المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي Quotes

Rate this book
Clear rating
المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج by محمد أحمد البكري
0 ratings, 0.00 average rating, 0 reviews
المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي Quotes Showing 1-16 of 16
“أمَّا الزيادة بالمَدِّ في الثلاثيِّ والزيادة بالإلصاق؛ فهما ممَّا يُعتَدُّ به في الترتيب الاشتقاقيِّ الذي نسعى إليه؛ لأنَّهما زيادتان صرفيَّتان تُفيدُ كُلٌّ منهما زيادةً على المعنى. وأمَّا زيادة الرسم؛ فلا يُعتَدُّ بها؛ وذلك أنَّها زيادة لا علاقة لها بالصرف ولا تُفيد أيَّ دلالة، وإنَّما وُضِعَتْ لإخضاع الصيغة إلى قواعد العربيَّة التي لا تَقبَلُ البدءَ بساكن. وقد كان سيبويه (180هـ) لا يَعُدُّ ألف الوصل التي تأتي في بداية الفعل المزيد زيادةً صرفيَّةً، وخصَّصَ لذلك بابًا سمَّاهُ "هذا باب ما تسكن أوائله من الأفعال المزيدة" تناوَلَ فيه شيئًا من ذلك.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“أمَّا معاجم المُستشرِقين؛ فلم يَهتمَّ أيٌّ ممَّا أورَدْناه منها بترتيب الثلاثيِّ المُجرَّد. ولعلَّ السبب في ذلك أنَّهم تعاملوا مع صِيَغ المُجرَّد الستِّ على أنَّها صيغة واحدة مُجرَّدة، فنظروا إلى حروفها الصوامت دون أن يُعيروا الحركات الصوائت –التي هي أساس صَوْغ ستَّة أشكالٍ مُختلِفةٍ من ثلاثة صوامت– أيَّ عناية، ولم نَجِد من بين هذه المعاجم مَن أشار إلى ترتيبها غير معجم ”مَدّ القاموس“ الذي أورَدَ في مُقدِّمته ترتيبًا للثلاثيِّ المُجرَّد قبل أن يَعرِض للترتيب الاستشراقيِّ المعهود في صِيَغ الثلاثيِّ المَزيد.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“والغاية من توظيف هذا الاشتقاق في ترتيب مداخل المُعجَم تحت الجذور إنَّما هي مُحاوَلة إدراك العلاقات بين مُشتقَّات الجذر الواحد؛ مُقارَبةً مع منطق العربيَّة في الاشتقاق، وإقرارًا بأنَّ معرفة الاشتقاق هي خير وسيلة لتبيُّن دلالة الألفاظ كما قال فخر الدين الرازي (604هـ): "اعلم أنَّ أكمل الطرق في تعريف مدلولات الألفاظ هو طريقة الاشتقاق".”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“أكثر المعاجم العامَّة المُعاصِرة –إن لم تكن كُلُّها– تبدأ مداخل جذورها بتقديم الأفعال أبدًا على الأسماء، وهو ما لا نُؤيِّدُه على إطلاقه؛ إذ الاشتقاق في العربيَّة يجري بين أقسام الكلام الثلاثة دون حَصْره في قسمٍ واحدٍ، فيُشتَقُّ الاسم من الفعل، ويُشتَقُّ الفعل من الاسم، ويُشتَقُّ الفعل والاسم من الحرف، ولا يكون الحرفُ مُشتَقًّا ألبتَّة.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“قال ابن عصفور الإشبيليُّ (669هـ) في بيان ما أطلَقْنا عليه «المُربَّع الاشتقاقيّ»: "وأمَّا «المُشتقُّ» فيُقال للفرع الذي صِيغ من الأصل؛ لأنَّك تطلب معنى الأصل في الفرع. فكأنَّك تشتقُّ الفرع لتُخرِجَ منه الأصلَ، وكأنَّ الأصل مدفون فيه. و«المُشتقُّ منه» هو الأصل".
وقال في علَّة اعتبار المُشتقِّ فرعًا على المُشتقِّ منه رغم كون الأوَّل لفظًا جديدًا وليس جزءًا منه: "لمَّا كان لفظُ الفرع مبنيًّا من حروف الأصل، وكان معنى الأصل موجودًا فيه؛ صار لذلك كأنَّه جزء من الأصل وإِن كان الأصل لم يَنقُص منه شيء".”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“لا نَعُدُّ سهولة الترتيب هي المعيار الوحيد لاعتماد نوعٍ من الترتيب دون غيره؛ فإنَّ الترتيب الألفبائيَّ المُتجاوِز للجذور هو أيسرُ أنواع الترتيب وأسرعُها على مُستخدِم المعجم، غير أنَّ إخلال هذا النوع بمبدأ المُحافَظة على تماسُك اللُّغة وعدم تشتيت مفرداتها جعل منه نوعًا مُستبعَدًا بدرجةٍ كبيرةٍ داخل الصناعة المُعجَميَّة العربيَّة قديمها وحديثها. وإضافةً إلى ذلك، فإنَّ على صانع المعجم –إلى جانب مُراعاته مبدأ اليُسْر في الترتيب– أن يُراعِيَ كذلك مبدأ الارتقاء بمُستخدِم المعجم إلى مستوًى معرفيٍّ يُتيح له إدراك العلاقات اللُّغويَّة الاشتقاقيَّة.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“إنَّ الحديث عن باب الاشتقاق في العربيَّة غالبًا ما يكون مُنحصِرًا في سياق وسائل تنمية اللُّغة والإضافة إليها بوصفه وسيلةً من بين تلك الوسائل بنوعَيْه سواءٌ الاشتقاق اللفظيُّ أو الدلاليُّ، أو في سياق استخدامه وسيلةً للتفريق بين ما هو أصيلٌ في اللُّغة وما هو دخيلٌ عليها. أمَّا تناوُلنا للاشتقاق في هذا العمل؛ ففي سياقٍ آخَر هو ترتيب مداخل المعجَم العربيِّ، بوصفه أداةً علميَّةً قادرةً على تحديد العلاقة الجامعة بين مداخل الجذر الواحد في نوعٍ من التسلسُل المنطقيِّ يُوصِل إلى تعرُّف دلالتها.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“من أهمِّ المآخِذ على قاموس أكسفورد عربي–إنجليزي (Oxford Arabic Dictionary) في باب الترتيب: فَصْلُه بين الأفعال والأسماء وجَعْلُ كُلٍّ منهما بمعزلٍ عنِ الآخَر؛ فإنَّ هذا ممَّا يُفسِد الرابطة الاشتقاقيَّة الدلاليَّة ويُفرِّقها داخل كلِّ جذر. وقد أحسَنَ مُعجَم السبيل عملًا –وهو محسوبٌ على المعاجم الاستشراقية– عندما ألحَقَ كُلَّ فعلٍ بمُشتقَّاته من الأسماء، وإن اختلفنا معه في بعض المسائل الأخرى المُتمثِّلة في: تقديمه الأفعال مداخلَ أولى دائمًا، وترتيب صيغ هذه الأفعال على الترتيب الاستشراقيِّ الذي لم نقف له على تبريرٍ علميٍّ، ومنهجيَّة ترتيبه المُشتقَّات تحت كُلِّ صيغةٍ من صِيَغ هذه الأفعال.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“الترتيب المزيج هو نوعٌ من أنواع الترتيب الداخليّ للمداخل المُعجَميَّة تحت الجذر الواحد، أسَّسَتْ له المعاجم العامَّة الصادرة عن مَجمَع اللُّغة العربيَّة بالقاهرة وعلى رأسها المعجم الوسيط عام 1960م، وهو ترتيبٌ مزيجٌ لأنَّه يجمع بين نوعَيْن مُختلِفَيْن في ترتيب المداخل المُعجَميَّة، فإنَّ المعجم الوسيط مَثَلًا يُرتِّب المداخل الفعليَّة أوَّلًا ترتيبًا يُقدِّم فيه الثلاثيّ منها على الرباعيّ، والمُجرَّد على المزيد، واللازم على المُتعدِّي، والثلاثيّ المزيد بحرف على المزيد بحرفَيْن، والثلاثيّ المزيد بحرفَيْن على المزيد بثلاثة أحرف؛ ثُمَّ يُرتِّب بعدها المداخل الاسميَّة ترتيبًا ألفبائيًّا خالصًا يُعبِّر عنه بـ«الترتيب الهجائيّ».”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“إنَّ عشوائيَّة الترتيب وإن كانت تَعِيبُ مُعجَمًا حديثًا من معاجم القرنَيْن العشرين والحادي والعشرين اعتمد في جمع مادَّته على أدواتٍ ووسائلَ حديثةٍ خاصَّةً إذا كان صادرًا عن مُؤسَّسةٍ من المُؤسَّسات؛ فإنَّها لا تَعِيبُ مُعجَمًا قديمًا قام صاحبُه على جمع مادَّته وتأليفه بنفسه وبذل فيه من عُمْره ما بذل، إضافةً إلى أنَّ المعاجم القديمة كانت غايةُ صانعيها إتقانَ الترتيب الخارجيِّ وإحكامَهُ دون أن يَشغَلوا بالهم بمسائل أخرى كمسألة الترتيب الداخليِّ. وإضافةً إلى هذا وذاك؛ فإنَّ المعاجم الحديثة تُراعِي طبيعة مُستخدِم المعجم الحديث التي هي خارج نطاق المُقارَنة مع مُستخدِم المعجم القديم.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“لم يكن من بين أهداف المعاجم القديمة –بخلاف المعاجم الحديثة– أن تُرتِّب مداخل المُعجَم تحت الجذور، وهي المشكلة التي فطن لها أحمد فارس الشدياق (1804–1887م) في كتابه الجاسوس على القاموس (1882م) الصادر قبل بداية النهضة المُعجَميَّة العربيَّة الحديثة؛ إذ خصَّصَ الكتاب كُلَّه بالنَّقْد لكثيرٍ من المسائل التي أخذَها على القاموس المحيط وعلى غيره من المعاجم القديمة، وعلى رأس هذه المسائل عدم ترتيب موادِّ المعجم وتشتيت الأفعال والمُشتقَّات داخل المادَّة الواحدة.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“والمعاجم العربيَّة العامَّة –قديمُها وحديثُها– تكاد تتَّفق في أنَّ ترتيبها الخارجيَّ مبنيٌّ على أساسٍ جذريٍّ يُراعِي رَدَّ المدخل إلى أصله بتجريده من حروف الزيادة قبل البحث عنه تحت الجذر، غير أنَّ المعاجم القديمة تختلف في ترتيب الجذور الخارجيَّة عن تلك الحديثة التي استقرَّتْ على الترتيب الألفبائيِّ بحسَب الحرف الأوَّل.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“الفارق بين الترتيب الخارجيِّ والترتيب الداخليِّ للمعجم العربيِّ أنَّ الأوَّل لا يكون إلَّا في طبقةٍ واحدة، في حين أنَّ الأخير يَكثُر أن يكون في طبقتَيْن، وأنَّ الترتيب الخارجيَّ يجيء في نَسَقٍ أفقيٍّ بخلاف الترتيب الداخليِّ الذي يأتي في نَسَقٍ رأسيٍّ حالة تركُّبه من طبقتَيْن. وتتَّضِح كذلك العَلاقة بين الترتيب الخارجيّ والترتيب الداخليِّ للمعجم العربيِّ في أنَّ الأخير يَهدُف إلى تسليم مُستخدِم المعجم إلى البوَّابة الأخيرة –بوَّابةِ المدخل– بعد اجتيازه البوَّابة الخاصَّة بالترتيب الخارجيِّ لأصل المدخل مُجرَّدًا من زوائده.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“ولا يُفهَم من ذلك أنَّها دعوةٌ إلى هَجْر المعاجم الأوربِّيَّة دون أخذٍ عنها؛ فالمُعايِن يعلم أنَّ الصناعة المُعجَميَّة الأوربِّيَّة سابقةٌ على الصناعة المُعجَميَّة العربيَّة في تقنياتها وأدواتها، ولا يتقدَّم المسبوق بغير مُحاوَلة مُواكَبة السابق والإضافة والتطوير على ما وصل إليه، وهو ما كان يُؤكِّد عليه المُعجَميُّ أحمد مُختار عمر –رحمه الله– في حياته؛ وإنَّما يُفهَم من الانتقادات السابقة مُراعاة طبيعة العربيَّة عند مُحاوَلة الإفادة من معاجم اللُّغات الأخرى.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“إنَّ اعتماد منهج ترتيب المعاجم الأوربِّيَّة في معاجمنا العربيَّة سيُحوِّلُها إلى معاجمَ مُشتَّتةٍ في تباعُد مداخل الأسرة الواحدة، سواءٌ عند الفريق الأوَّل [الذي رتَّبَ المداخل ترتيبًا ألفبائيًّا تامًّا وَفْقَ أوائل حروفها دون اعتبارٍ للجذور أو تجريدٍ لزوائد المدخل] وهو التشتيت الأكثر خطورةً لتفريقه المداخل بطول المُعجَم وعَرْضه، أو عند الفريق الثاني وهو التشتيت الأقلُّ خطورةً لتفريقه المداخل داخل الجذر الواحد دون ترتيبٍ منطقيٍّ يربط دلالة كُلِّ اشتقاقٍ بما قبله وما بعده.”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج
“والمعاجم الأوربِّيَّة –كالإنجليزيَّة والفرنسيَّة– لا يُمكِنُ أن يُطرَح فيها طَرْحٌ يُناقِشُ مسألة ترتيبٍ خارجيٍّ وترتيبٍ داخليٍّ؛ ذلك أنَّها معاجمُ تعتمد في ترتيبها خُطوةً واحدةً للبحث عن المدخل من قِبَل مُستخدِم المعجم دون أيِّ تجريدٍ لزوائده في موضعه الألفبائيِّ، ويُساعِدُها على ذلك اعتماد مفرداتها على مبدأ «الإلصاق» أو ما يُسمَّى بـ«الاشتقاق الخارجيِّ»، بحيث تأتي الزوائد قبل المفردة وتُعرَف بـ«السابقة» (prefix) أو بعد المفردة وتُعرَف بـ«اللاحقة» (suffix).”
محمد أحمد البكري, المعجم العربي والترتيب الاشتقاقي: المنهج والنموذج