عيشة Quotes

Rate this book
Clear rating
عيشة عيشة by عبد الجبار بطة
11 ratings, 4.36 average rating, 1 review
عيشة Quotes Showing 1-3 of 3
“فقررا في تلك اللحظة وضع حد لهذا التمييز وهذه المحاباة، واتفقا على أن يصارحا والدهما في الأمر هذا اليوم.
فما إن وصلا إلى الخيام حيث والدهما، ووضع الطعام بينهم، وكان عبارة عن قصعة من الخشب وقد زينت الشخشوخة فيها بلحم الخروف والزبدة وأنواع الخضار، وإناء من اللبن، وما إن بدأوا في الأكل حتى راح بلقاسم يتململ في مكانه، محاولا أن يتكلم، لكن تخونه الشجاعة؛ فهو متردد وخائف من والده، لأنه لم يعهد على نفسه الانتقاد أو الرفض في أمر ما أقره الشيخ وأوجب القيام به، فما بالك بانتقاد الحاج في مشاعره وعواطفه وطريقة تسييره لهذه العائلة؟ لكن الإحساس بالظلم والتمييز راح يدفعه إلى التكلم والدفاع عن نفسه وعن أخيه، فجمع ما بداخله من قوى وما على لسانه من كلمات، وقال لوالده بعد أن طلب منه الإذن بالكلام:
- أرى يا والدي أنك مجحف في حقنا أنا والسعيد، وهذا الأمر يصعب علينا تحمله، كما يصعب علينا أن نخبرك به، ولكن ارتئينا أن تعلم به وتضع له حدا، أفضل من أن نبقى نعاني منه طيلة حياتنا.”
عبد الجبار بطة, عيشة
“وبعد أن تجاوزت عيشة سنوات طفولتها إلى سنوات الصبا والمراهقة من حياتها، تعلمت المسؤولية ككل صبية في البادية، فقامت بواجباتها تجاه عائلتها، الكبيرة والصغيرة، وفي هذه السنوات كذلك بدأ ذلك الود الذي نبتت براعمه الطرية البريئة في قلب عيشة وياسين، منذ الطفولة، يزهر ويتفتح حبا وغراما، وراحت المشاعر الفياضة والأحاسيس الجياشة ترسم لهما أحلاما وردية وتفرش لهما فوق رمال الصحراء بساطا أحمر كلون الورد، وعلقت على نجوم السماء أحلامهما وأمانيهما، فراحا يحلقان كملائكة الحب فوق الواحات والنخيل، يرميان العشاق بسهام الحب التي لا تخطئ القلوب.
كان هذا الحب البريء يجرفهما إلى أقاصي النشوة والغرام، وكلما ارتشفا منه كأسا على تلك الرمال الناعمة زاد عطشهما وولههما، وراحا يخططان بإصرار لمستقبل جميل يجمعهما في هذه الصحراء.”
عبد الجبار بطة, عيشة
tags: love, novel, war
“نعم لم يحب الجزائريون وإخوانهم التونسيون والمغاربة الحرب، لكنهم دخلوها مكرهين، فكان لزاما عليهم أن يحافظوا على أرواحهم بأيديهم، فكانوا أشرس مقاتلين عرفتهم الحرب العالمية الثانية، يدكون حصون النازية دكا، فتهاوت تحت ضرباتهم حصون خط غوستاف الذي عجزت القوات البريطانية والأمريكية والكندية عن اختراقه، فاخترقه المغاربة وتحررت على أيديهم المدن الإيطالية والفرنسية الواحدة تلو الأخرى، إلى أن وصلوا إلى داخل الحدود الألمانية كما قد أخبر مسعود والده في تلك الرسالة، لكن الأيام لم تكن كلها بردا وسلاما عليه، فقد لقي حتفه في مواجهة مباشرة داخل إحدى المدن الألمانية، كان يحاول فيها إنقاذ صديقه المغربي المصاب.”
عبد الجبار بطة, عيشة
tags: novel, war