Carina Abou Naim

“هكذا هم الأغنياء، يريدون الحصول على كل شيء رغم أن لا وقت لديهم للتمتع بأي شيء”
― علي الماجد, الكوب الأخير

“أمضى حياته وهو يهرب إلى الأمام، إلى المدن البعيدة الباردة الغريبة، إلى أناس لا يعرفهم ولا يلبث أن يهرب منهم. أمضى حياته وهو يهرب من ماضيه، من مدينته، من شقيقته، من ذكرى أمّه، من حرقة أبيه، من سجلّ أخيه... إلى أين عساه يهرب هو الذي ملّ الهرب، هو الذي هرب إلى كلّ الأمكنة الملائمة للهرب ولم يستطع أن ينسى ذاته؟”
― Katia Tawil, السماء تهرب كل يوم

“لا غفران ولا جنّة بعد اليوم. لقد أعطي كلّ شيء ولم يُجِد المحافظة على ما ملك، فسُلب كلّ شيء وتُرِك فقيرًا لا يملك سوى الملابس التي بالكاد تغطّي جسده. عندما يفكّر بالجنّة يبتسم، فهو كان فعلاً في الجنّة مع كلّ ما يرافقها من خدم وحاشية وسيّارات وسائقين وموظّفين. كان يعيش حياة الترف والبذخ إلى أبعد الحدود، يأكل التفّاحة الممنوعة صباح مساء وبين الوجبات، هو السيّد الآمر الناهي الذي لا يُناقَش ولا يُرفض له طلب. أكل التفّاحة وطُرد. أكل بستان التفّاح بأكمله ولا سبيل إلى العودة إلى الوراء.”
― Katia Tawil, السماء تهرب كل يوم

“آه من الناس! كان دائمًا محاطًا بهم، صباح مساء، ناس عن اليمين وناس عن اليسار، ناس يريدون، وناس يطلبون، وناس يتزلّفون، وناس ما زال حتّى اليوم لا يعرف ماذا أرادوا منه على وجه التحديد... كان يستمتع عندما يكون بصحبة أصدقاء ومعارف، وكان يريدهم دومًا كثيرين حوله، يتكلّمون ويفرحون ويمضون أجمل الأوقات في ضيافته، وكلّما زاد عددهم زادت فرحته، كأنّ كثرتهم ستتمكّن من التأثير في لاإنسانيّته وتجعله يشعر بهم. لكنّ الأمور لم تكن على هذه البساطة، فكلّما زاد عددهم وعلا صخبهم وارتفع ضحكهم شعر بوحدته حدّة أكثر وازداد عمق الهوّة التي تفصله عنهم.”
― Katia Tawil, السماء تهرب كل يوم