أمين ريان > Quotes > Quote > Hamed liked it
“كنت قد سُئلت مرّة في صغري:
--لماذا أخطط و ألون بكل هذا الحماس؟
فأعياني الجواب على سائلي، و أخذت أفكر و أفكر عدة أسابيع، و لم ينقذني من عذاب الحيرة، وهم ذلك السؤال إلا عودتي من حماسي الأول دون أي تفكير أو ارتباط بأي منطق أو تفسير.
و سببت لي اللغة التي أسمعها في بيئتي، و اللغة الجافة المتكلفة التي تغص بها كتب المنهج صممًا مصطنعًا، فلم أعد أصغي لأحد و لا أثق في كلام الأشرار اللئام من حولي و لا فيما يكتب المتحذلقون في كتب تخلو من أي شعور أو عزاء.
و تركزت كل طاقتي في عيني، أتأمل و أتأمل و أقرأ الأبعاد و الحركات و الظلال و الأضواء و أستمد منها كل تجربة و إدراك و أجيب على كل تساؤل أو فضول.
و لم يكن هناك غير صعوبة واحدة تعترض ذلك النوع من الحياة، هذه الصعوبة أن تصبح يدي طوع انفعالي، فتسجل في سرعة و مرونة كافية ذبذبات انفعالاتي الداخلية و
تترجمها في وضوح و براعة.
و استهوت الحركة المتجددة أبدًا، المتكررة أحيانًا شعوري و فكري، و استولت بتغيرها في الإنسان و الحيوان على فضولي و انتباهي، و من نافذتي الصغيرة فوق باب بيتنا رحت أميز حركات الشتاء و الصيف، و أشهد استقبال الحي للصباح في حماس، و هبوط الليل على الأسطح في تلكؤ و خمول.
و كنتُ أهتز انفعالًا و طربًا كأنّي أعرف سر المأساة و الملهاة فيما حولي من حركة و سكون، و لكن ما أن أحرك يدي حتّى أصاب باليأس المرير و أهوي في فراغ هائل.
و أدركتُ الفرق بين سهولة انفعالي و انطلاق حسّي و جمود يدي و عجزها فانتحيتُ "بالغريزة" إلى الكائنات الصامتة الجامدة التي لا تتوالد حركتها مسرعة و لا تفر مني كلما حاولت اقتناص معالمها.”
― حافة الليل
--لماذا أخطط و ألون بكل هذا الحماس؟
فأعياني الجواب على سائلي، و أخذت أفكر و أفكر عدة أسابيع، و لم ينقذني من عذاب الحيرة، وهم ذلك السؤال إلا عودتي من حماسي الأول دون أي تفكير أو ارتباط بأي منطق أو تفسير.
و سببت لي اللغة التي أسمعها في بيئتي، و اللغة الجافة المتكلفة التي تغص بها كتب المنهج صممًا مصطنعًا، فلم أعد أصغي لأحد و لا أثق في كلام الأشرار اللئام من حولي و لا فيما يكتب المتحذلقون في كتب تخلو من أي شعور أو عزاء.
و تركزت كل طاقتي في عيني، أتأمل و أتأمل و أقرأ الأبعاد و الحركات و الظلال و الأضواء و أستمد منها كل تجربة و إدراك و أجيب على كل تساؤل أو فضول.
و لم يكن هناك غير صعوبة واحدة تعترض ذلك النوع من الحياة، هذه الصعوبة أن تصبح يدي طوع انفعالي، فتسجل في سرعة و مرونة كافية ذبذبات انفعالاتي الداخلية و
تترجمها في وضوح و براعة.
و استهوت الحركة المتجددة أبدًا، المتكررة أحيانًا شعوري و فكري، و استولت بتغيرها في الإنسان و الحيوان على فضولي و انتباهي، و من نافذتي الصغيرة فوق باب بيتنا رحت أميز حركات الشتاء و الصيف، و أشهد استقبال الحي للصباح في حماس، و هبوط الليل على الأسطح في تلكؤ و خمول.
و كنتُ أهتز انفعالًا و طربًا كأنّي أعرف سر المأساة و الملهاة فيما حولي من حركة و سكون، و لكن ما أن أحرك يدي حتّى أصاب باليأس المرير و أهوي في فراغ هائل.
و أدركتُ الفرق بين سهولة انفعالي و انطلاق حسّي و جمود يدي و عجزها فانتحيتُ "بالغريزة" إلى الكائنات الصامتة الجامدة التي لا تتوالد حركتها مسرعة و لا تفر مني كلما حاولت اقتناص معالمها.”
― حافة الليل
No comments have been added yet.
