Faiz Kareem’s Reviews > خريف البطريرك > Status Update

وهو يفكِّر قائلًا لنفسه يا أمي بينديسيون ألبارادو كيف يُعقَل أن تصلني كل هذه الرؤوس ما دامت رؤوس المُذنبين بحق لم تصل بعد، ولكن ساينس دي لا بارَّا لفت نظره إلى أن كل ستة رؤوس تسفر عن ستين عدوًّا وكل ستين تسفر عن ستمائة، فستة آلاف، فستة ملايين، فالبلد بأسره، سحقًا، هكذا لن ننتهي أبدًا،

أما وقد نفَّذ الضباط الثلاثة جريمتهم فإنهم وقفوا أمامه في وضع الانتباه حاملين إليه الخبر القائل بأن أمركم قد نُفِّذ بنجاح سيدي الجنرال، فما كان منه إلَّا أن رقَّاهم درجتيْن وقلَّدهم نيشان الوفاء، ثم أمر بإعدامهم رميًا بالرصاص بلا تكريم، شأنهم في ذلك شأن عامة المجرمين لأن هنالك من الأوامر ما يصدر ولا يُنفَّذ، سحقًا، مساكين أولئك الأطفال.

ولقد صَعُب الجزم بأن ذلك الشيخ العصي على الإصلاح هو كل ما تبقَّى من رجل كانت سلطته تبلغ من العظمة حتى إنه سأل ذات مرة عن الساعة فأجابوه بأنها الساعة التي تأمر بها سيدي الجنرال، وقد كان، فهو لم يكُن يغيِّر ساعات اليوم بما يناسب أعماله على أكمل وجه فحسب بل كان فوق ذلك يبدِّل الأعياد المفروضة بما يلائم مشاريعه للترحال عَبْر أرجاء البلد من كرنفال إلى كرنفال في ظل الهندي الحافي وأعضاء البرلمان ذوي المظهر الكئيب،

واستبق المستقبل بفكرة سحرية مُفادها أن مشكلة هذا البلد تكمن في الوقت الطويل الزائد على الحاجة الذي يمضيه الناس في التفكير