كنت طبيبة في اليمن Quotes

Rate this book
Clear rating
كنت طبيبة في اليمن كنت طبيبة في اليمن by Claudie Fayein
157 ratings, 3.99 average rating, 22 reviews
كنت طبيبة في اليمن Quotes Showing 1-3 of 3
“الصوم ينتظر بخليط من العواطف.. إنه إمتحان دون شك ولكن اليمنيون يقلبون الحياة رأساً على عقب.. فمن شروق الشمس إلى غروبها لا يجوز لهم تناول أي غداء.. فلا يأكلون ولا يدخنون ولا يمضغون القات ولا يستعملون الحقن. والصوم يفرض في سن الخامسة عشرة.
وقد وجد اليمنيون حلاً لصعوبة رمضان، فهم يستيقظون الليل وينامون النهار ويسير كل شيء في هدوء. ففي الصباح تخلو الشوارع وتغلق الدكاكين .. ويخرج العساكر من أماكنهم والنوم يداعب جفونهم ... ويذهبون الى المسجد للصلاة.. بل أن المستشفى يخلو من المرضى الذين يرفضون العناية بهم في رمضان .. ولكن الناس أجمعين يتلون القرآن حتى اولئك الذين لم أكن أصدق أنهم يعرفون القراءة. ويكون السؤال عندما يلتقي الناس في الشارع هو (كيف رمضان؟) وبعد الظهر تدب الحياة في المدينة بالقدر الذي لا غنى عنه .. وعند الغروب تعلن المدافع انتهاء الصيام.. ويسرع الناس فيشربون، ويشعلون لفافات التبغ ويتناولون قطعة من الخبز وبعض حبات التين.. ولكن لا أحد يأكل قبل أن يقتسم اللقمة الأولى مع أول من يلتقي به في الطريق في تلك اللحظة، وكثيراً ما قدموا لي _أنا المسيحية التي لا تصوم_ وأقتسموا معي أفطارهم .. وهذا دليل على العاطفة الأخوية.. ولعل هذا أعظم ما أعتز به..”
كلودي فايان, كنت طبيبة في اليمن
“ولباب خزيمة أسطورة... فقبل 600 سنة كانت خزيمة شابة مسيحية ابنة أوربي مارس في صنعاء تجارة البهارات والتوابل، وقد أشرف على تربيتها طباخ عربي عجوز وعلمها قراءة القرآن، وبعد أن كوّن هذا التاجر ثروة كبيرة صفّى أملاكة وعاد إلى بلادة مع إبنته وخادمها الذي رغب في السفر معهما.
وقد نشأت خزيمة على الحكمة والرصانة والجمال، ولم تستطيع أن تنس شمس اليمن المشرقة وهواءها المنعش وجبالها الجميلة، فظلت ورفضت أن تتزوج وقد مات أبوها ثم خادمها الوفي فتركها في وحدة تامة وأخيرا ماتت خزيمة وأوصت بأراضيها وقصرها للفقراء، ورغبت ان تدفن ومعها حقائبها المليئة بالذهب، وفي يدها رسالة مكتوبة باللغة العربية، ولم ير الناس في هذا العمل في ذلك الزمان سوى طلسماً شيطانياَ.. ولكنهم مع هذا نفذوا وصيتها.
وكان يعيش في صنعاء، في نفس العصر رجل متعبد، وهب نفسه للصلاة وتلاوة القرآن، وذات مساء رأى في الحلم خزيمة التي عرفها وهي طفلة، وكانت ترتدي ثوباَ أبيض اللون كأي فتاة مسلمة ومدفونة على نفس الأرض بجوار باب من أبواب صنعاء، وكانت تمسك بيدها رسالة طلبت منه أن يوصلها إلى الامام وكان الحلم حياَ قوياَ واضحاَ لم يجد الرجل أي مجال للتردد.
وفي الصباح ذهب الرجل مسرعا إلى الأمام وطلب منه أن يسير وراءه وقد تبين المكان بسرعة، ولم يحفروا إلا قليلا حتى بدت خزيمة، لقد كانت موجودة .. جميلة .. نضرة.. ماتت في وطنها البعيد، ولكنها دفنت بمعجزة في اليمن، ورقدت على حقائب الذهب، وكان في يدها رسالة فتحها الأمام فوجد أن خزيمة قد قدمت ثروتها للفقراء في صنعاء، أولئك الذين تحب أن تظل بجوارهم إلى الأبد، وبهذا الوقت بنى الإمام بيوتاَ، وحفر آباراَ ووزع على البؤساء الاراضي الواقعة في جنوب المدينة، وكل واحد يود أن يدفن إلى جوار هذا القبر المعجزة، ولا يعرف أحد مكان هذا القبر اليوم، ولكن مقبرة واسعة تمتد بجانب باب خزيمة.”
كلودي فايان, كنت طبيبة في اليمن
“فهل حقيقي أن اليمنيين لا يهتمون الا قليلاً بفنوننا؟ أنني أستطيع أن أجيب بالنفي. كل ما عرضته عليهم كان يستقبل بانعكاسات صريحة وكنت أنا دائما التي أنهي الجلسة وبهذا تمكنت من معرفة أذواقهم
فن الزنوج .. فننا الحديث.. فنون مصر .. والصين .. والهند.. كل هذه الفنون أضحكتهم وهزتهم.. أما الفن الكلاسيكي القديم فقد قوبل بدون إكتراث.. إنهم يحبون الأعمال الفاخرة المليئة بالتفاصيل الدقيقة .. التصويرية .. المعبرة جداً، ولا سيما فنون النهضة الإيطالية أو المدرسة الرومانتيكية الفرنسية
وكثيرا ما كنت أتوسع في الأختبارات، فأفتح النافذة وأرفع الموسيقى حتى يسمعها من بالشارع .. وأراقب وأنا خلف الستارة انعكاسات الناس الذين يتجمعون..
وكنت أجذب المستمعين بوضع مقطوعتهم المفضلة ((الغلام الساحر)) ولكنهم يذهبون عندما تنتهي الموسيقى التصويرية فيما عدا الشيوخ في بعض الأحيان .. لقد رأيت رجلاً مسناً يستند بظهرة الى الحائط ويتوكأ بعصاه ويظل واقفاً لا يغادر المكان إلا بأسف شديد .. عندما انتهت سيمفونية سيزار فرانك.
ليس المهم أن يكون للانسان ذوق سليم، المهم أولاً أن يكون له ذوق.”
كلودي فايان, كنت طبيبة في اليمن