ما لا ترونه Quotes

Rate this book
Clear rating
ما لا ترونه ما لا ترونه by سليم عبد القادر
51 ratings, 3.88 average rating, 7 reviews
ما لا ترونه Quotes Showing 1-22 of 22
“لأنها محنة في سبيل الله، فهي تهُون.”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“لقد منّ الله علينا بالفرج من حيث لا نحتسب…وهيأ لنا الأسباب المؤدية إليه”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“- أنا عنصر في جماعة الإخوان منذ سبع سنوات، ورغم أن والدي –رحمه الله- كان من الإخوان، إلاّ أنني اخترت دربي بعيداً عن تأثيره، فقبل ذلك انتسبت إلى شبيبة الثورة، وأصبحت رفيقاً، فرأيت هناك الانتهازية والعبث واللاأخلاقية، وأنا إنسان لا أستطيع الكذب على نفسي ولا على الآخرين، فتركت الشبيبة، واطلعت على فكر الإخوان ودرسته فاقتنعت به، والتزمت بالجماعة، وأنا أعرف سلفاً ما يكمن في طريقي، وأنا على استعداد لدفع الثمن ولو كان أعصابي وحياتي، وأنا غير نادم على اختياري… كانت حياتي عادية جداً ، إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم، فمن غير توقع، وحين كنت أتقدم للامتحانات في الجامعة، انتهك رجال الأمن –كالعادة- حرمة الجامعة، واقتادوني إلى سجن أمن الدولة، وهناك… لم أكن أتصور أن الإنسان مهما انحط وأسفَّ يمكن أن يصل إلى ذلك الدرْك السافل الذي لا يمكن أن تصل إليه وحوش غابات الكونغو…كان التعذيب غاية في الشراسة والتمتع بهتك قيم الإنسان، فإذا كان في هذا المجتمع مجرمون، فأولئك هم المجرمون الحقيقيون، فحاكموهم بدلاً من أن تحاكمونا.
كان يتصور أن القاضي سينفجر غضباً، ولكنه فوجئ بإنصات شديد من الحاضرين، وبارتياح بدا في وجوههم، وقال القاضي بهدوء: ولكنك متصل ببعض المسلحين.
أجاب: صلة صداقة قديمة، لا صلة تنظيم… لم أمارس العنف، ولو كنت مقتنعاً به لمارسته، ولما وجدتني أمامك الآن، وأنا لا أقول هذا خوفاً منك ، فأنا لا أخاف منك ولا من غيرك، ولكنها الحقيقة.
- وفكرة الهجوم على أمن الدولة!؟.
- كانت مجرد كلام… صرخة في وجه الظلم والعجز.. كل الناس يصرخون، وينتقدون بعنف.. وأنتم تعرفون ذلك… ولا يوجد قانون في العالم يحاسب الإنسان على شوارد فكره، أو فلتة لسان في ساعة غيظ وقهر… إلاّ إذا كان هذا القانون موجوداً هنا!.
- لا، أبداً.
- اتفقنا إذن.
ابتسم القاضي وقال: أتحب أن تضيف شيئاً؟.
- كان في جعبتي الكثير، ولكني أكتفي بأن أقول لكم: إن هذه الأرض إسلامية، فتحها المسلمون بدمائهم، ولن يقبل أحد بأن تصبح الدعوة إلى الإسلام فيها جريمة، أو النشاط الإسلامي تطرفاً، وأختم كلامي بقول شيخ الإسلام ابن تيميه –رحمه الله- : ما يصنع أعدائي بي –وأرجو أن لا تضعوا أنفسكم في موطن العداء لي- أنا جنتي وبستاني في صدري ، سجني خلوة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة… وبالنسبة لي فالحكم بالإعدام أو السجن المؤبد أو البراءة، كلها سواء، ولكنها مسئوليتكم، ولا تنسوا أنكم ستقفون يوماً بين يدي الله، شئتم أم أبيتم، فحاولوا إنقاذ أنفسكم.”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“نعم يا سيدي، فإن كلامي لم ينته بعد، وكنت أود أن أقول، بأنك أنت نفسك لو وضعوك في الفلق أو الدولاب أو تحت لسع الكهرباء؛ لاعترفت بأنك أخ لموشيه ديان.
ضحك الجميع إلاّ القاضي، فقد كان هو الآخر أعور، وقال بعد صمت غير متوقع: لا، لن أعترف بذلك.”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“...مرة أخرى القدر يقول كلمته بوضوح”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“أشكر السيد محامي الدفاع على خطبته الحماسية، وإن كنت أتمنى لو أنه أعفى نفسه وأعفانا من سماعها، لأن أقل ما يقال فيها: إنها كلام جرائد وإذاعة، مما لم يعد له تأثير في هذه الأيام، بل أصبح الناس يمجّونه… ثم إن حضرة المحامي وقف يدافع عن الرئيس مع أنه غير متهم هنا، وكان الأولى به أن يدافع عن موكليه دفاعاً مناسباً… أما عن دفاعه الذي تقدم به، فأنا أرفضه… ونحن –والحمد لله- مسلمون واعون مختارون طريقنا على بصيرة، ولسنا مضللين ولا مخدوعين ولا أغراراً.”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“ولكننا بشر..أرواح..”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“وأنا موطّن نفسي لأقسى الأحكام، ولكن شعوراً داخلياً يحدثني عن فرج قريب…”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“- كلهم بخير، لقد تغير الجميع تماماً، وما عادوا يهابون شيئاً، لقد نذرنا أرواحنا في سبيل الله.
- إنه تطور خطير..
لكنه طيب…”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“الله وحده يعلم حقيقته.”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“- نحن في سجن.
- ولكننا إخوان!؟.
- والإخوان بشر!”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“- لماذا طلبوا منا أن نموت تحت التعذيب قبل أن نعترف بحرف واحد!
قال عادل وهو يبتسم: الأفكار النظرية شيء، والواقع العملي شيء آخر”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“- والشباب أين ذهبوا بهم!؟.
- لا أدرى.
في المساء جاء طاهر مكفهر الوجه، بادي العبوس، تنطق عيناه بالقهر والألم… سأله محمود:
- خير إن شاء الله، ما الأمر!؟.
أجاب بلسان مثقل بالكارثة:
- لقد صار الشباب في سجن تدمر .
- السجن الصحراوي الرهيب!؟.
- نعم.
وأحس كل سجين بأن صاعقة قد نزلت برأسه.”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“وقال محمود: مهما تكن الوسيلة والنتيجة، فلا بد من الهرب.
وتساءل في نفسه: أهو أمر ممكن!؟ أم هوتعبير عن اليأس!؟.”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“أعيد السجناء إلى سجنهم نفسه، وتكرر لقاء حار مع الذين ودعوهم قبل ساعتين، وكان فرح غامر، مثلما يفرح المرء بشيء ثمين فقده فجأة ووجده فجأة.”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“ساد صمت وتأثر بعد تلك الكلمات… لأول مرة منذ دخل السجن، أحس بقوة الحق، وجلاله، وهيبته، وروعة التحرر من الخوف… ورأى بعينيه ثمرة ذلك: الإكبار، والإعجاب من الجميع… أمر لم يكن في حسبانه… قال القاضي وهو يهز رأسه:
- عد إلى مكانك.”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“كل شيء تغير في المحكمة، وكل نفس تفاعلت مع الموقف بشكل أو بآخر، الإخوة المنكمشون على أنفسهم أحسوا بقوتهم ورفعوا رؤوسهم عالياً… القاضي ومن معه وعناصر الأمن أحسوا بصدقه واحترموه
كانت العيون الشاخصة إليه، تفصح عما في الصدور من غبطة وإعجاب”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“وأنا إنسان لا أستطيع الكذب على نفسي ولا على الآخرين”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“أنتم تزعمون بأننا مجرمون، فلماذا تخافون من محاكمتنا علناً ليرى الناس صدق ادعائكم!؟.
قال القاضي: المحكمة علنية. انظر إلى الحاضرين، إنهم يتجاوزون الخمسين رجلاً.
- إنهم جنودكم وأعوانكم وحراسكم والسجانون! نحن نريد جمهوراً من الناس العاديين، وأولهم أهلنا.”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“إنه أكذب من مسيلمة الكذاب…قولي لأخي وللشباب جميعاً، ألاّ يستسلموا مهما تكن الظروف…أن يقاتلوا بالرصاص، بالسكاكين، بالعصي، بالحجارة، بالأظافر… بأي شيء… والذي يعجز عن ذلك، فليرحل خارج البلاد لينجو من هذا الجحيم الكافر.. ولو كنت أعلم بأني سألقى هنا معشار ما لقيت، لما تركتهم يستلمونني إلاّ جثة هامدة”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“مد بصره، فرأى الشوارع والسيارات، والمشاة والمحلات التجارية… حياة تتحرك ماضية في سبيلها لا تكترث لأحد… وشد ما تاق إلى هذه الحياة… إلى الحرية.. هؤلاء الناس يذهبون ويعودون حيث يريدون ومتى شاءوا… يزورون الحدائق والأقارب والمسجد والسينما ويمارسون العمل أو الدراسة… لكل منهم مطامح وآمال وفي دربه عقبات وأشواك، وفي رأسه أفكار تمتد إلى اللانهاية… أما نحن!؟…
دخلت السيارة الفرع الجديد.. وقال له سجان: انزل.”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه
“ماذا أقول لأمي؟ لا شيء! سينحبس اللسان، وتتكلم العيون، وأمرغ وجهي براحتيها، وألثم قدميها… الله وحده يعلم كم قاست وعانت وبكت وأرقت ودعت وقرأت وتأوهت وذهلت ويئست وتفاءلت…إنها أم…
إنها أمي!”
سليم عبد القادر, ما لا ترونه