Ali Mohamed > Status Update

إن ترك المحظور لا يكون قربة ما لم يقارنه فعل المأمور, فلو ترك العبد كل محظور لم يثبه الله عليه حتى يقارنه مأمور الإيمان, وكذلك المؤمن لا يكون تركه المحظور قربة حتى يقارنه مأمور النيّة بحيث يكون تركه لله, فافتقر ترك المنهيات -بكونه قربة يثاب عليها- إلى فعل المأمور, ولا يفتقر فعل المأمور -في كونه قربة وطاعة- إلى ترك المحظور, ولو افتقر إليه لم يقبل الله طاعة من عصاه أبدا, وهذا من أبطل الباطل.

أثنى الله عز وجل على يونس وغيره من أنبيائه بسؤالهم إياه كشف ما بهم من الضُّر.

قال الإمام أحمد بن حنبل : الفتوَّة تركُ ما تهوى لما تخشى، فمروءة العبد وفتوته بحسب هذا الصبر.

إن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه، فعليه أن يحسن صحبة العافية بالشكر، وصحبة البلاء بالصبر. وإن النفس مطية العبد التي يسير عليها إلى الجنة أو النار، والصبر لها بمنزلة الخطام والزمام للمطية، فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت في كل مذهب.