محمودراجي زكارنة

“ولأجل هذا يقال: أُنزِلَت الحكمة على ثلاثة أعضاء في الجسد: قلوب اليونان، وألسنة العرب، وأيدي أهل الصين. وما ذلك إلاّ لاختصاص اليونان بميزة التبحر في علم الأشياء ومعرفة القوانين وإتقان البراهين، واختصاص أهل الصين بميزة عمل الصنائع العجيبة وإتقان الأعمال الغريبة؛ واختصاص العرب بمزية إبانة المعاني العجيبة، والأمثال والمواعظ المفيدة، في أشعارها وخطبها.”
― الحسن اليوسي, زهر الأكم في الأمثال والحكم

“ومن أجلِّ ما يذكر في هذا الباب وأعذبه ما ذكره الشطيبي في "أذكاره" قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الصفة رضي الله عنهم ومعه ابن عباس فوجدهم يناشدون الشعر فيما بينهم، فلما رأوه أمسكوا إجلالاً له صلى الله عليه وسلم، فلما استقر جالساً قال صلى الله عليه وسلم: هل فيكم من ينشدنا شيئاً من الشعر؟ قالوا: نعم يا رسول الله صلى الله عليك، ثم أنشأ بعضهم:
في كل صبح وكل إشراق تبكي جفوني بدمع مشتاق
قد لسعت حية الهوى كبدي فلا طبيب لهـا ولا راق
إلاّ الحبيب الذي شغفت به فعنده رؤيتي ودرياقـي
فتواجد صلى الله عليه وسلم حتى سقط رداؤه عن جسده فأعطاه أهل الصفة وكانوا أربعين رجلاً فقطعه عليهم أربعين قطعة صلى الله عليه وسلم".”
― الحسن اليوسي, المحاضرات في الأدب واللغة

“إذا ضُيِّعتْ المسؤولية في أمة ضاعت الأمة، وإذا ضاعت في كل الأمم فهو خراب العالم، وهذا معنى الحديث الصحيح المشهور: إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة.”
― نور الدين عتر, النفحات العطرية من سيرة خير البرية

“الاعتناء بالأخبار والمساند ضعيف جدا في المغاربة، فغلب عليهم في باب العلم الاعتناء بالدراية دون الرواية، وفيما سوى ذلك لا همة لهم. وكان أبو عبد الله [ ابن أبي المحاسن] يذكر في (مرآة المحاسن) أنه كمْ في المغرب من فاضل ضاع من قلة اعتنائهم...، وقال: وقد قضيت العجب من المشارقة واعتنائهم بأمثال هذا، حتى أني لما دخلتُ مصر كان كل من يأخذ عني {عهد الشاذلية} يكتب الورد والرواية والزمان والمكان الذي وقع فيه ذلك.
ص 73 تحقيق محمد حجي ط 1976”
― الحسن اليوسي, المحاضرات في الأدب واللغة