كومبارس متكلم Quotes
كومبارس متكلم
by
Hussein Mahran حسين مهران42 ratings, 3.64 average rating, 17 reviews
كومبارس متكلم Quotes
Showing 1-19 of 19
“لكن عندما تظلم السماء وتشتد برودة الليل ووحشته كانت كل أم تحتضن صغيرها بكل جوارحها، كأنما تعيده إلى داخل أحشائها جنينًا لعل ذلك يحميه من هجمات الألم الشرسة، يغفو الجميع، حتى الصغار ينهكهم الألم فيرحمهم الله بشيء من الوسن، وتبقى الأمهات وحدهنّ، تظل عيونهنّ معلقة بأبواب السماء لعلها تُفتح لدعائهنّ في ساعة مباركة، لا تنقطع ابتهالاتهنّ ولا تجف دموعهنّ، يقضّ مضاجعهنّ انتظار المجهول، ترتعد كل أم من هاجس أن يكون صغيرها هو من سيُنقل جسده غدًا إلى ذلك القبو البارد المخيف حيث توجد ثلاجة الموتى”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“هل يستيقظ بعد كل ذلك فيجد نفسه جالسًا في جلبابه الصعيدي على "الدكة" الخشبية أمام بيت جده يقاوم الملل والنعاس كرفاق طفولته الذين آثروا حياة أجدادهم فلم يغادروا الحقول ولم يشاهدوا أضواء القاهرة ولا أبراج دبي؟”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“يدق قلبه وهو يتفحص المنتجات المتراصّة على رفوف الهايبر ماركت عندما يصادف وعاءًا من المربى أو علبة عصير أو بعض الفاكهة المستوردة من مصر، يشعر كأنه هو صانعها ويكاد يقف مهللًا كالباعة في الأسواق الشعبية داعيًا الناس إلى شرائها، يكاد يستوقف المتسوقين الأجانب ويقول لهم انظروا، هل تذوقتم الجوافة المصرية من قبل؟ لا مثيل لها، أتشمّون رائحتها؟ هذه المنسوجات من القطن المصري، إنه الأجود في العالم، المربى المصرية بنصف ثمن مثيلتها السويسرية ولا تقل عنها في الجودة، صدقوني!”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“لم ينتبه لغيابه أحد إلا عندما لاحظ بعض أساتذة الكلية اختلافًا ما في طعم قهوتهم أو في شكل الكوب الذي قُدمت إليهم فيه، عندما سأل بعضهم عن الرجل الذي يعرف كيف يصنع القهوة قيل لهم ببساطة: مات”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“لم يقل لهم هؤلاء الدعاة من أين جاءت كل تلك الأموال وكيف كان حال البلدان التي يأتي منها الخراج، هل كانوا ينثرون القمح على رؤوس جبال الشام وخراسان ومصر والمغرب كذلك؟ هل خلت أصفهان وصنعاء والقيروان من الفقراء كما خلت منهم عاصمة الخلافة؟ كم من أبناء تلك البلاد قتلته جيوش الخليفة؟ وكم من المسلمين قُتلوا في حروب بين المسلمين؟”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“كان هدفهم الوحيد هو الحشد، فقط الحشد، أي حشد وبأي شكل ومن أي نوعية، كان هاجسهم الأكبر هو فقدان الحشود التي قادوها بالصدفة البحتة يومًا ثم انصرفت عنهم بالتدريج عندما لم يعد لديهم ما يقنع تلك الحشود باتباعهم، لماذا غضبوا إذًا عندما استخدم الآخرون سلاحهم؟ تمتلك تلك الجماعة العتيدة بتنظيمها العنقودي الضارب في جذور المجتمع قاعدة جماهيرية ضخمة، تعرف قيادتها كيف تجمع الناس وتحركهم دون حتى أن يشعروا أنهم مسيّرون، لقد صارت ميزة الحشد في يد تلك الجماعة الآن فلماذا غضب الثوريون؟ ألم يضعوا هم تلك القاعدة التي تنص على أن الأمر لمن معه الحشد وأن الغلبة لمن صوته أعلى؟”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“ينظر للشباب اليافع الممتلئ حماسًا لأي شيء بمزيج من الإشفاق والحسد، حتى مواقفه السياسية أصبحت أهدء وأقل راديكالية، أصبح يتقبل الحلول الوسطية، بل ويفضّلها، صار يقيّم المواقف من بعيد ولا ينشغل بالتفاصيل، تزعجه كثيرًا مناقشة التفاصيل، باختصار لم يعد في هذا العالم ما يثير دهشته، وما أدراك كيف هو فقدان الدهشة”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“تحولت الإشارة إلى الضوء الأخضر، انتبه فجأة إلى أنه لم يكن ينتبه، وفاجأه ذلك كثيرًا، مرّت عليه أخبار الاشتباكات في القاهرة كما لو كانت لا تعنيه، انتبه لحقيقة أن "الوطن" قد اختُزل رغمًا عنه في كلمات مقتضبة من عناوين أخبار يتابعها بربع عقله في انتظار إشارة مرور في بلاد غريبة”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“بعض الناس أوغاد بالفطرة، هكذا ولدتهم أمهاتهم، إنهم حتى لم يبذلوا جهدًا ليصبحوا كذلك”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“نفض عن ثيابه الرخيصة خليط التراب والأوحال الذي لطخها لكنه لم يستطع أبدًا نفض الأوحال عن روحه التي انكسرت يومها كسرًا لا إصلاح له، ما زال طعم الإهانة التي لحقت به يومها في حلقه، ما زالت آثار أصابع ذلك الجندي الريفي الذي صفعه غائرة في وجهه وإن لم يرها غيره، كان الجندي يصفعه ليخفي خوفه هو ذاته، كان ذلك الجندي البائس أشد خوفًا من الأصدقاء الثلاثة الذين قادهم حظهم العاثر إلى التواجد في ذلك الشارع في ذلك اليوم التعيس”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“كان آخر قرارٍ مصيري اتخذه في حياته هو الهروب، قرر في لحظة فارقة أن يتخلى عن أحلام الثورة والتغيير الجذري بعد أن أحبطت تلك الآمال عند أول اختبار حقيقي، كفر بفكرة تغيير العالم، بل كفر بالعالم ذاته وبرموزه ونخبته ومنظّريه وكهنة معابده بعد أن امتلكوا أيامه ولياليه لسنوات، بعد أن دار في فلكهم وسار خلف مواكبهم معصوب العينين، اتبّع تقاليدهم وصدّق خرافاتهم، ابتهل أمام محاريبهم وذُبح على أنصابهم وحجّ إلى أوثانهم، أضاع شطر عمره هائمًا في دروبهم لا يعصي لهم أمرًا، فإلام أوصلوه؟ وجد نفسه فارغ القلب والوجدان، فارغ الروح كترس صغير في آلة أسطورية عرضها محيط خط الاستواء، ترس يدور فقط ليبقى داخل الآلة، لا يملك رفاهية التوقف عن الدوران وإلا دهسته التروس الأكبر ونثرته غبارًا مهملًا في الفضاء، يدور ويدور حتى ينسى من أين بدأ وإلى أين ينتهي، ليست للدائرة نقطة بداية ولا نقطة نهاية، كل نقاط الدائرة متطابقة، لا يوجد ما يميز نقطة عن مثيلاتها، كلها بلا لون ولا طعم ولكلها نفس البعد عن مركز الدائرة، لكن لا طريق يوصلك إلى ذلك المركز، ستظل تدور في الدائرة حتى تبتلعك، لن تصل أبدًا إلى أية نقطة خارجها، عفوًا، لا شيئ يمكن فعله لتغيير قوانين الهندسة”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“تنخفض الطائرة أكثر وأكثر ليشاهد معالم المدينة بوضوح، دائمًا ما يغطيها الغبار وكأنما هناك من يلقي عليها الغبار من السماء عمدًا كل صباح، أو لعل ذلك من أثر ما تضمه بين جدرانها المتعبة من هموم تنضح إلى الخارج، لعله نتاج تبخر عرق أبنائها الكادحين منذ عصور، هذه المدينة لا تتغير قط، لن يلوي مخلوق ذراع هذه المدينة المخيفة قط، ساذج من يظن أنه قادر على إخضاعها، بل ستخضعه هي كما أخضعت من قبله، سيرحل ويطويه النسيان كما رحل أسلافه، وستبقى هي لتواصل شق نهرها القديم إلى نصفين”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“أما هذه الفاكهة المرصوصة بعناية مبالغ فيها فلا روح لها، ليست بكائنات حية، كيف جرؤ هذا العامل على رص ثمار البرتقال هكذا ببساطة بجوار البطيخ؟ أي ازدراء لقوانين الطبيعة ولسنن الكون هذا؟! البرتقال رمز الشتاء الذي لا يؤكل إلا في الليالي المظلمة الباردة تحت طبقات من الأغطية الثقيلة كيف يجتمع بالبطيخ فاكهة الصيف المرحة التي تُلتهم في الشرفة أثناء البحث عن نسمة رطبة في ساعات العصاري الصيفية؟”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“إن أقسى ما في الحياة هو منتصفها، فلا أنت في البدايات حيث الدنيا بأسرها أمامك ولا أحد معلّق برقبتك والأحلام مجّانية، ولا أنت قرب النهاية متقاعدًا بلا التزامات تستنشق نسمات الحكمة وتنظر للماضي كفيلم سينمائي متكامل وتستعد للرحيل، بل أنت في منتصف الفيلم الذي تقوم أنت نفسك فيه بدور البطولة، لا يمكنك العودة للخلف لتغيّر مسار الأحداث، لا يمكنك التغيير إلا من النقطة اللي أنت متوقف فيها بالفعل، ولا تعرف كيف تفعل ذلك، أو ربما لا تجرؤ”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“كان يدرك كل ذلك جيدًا ويعلم أن وجوده ووجود كل هؤلاء الموظفين على مكاتبهم كل صباح ما هو إلا تمثيلية كبرى، تمثل المصلحة أنها تسند للموظفين أعمالًا، ويمثل الموظفون أنهم يعملون، وتمثل الدولة أنها تمنحهم رواتب، لكن لا شيء في هذه المعادلة حقيقي”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“كان باب الشرفة الطويل ذو الضلف الخشبية الأربع التي تشقق دهانها الأخضر القديم يفصل بين عالمين متضادين، كان يفصل في الحقيقة بين حياة وموت، كان يقضي ساعات في تأمل أعمدة الضوء الرفيعة المتوازية التي نجحت شمس النهار في تهريبها من عالم الحياة في الخارج إلى عالمه الميت عبر الفتحات المائلة التي تتخلل الشيش المغلق، تخترق أشعة النور الرفيعة ظلام الغرفة في فضول كأنما يرسلها من الخارج مستكشفون يبحثون عن كشف أثري مدفون، يكاد يقوم من مكانه لينصحهم ألا يضيعوا وقتهم فلا شيء مما يبتغونه هنا، لا ذهب الفراعين ولا سيوف المماليك، لا شيء بالداخل إلا الموت والفقد والوحدة”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“أشخاص افتراضيون يحادثون أشخاصًا افتراضيين، ليسوا حتى بأشخاص بل هي مجرد حسابات إلكترونية، مجرد أرقام وحروف ونبضات من الكهرباء لا حياة فيها، لا تدري فيه هل تتعامل مع شخص حقيقي أم مع روبوت مبرمج مسبقًا ليقوم بالرد عليك، لا يمكنك الجزم بأن من تحادثه هو فعلًا من تظن أنك تحادثه أم أنه أحد حسابات متعددة لشخص ثالث، لا شيء مؤكد هناك، لا يمكنك تمييز الصادق من المدعي، ليس بوسعك تحديد الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“حتى في ذلك الصباح الذي شاهده فيه يدخن السجائر في مراهقته المبكرة، رآه يومها بالصدفة من نافذة قطار المترو وهو يتسكع مع رفاقه على ناصية شارع صغير مجاور للمنزل، كانوا يشعلون السجائر ويسعلون بشدة كحال المبتدئين، تصارعت في وجدانه ساعتها مشاعر متضاربة، فبين شعور الغضب لإتيان الولد هذا الفعل غير الملتزم، وبين القلق عليه من تلك الصحبة التي ربما تجره لفساد أشد، وبين ذلك الشعور الغريب المفاجئ بالفخر، ذلك الشعور الذي لم يجد له تفسيرًا ولم يتوقعه من نفسه، فاجأته نفسه يومها بإجباره على الابتسام والهمس بارتياح "الواد ابن الكلب كبر"! كاد يتوجه للجالسين بجواره ويقول لهم أترون ذلك الفتى اليافع الذي يدخن السجائر عند تلك الناصية؟ إنه ولدي”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
“كتلة بشرية ضخمة لا تظهر لها نهاية، وأصوات هتافات ونداءات متقاطعة مختلطة لا يمكنك تمييز أي منها بوضوح، كانت تلك الكتلة تشكل لوحة ضخمة من رؤوس بلا وجوه، بلا ملامح، بلا أسماء، مجرد عدد، وفي بلد يقترب من مليونه المائة ليست للأعداد تلك الأهمية الكبيرة”
― كومبارس متكلم
― كومبارس متكلم
