Status Updates From مدخل إلى نظرية المعرفة

هناك أشياء لا يمكن تصور أن هناك من يتصورها! هناك فلاسفة وصل بهم الحال إلى الشك في وجود العالم الخارجي أو أن وجوده مرتبط فقط بوجوده في أذهاننا، أي أنه لا وجود للأشياء إلا من حيث كونها مدركة! ولكن الواقع الخارجي موجود ومستقل عنا سواء أدركناه أو لم ندركه. ماذا عن كل المخلوقات التي لا نرصدها في الغابات والبحار؟ هي مستمرة في الوجود بل وتؤثر فينا رغما عنا بحكم مساهمتها في الدورة البيئية.

للعقل حدود كالسمع والبصر. فنحن لا نستطيع أن نميز البكتيريا إلا تحت الميكروسكوب مثلاً، وكذلك نحتاج مع عقولنا إلى وسائل مساعدة تعيننا على معرفة ما لا يستطيع العقل معرفته من حقائق. فالعقل يعجز مع نزوعه الفطري للتساؤل عن الغيبيات عن التوصل للغيب المحض مثل وجود الجنة والنار، كما أنه يعجز عن الوصول إلى تفاصيل الغيبيات التي يمكن أن يستدل عليها بآثارها. فقد يهتدي العقل لوجود الله، ولكنه يحتاج الوحي ليعلم صفات هذا الإله.

"من الأمور السلبية ذلك القصور في الاهتمام بالفلسفة وإهمال دراستها واعتبارها شرا محضا، وبالتالي نفيها مطلقاً. وهو ما رفضه ابن تيمية عندما قال: "وأما نفي الفلسفة مطلقاً أو إثباتها فلا يمكن". إلا أن من أراد النظر والاشتغال بالفلسفة فلابد أن يحصّل قدراً من العلوم الشرعية ويجعلها حاكمة على هذه الفلسفات."
نظرة متوازنة وبداية كتاب مشجعة ..