مفهوم النص Quotes

Rate this book
Clear rating
مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن by Nasr Hamid Abu Zaid
414 ratings, 3.98 average rating, 54 reviews
مفهوم النص Quotes Showing 1-6 of 6
“إن الخطأ الجوهري في موقف (أهل السنه) قديماً وحديثاً هو النظر إلى حركة التاريخ و تطور الزمن بوصفها حركة نحو (الأسوأ) على جميع المستويات، ولذلك يحاولون ربط (معنى) النص و دلالته بالعصر الذهبى، عصر النبوة و الرسالة و ظهور الوحى، متناسين أنهم فى ذلك إنما يؤكدون زمانية الوحى لا من حيث تَكَوُّن النص و تشكُّله فقط، بل من حيث دلالته و مغزاه كذلك .
و ليس هذا مجرد خطأ (مفهومي)، و لكنه موقف أيديولوجي من الواقع , موقف يساند التخلف و يقف ضد التقدم و الحركة”
نصر حامد أبو زيد, مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن
“على الباحث أن يكون على وعى دائماً بأن تراثنا الطويل مليء -بحكم هذا الطول والامتداد التاريخى- بكثيرا من الإجابات الجاهزة، التى يحتاج تجنبها إلى طاقة هائلة .. إن هذه الإجابات الجاهزة تتقافز إلى وعى البـاحث ويمكن أن تشــوش عليه عمله”
نصر حامد أبو زيد, مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن
“ان وصف فكر لنفسه بأنه ديني ووصف قوي معينة - اجتماعية أو سياسية - لنفسها بصفة دينية أو اسلامية معناه نفي هاتين الصفتين عن غير هذه الجماعات أو هذه القوي. وليس تقبل هذه الأوصاف واستخدامها في وصف هذه القوي من جانب قوي اجتماعية أو سياسية أخري الا تكريساً لهذا النفي والحصر للصفتين. وليس هذا كله, في التحليل الاخير سوي تعميق لمفهوم الدين بقصره علي الشعائر والعبادات, في حين أن الدين مفهوم ثقافي عام يتجاوز حدود العقائد والشعائر”
نصر حامد أبو زيد, مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن
“الفارق بين جدل النص مع الواقع وبين جدل الواقع مع النص فارق في الأولية ليس الا, ففي مرحلة تشكيل النص في الثقافة تكون الثقافة فاعلاً والنص منفعلاً. وإن كان انفعال النص هنا انفعالا من خلال آليات اللغة. وفي مرحلة تشكيل النص للثقافة يكون النص فاعلا والثقافة منفعلا , فالثقافة هنا لا تشكل النص, بل تعيد قراءته, وهي من ثم تعيد تشكيل دلالته ولا تعيد تشكيل معطياته اللغوية. في هذا السياق الجدلي بين النص و الثقافة تكشفت آلية الغموض والوضوح بوصفها سمة من سمات النص.”
نصر حامد أبو زيد, مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن
“إن دلالة النص تتكشف من خلال تحليل بنائه اللغوي أولا ومن خلال العودة إلي سياق إنتاجه ثانيا، إضافة إلي أن إهدار أحد الجانبين يعيق المفسر عن اكتشاف الدلالة والمعني . ان التركيز علي التركيب اللغوي دون اعتبار للسياق الثقافي يدخلنا في متاهات من التحليلات المغلقة, والتركيز علي السياق دون اعتبار لبناء النص وتركيبه يعيدنا الي مفهوم المحاكاة.”
نصر حامد أبو زيد, مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن
“وإذا كان البدء بالواقع معناه البدء بالحقائق التي نعرفها من التاريخ فإن دراستنا لمفهوم النص سعياً لتحديد ماهية الإسلام لا ينبغي أن تغفل الواقع، بل عليها أن تبدأ به بوصفه الحقيقة العينية الملموسة التي يمكن الحديث عنها. وعلينا أن نضع في الاعتبار أن الواقع مفهوم واسع يشمل الأبنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، ويشمل الملتقى الأول للنص ومبلغه كما يشمل المخاطبين بالنص.

إن النص أداة اتصال يقوم بوظيفة إعلانية، ولا يمكن فهم طبيعة الرسالة التي يتضمنها النص إلا بتحليل معطياته اللغوية في ضوء الواقع الذي تشكَّل النص من خلاله. والقول إن كل نص رسالة يؤكد أن "القرآن" و"الحديث النبوي" نصوصاً يمكن أن نطبق عليها مناهج تحليل النصوص، وذلك ما دام ثمة اتفاق على أنهما "رسالة". ومعنى ذلك أن تطبيق نهج تحليل النصوص اللغوية الأدبية على النصوص الدينية لا يفرض على هذه النصوص نهجاً لا يتلاءم مع طبيعتها. إن المنهج هنا نابع من طبيعة المادة ومتلاءم مع الموضوع.

والاعتراض الذي يمكن أن يُثار هنا: كيف يمكن تطبيق منهج تحليل النصوص على نص إلهي؟! وقد يتضمن الاعتراض بعض الاتهام (والعياذ بالله من سوء النية) حول تطبيق مفاهيم البشر ومناهجهم على نص غير بشري من حيث أصله ومصدره. والحقيقة أن هذا الاعتراض إن صدر فإنما يصدر عن ذلك النمط من الفكر التأملي المثالي الذي أشرنا إليه بوصف علمي باسم (الديالكتيك الهابط).

وإذا كان أصحاب هذا المنهج يتفقون معنا كذلك في أن الله سبحانه وتعالى ليس موضوعاً للتحليل أو الدرس وإذا كانوا يتفقون معنا كذلك في أنه سبحانه شاء أن يكون كلامه إلى البشر بلغتهم أي من خلال نظامهم الثقافي المركزي، فإن المتاح الوحيد أمام الدرس العلمي هو درس "الكلام" الإلهي من خلال تحليل معطياته في إطار النظام الثقافي الذي تجلَّى من خلاله. ولذلك يكون منهج التحليل اللغوي هو المنهج الوحيد الإنساني الممكن لفهم الرسالة، ولفهم الإسلام من ثم.”
نصر حامد أبو زيد, مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن