“يقال أن المصيبة تبدأ كبيرة ثم تصغر. وهذا صحيح من وجه واحد وغير صحيح من تسعة وجوه. إنها تصغر بالنسيان، والنسيان أعظم نعم الله على الإنسان، ولكنها تكبر كلما كبر ظهر أثر من آثارها. والآثار لا تظهر دفعة واحدة بل تظهر تباعاً، وكلما بدا أثر جديد جددّ وقع المصيبة.”
― ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الأول
― ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الأول
“النبات يمتصّ حياته من أرضه بجذوره، فإن نقلته منها تقطّعت، فذبلت الأوراق وتراخت العروق، والإنسان في هذا كالنبات، وجذوره ذكرياته فإن نقلته إلى بلد ماله فيها ذكرى وما تربطه بها رابطة، أحسّ كأن قد انقطع سلك حياته فإذا أقام في البلد الجديد اتصّل المنقطع كالنبات يضرب جذورًا جديدة في المكان الجديد وتنمو وتمتدّ كلما امتدّ به المقام، فإذا أعدته إلى أرضه الأولى عاد إلى الذبول.”
― ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الأول
― ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الأول
“الذي يخرج من القلب يدخل القلب والذي خرج من اللسان لم يجاوز الآذان.”
― ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الأول
― ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الأول
“لذلك أوصي كل قارئ لهذه الفصول أن يتخذّ له دفترًا يدون فيه كلّ عشيّة ما رأى في يومه، لا أن يكتب ماذا طبخ وماذا أكل ولا كم ربح وكم أنفق فما أريد قائمة مطعم ولا حساب مصرف بل أريد أن يسجل ما خطر على باله من أفكار وما اعتلج في نفسه من عواطف، وأثر ما رأى أو ما سمع في نفسه، لا ليطبعا وينشرها فما كل الناس من أهل الأدب والكتابة والنشر، ولكن ليجد فيها يومًا نفسه الّتي افتقدها.
لا تعجبوا من هذا الكلام، فنحن في تبدّل مستمر، كلّ يوم يموت فيّ شخص ويولد شخص جديد، والميت أنا، والمولود أنا، خلايا جسدي تتجدد كلّها كل بضع سنوات حتى لا يبقى منها شيء مما كان، عواطف نفسي تتبدل فأحبّ اليوم ما كنت أكره بالأمس وأكره ما كنت أحب، أحكام عقلي تتغيّر فأصوّب ما كنت أراه خطأ وأخطئ ما كنت أجده صوابًا.”
― ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الأول
لا تعجبوا من هذا الكلام، فنحن في تبدّل مستمر، كلّ يوم يموت فيّ شخص ويولد شخص جديد، والميت أنا، والمولود أنا، خلايا جسدي تتجدد كلّها كل بضع سنوات حتى لا يبقى منها شيء مما كان، عواطف نفسي تتبدل فأحبّ اليوم ما كنت أكره بالأمس وأكره ما كنت أحب، أحكام عقلي تتغيّر فأصوّب ما كنت أراه خطأ وأخطئ ما كنت أجده صوابًا.”
― ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الأول
“لقد أدركتت يومئذٍ (وتحققت اليوم) أن الحياة مثل الناعورة. هل تعرفونها؟ دولاب كبير علقت فيه دلاء وسطول، يكون السطل منها ملآن وهو فوق (كما كنا على عهد أبي) فينزل فارغاً إلى الحضيض (كما نزلنا بعده). فمن كان قصير النظر ظن أنها النهاية، ومن دقّق وحقّق رأى الدولاب يدور، فما نزل يصعد وما فرغ يمتلئ ...
وإن هذه هي الدنيا: ارتفاع وانخفاض، امتلاء وفراغ ، فقره بعده عنى وغنى قد يأتي بعده الفقر، لا العالي يبقى فوق ولا الواطي تحت، ولا يدوم في الدنيا حال، والدولاب دوّار. الأحمق يظنها حظوظاً ومصادفات والعاقل يدرك أنه عمل متقَن، فلا البناء الذي يحمل الناعورةَ أقامه الحظ ولا حرَكتها بنت المصادفات، لكنها هندسة محكمة وحساب دقيق...
ما يُعطى أحد في هده الدنيا ولا يُحرم ولا يعلو ولا يهبط إلا لحكمة بالغة وأمر مقدر، سطره مقدّر في كتاب. فمن اهتدى إلى هذه الحقيقة واطمأن إلى أنه عادل لا يظلم، حكيم لا يعبث، سكَنَ واستراح. ومن أنزل غضبه بخشب الناعورة أو بحديدها، يحسب أنها هي أفرغت إناءه وأراقت ماءه، عذب نفسه بها ولم ينل منها منالاً..”
― ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الأول
وإن هذه هي الدنيا: ارتفاع وانخفاض، امتلاء وفراغ ، فقره بعده عنى وغنى قد يأتي بعده الفقر، لا العالي يبقى فوق ولا الواطي تحت، ولا يدوم في الدنيا حال، والدولاب دوّار. الأحمق يظنها حظوظاً ومصادفات والعاقل يدرك أنه عمل متقَن، فلا البناء الذي يحمل الناعورةَ أقامه الحظ ولا حرَكتها بنت المصادفات، لكنها هندسة محكمة وحساب دقيق...
ما يُعطى أحد في هده الدنيا ولا يُحرم ولا يعلو ولا يهبط إلا لحكمة بالغة وأمر مقدر، سطره مقدّر في كتاب. فمن اهتدى إلى هذه الحقيقة واطمأن إلى أنه عادل لا يظلم، حكيم لا يعبث، سكَنَ واستراح. ومن أنزل غضبه بخشب الناعورة أو بحديدها، يحسب أنها هي أفرغت إناءه وأراقت ماءه، عذب نفسه بها ولم ينل منها منالاً..”
― ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الأول
جمعه’s 2025 Year in Books
Take a look at جمعه’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
More friends…
Polls voted on by جمعه
Lists liked by جمعه









