما بين هذين البابين. فسيفضي باب أبي لهب الذي يريد أن يفرق في نهاية الأمر إلى أن يصاب بمرض مشؤوم معدٍ، يترك له تقرحات فظيعة، فيتفرّق عنه أهله، فسيموت بعد سنوات قليلة، وسيترك أهله جثمانه ثلاثة أيام لا يقربون منه خوفًا من العدوى. وبعد الأيام الثلاثة، وخوفًا من أن يعايرهم الناس بأنهم تركوا أباهم يتحلل في الهواء كالدّواب النافقة، سيحفرون له حفرة ويدفعونه فيها بعمود، ثم يرجمون جثمانه بالحجارة حتى يختفي برائحته وعدواه.

أما باب أبي بكر الذي يريد أن يجمع، فسيفضي في نهاية الأمر إلى أن يجتمع الناس عليه خليفة بعد موت النبي.”
الأديب محمود توفيق, صاحب النبي
“وأبو قحافة الذي تمنى لابنه منذ الطفولة مجد ابن جدعان وثروته، ولم يحب له أن يكون منفقًا نفس إنفاقه، والذي يحب لابنه الوحيد أن تتوفر له الحماية، بلغه سخريّة الناس من ابنه الذي يضع المال في غير موضعه لتحرير رجال هزلوا قد هدّ أبدانهم التعذيب، وهو نفسه كان يشعر بالامتعاض من حرص ابنه على شراء هؤلاء المنهكين والمنهكات الذين أشرفوا على الهلاك، ويشعر بالحنق على هذه الدعوة التي سحرت ابنه وأفقدته صوابه، وقد زادوا بكلامهم إحساسه بالحسرة.

انفرد بابنه في البيت وقال له: يا بني إني أراك تعتق رقابًا ضعافًا، فلو أنك إذ فعلت أعتقت رجالًا جلدًا يمنعونك، ويقومون دونك؟
فقال أبو بكر: يا أبت إني إنما أريد ما أريد لله.

فسكت الرجل، لأنه يعلم أنه لا يوجد على الأرض من يستطيع أن يفسد على ابنه همته في هذا الدين. وترك ابنه وخرج مهمومًا وهو يشعر بالغيط لأن أمية بن خلف قد أخذ من ابنه ثمنًا كبيرًا لبلال، وها هو ذا بلال حر قد أعتقه ابنه ولم ينتفع به.”
الأديب محمود توفيق, صاحب النبي
“وبدأ أبو بكر يكلّم أم رومان زوجته عن الله الواحد، والجنة والنار، وكل الأخلاق التي يدعوها إليها الإسلام. وكانت سعيدة برفقه معها، متمتعة ببشره، معجبة بهذا الأثر العميق الذي تركه الإيمان على ملامح وجهه وعلى نبرة صوته، كان هذا الإيمان قد تمم أخلاقه. وظلت في هذه المتعة، متعة الاعتناق، حتى أنها دخلت في العهد الجديد، وهي لا تذكر تحديداً ما هي الليلة التي وضعت فيها رأسها على الوسادة مستهترة تماماً بالأصنام، ولا ما هو الصبح الذي قامت فيه مستبشرة ومسلمة.”
الأديب محمود توفيق, صاحب النبي
“لقد ترك محمد ﷺ صاحبه أبا بكر أيضًا، وهو رجل آخر غير الذي دخل عليه منذ قليل، لقد غمر روحه إخلاص وانفعال وحميّة رجل آمن منذ مدة، وودّع منذ مدة، كما تغمر شمس الصباح وجهًا ينام في أمان فيتحرك بكل علامات الحياة مرة واحدة. وخرج أبو بكر من بعد أن خرج من عنده محمد ﷺ، وطاف على الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص في اليوم الأول من دخوله الدين، وعاد إلى بيته مساء سعيدًا بأنهم أسلموا جميعًا. وفي اليوم التالي تحرك مرة أخرى فأسلم على يديه عثمان بن مظعون وأبو عبيدة بن الجراح وعبد عمرو بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم.”
الأديب محمود توفيق, صاحب النبي