Alfred J. Butler > Quotes > Quote > Ahmed liked it

Alfred J. Butler
“ليس لدينا ما هو أكبر دلالة على ما كان عليه كسرى في معاملته للمسيحيين من هذه الرواية التي بقيت محفوظة للتاريخ في ثنايا خطاب المطارنة الأرمن. وإنا لنلمح الصدق في لهجة الخطاب، وليس بنا ما يدعو إلى الشك في صحته. وكانت كتابته حوالَي سنة ٦٣٨؛ أي بعد نحو عشرين سنة من المجمع الذي جاء ذكره فيه؛ ذلك المجمع الذي انعقد عقده بعد زمنٍ قصير من فتح الفرس بيت المقدس. وهذا الخطاب يُصوِّر لنا الملك الأعظم في صورةٍ غير التي ألِف الناس رؤيتها؛ فلم يكن الملك الوثني المُتعصب يضطهد أصحاب الصليب ويُقاتلهم، بل كان على غير ذلك يُبيح للمسيحيين حقهم في اعتقادهم، ويُبدي غيرة وإقبالًا عجيبين على فهم عقائدهم، ويعجب أشد العَجب من خلافهم وتطاحنهم وتنابذهم، وهو ما لا يتفق مع روح دينهم، ويُظهر الحرص على إزالة ما بينهم من الشقاق والخلاف. ولا ندري أكان ذلك من حدب على ما فيه صلاح أمرهم، أم كان الباعث عليه حرصًا على الكياسة في تصريف أمور الدولة. فكان يجلس معهم وهم يتناظرون، ويُسائلهم فيما هم فيه، ويتدبر ما يُجيبونه به؛ فلما أن استقرَّ رأيه على قرار وحكم حكمه، قيل إنه توعَّد بعض المطارنة أن يضرب أعناقهم ويهدم بِيَعهم إذا هم عصَوا ما أمر به.”
Alfred Joshua Butler, The Arab Conquest of Egypt and the Last Thirty Years of the Roman Dominion

No comments have been added yet.