حلقة قراء محفوظ Naguib Mahfouz RC discussion

57 views
مناقشات الكتب > القاهرة الجديدة - يناير 2011

Comments Showing 1-23 of 23 (23 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Ingy (new)

Ingy (ngnoah) | 533 comments Mod
أولاً كل عام وأنتم بخير :))

ثانياً ، بدأت في قراءة القاهرة الجديدة، كتاب هذا الشهر..
لم أقرأ فيه الكثير، أول 20 صفحة فقط، لكنها شدت انتباهي..

أعجبني مدخل محفوظ للتعريف بالأبطال الأربعة من خلال عرض رأي كل واحد فيهم في المرأة في سطرين على الأكثر.. مما يعطي فكرة لا بأس بها عما يمكن توقعه من كل منهم.


message 2: by أحمد (last edited Jan 11, 2011 12:33PM) (new)

أحمد وعام سعيد عليكم ..

لا تتجاوز هذا الخط إن لم تكن أنهيت الرواية :D

---

مازلت واقعًا تحت تأثير القاهرة الجديدة ..


ولكن رغم هذا فالمقدمة جميلة ولفت نظري أنها جاءت في البداية غفلا من أسماء الشخصيات كحديث عام - كما قال الراوي - بين طلاب الجامعة يدور حول الفتيات، لتبدأ الشخصيات الأربعة في الظهور تباعًا إنطلاقًا من هذه النقطة (الفتيات)

وأعتقد أن نجيب محفوظ في الرواية كرر حكاية الأحاديث العشوائية المنطلقة من حيث لا نعلم، أربع مرات خلال الرواية، في المقدمة مرة، وفي حالة سكر وهذيان محجوب في الحانة عند مجيء عشيق زوجته في المرة الأولى، وعلى المركب وحديث السمر بينهم، وعند مشهد تناقل الإشاعات في مكتب الوزارة على قرب التغيير.

وكل هذه اللحظات كانت لحظات جميلة حقًا، فقدنا معها زمام العقل بلذة مستحبة وخاصة في مشهد الهذيان ..

ولكن في بداية الرواية لم يعجبني أسلوب الراوي وخاصة عند وصفه للشخصيات الأربعة، فمثلا هذه الأوصاف التي قالها الراوي:


وكان والده مدرسا بالمعاهد الدينية - رجل ذو دين وخلق - فشب في بيئة أقرب إلى البداوة بساطة ودينا وخلقا وقوة، وعرض له في صباه عارض ترك في حياته أثرا قويًا، ذلك أنه أصيب بمرض أقعده عن اللحاق بالمدارس حتى الرابعة عشرة، فذاق مرارة العزلة، وعرف الألف، وانصهر في أتون تجربة قاسية، ولكنه استطاع أن يدرس الدين على والده فتفقه فيه غلاما يافعا


إلى آخر الوصف، كمية هائلة من المعلومات الخام أتاحها الراوي منذ الوهلة الأولى للقارئ، كنت أود لو جاءت من طريق آخر غير مباشر ..

ولكن مع التقدم في الرواية يختفي هذا الأسلوب ليغوص الراوي أكثر وأكثر داخل نفوس شخصياته، أو داخل نفس محجوب عبد الدائم وإحسان بالتحديد، لدرجة أنني أحسست أن نجيب محفوظ كان بوده - لو أمكن ذلك دون أن يخل ببناء الرواية - أن يكتب ما يخص محجوب عبد الدايم على لسانه هو، فالراوي شطح أحيانًا في الرواية ليقول مثلا يصف حالة محجوب في مشهد الطريق إلى الهرم داخل السيارة:


وساد الصمت وراحت الفتاة ترسل ببصرها من النافذة وراح هو يسترق إليها النظر، هذه أول مرة يخلو فيها إلى أنثى تستحق أن توصف بالأنوثة حقًا، وأين؟، في سيارة فخمة تحزن الحاسدين - فضّل هذا التعبير عن تسر الناظرين - فأسكرت أنفه رائحة ذكية ..


إلى آخره ..، فالراوي ذكر فجأة - فضّل هذا التعبير عن تسر الناظرين - لماذا!، فلم تكن الشخصية في حالة حوار مع النفس، لأن الراوي يذكر مسبقًا ذلك بقوله: وقال في نفسه ..، فكأن محجوب في القطعة السابقة هو المتحدث بلسان حاله (كما هي طريقة سرد رواية ميرامار)

وشيء جانبي، كل ملامح الشخصيات الأربعة انطبعت ملامحها في خيالي بسهولة كما جاءت أوصافهم في الرواية، باستثناء شخصية واحدة، لم أقدر على تخيله كما وُصف، شخصية أحمد بدير!، كل الشخصيات تكوينها لا يثير الغرابة وبلا شذوذ في الوصف، باستثناء أحمد بدير، الذي وصفه الراوي بطريقة شاذة، قصير القامة جدا كبير الرأس جدًا، لم أتخيله هكذا في حواره مع محجوب في الحفل الخيري مثلا، ولا حينما قابله صدفة في الشارع وعرف منه شائعات تغيير الحكومة، كان في الحالتين كأنه يتحدث إلى كائن مفرط الطول نحيل الجسم (لأنه صحفي نشيط مثلا له حضور في المناسبات العامة :)) )، ولأنه عندما تحدث مع محجوب في الحفل الخيري قال أنه في أول عهده بحياه المجتمعات كان يخال أن الناس لا هم لهم سوى تفحصه من الرأس إلى القدم، فحينئذ تذكر محجوب ملابسه الرخيصة ووجهه الشاحب، بينما لو كان هو محجوب الذي أعرفه :)) لكان نظر شذرا إلى ضخامة رأسه وقصر قامة صديقه هذا الذي يتحدث وقال بسخريته المعهودة: وهم معذورون في ذلك بلا شك!، بدلا من أن ينصرف تفكيره إلى مقارنة ملابسه ووجهه الشاحب بملابس عظماء المجتمع من حوله!!

ذهبت بعيدًا، ولكن ربما جعله نجيب محفوظ هكذا من أجل السخرية من صفاته التي تتمثل في البحث عن فضائح المجتمع، فجعلنا نسخر معه عليه!


ونقطة عن الحوار اتذكرها، هي إستشهاد سالم الأخشيدي بنفس شطر المتنبي الذي استشهد به من قبل محجوب في موقف آخر تماما!، مع اختلاف مشاربهم - رغم أن كليهما من كلية الحقوق - فلم استسغ ذلك تمامًا، لم أتوقع صراحة أن يجري الشعر على لسان سالم الأخشيدي في موقف كان الغرض منه أساسًا إخفاء جهله بموضوع سحب الثقة من الحكومة!، فموضع المتنبي هنا غريب!

وبعد أحداث النهاية اللاهثة الذي تجلى فيها مكر ودهاء الأخشيدي إلى أقصى درجة، فهو اختار اليوم المناسب الذي يعرفه جيدًا، واختار أن يأتي بوالده قبيل مجيء العشيق بوقت يسير، دون أن يعلمه بظروف زواج ابنه، لم أدر في البداية لماذا لم يخبره، ثم أدركت مكر هذا الانتقام، فلو أخبره كان سيعلم محجوب منه ويستنكر الأمر وبذلك ما كان سيخبر والده بأن عشيق زوجته هو والدها - كذبا - ليبرر إنفراده بها في غرفة النوم، وكل ذلك حتى يهيأ الأخشيدي الجو للزوجة المخدوعة في كشف الحقيقة بأكملها وبعينها!

فكرة روائية مدهشة ..

والنهاية هادئة وكلاسيكية، بعد هذا الإنفجار، يهدأ الجو تماما في الفصل الأخير مع جلسة هادئة (للأصدقاء الأعداء) نعرف منها تطور الحوادث - غير المفاجئ - وتنتهي الرواية نهاية عادية جدا، ولكن بعد أن قالوا نقطة مثيرة جدًا أثناء حوارهم الأخير، بأنهم ظنوا (كذبا) سخرية واستهتار محجوب (لغوا وسخرية وفكاهة لا شأن لها بالعقيدة والعمل)، والمثير أن محجوب كان يترنح كثيرا بين القول والفعل، كأنه كان على (ظن) أصحابه (الأول) تماما، يقول أشياءً ثورية وفي موقف التجربة يصبح آخر المقتنعين بها، وإن قام بها فعلا في نزوة عقليةإرضاءً لأفكاره الجامحة، فسيظل طول الوقت غير مستريح بشأنها ويؤلمه ضميره و(يكوّر قبضة يده ويضرب الهواء) ساخطًا على نفسه من إنقسامها أمام القول والفعل


لا صور لجمال قطب بين صفحات الرواية، فقط رسمة الغلاف :(


message 3: by Ingy (new)

Ingy (ngnoah) | 533 comments Mod
أحمد.. تبدو مراجعة مغرية بالقراءة :D
لكني سآخذ بنصيحتك وانهي الرواية ثم أعود لقراءة ما كتبت..

فقط أود أن أذكر لقطة سريعة..
المقارنة بين الفيلم والرواية كانت حاضرة بقوة أثناء القراءة.. ربما لأن الكثير من الإشارات أو التعبيرات التي استخدمها محفوظ، طبقها صلاح أبو سيف بشكل ذكي في الفيلم..
أبرزها مثلا إشارة محجوب عبد الدائم للقرنين فوق رأسه، والتي عبر عنها الفيلم بأن جلس محجوب أمام رأس الحيوان المحنط وتم تصويره بطريقة تظهر وكأن القرنان ينبتان في رأسه، بينما لم يذكر هو هذا الموضوع في حواراته بينه وبين نفسه على غرار ما كان يحدث في الراوية.
أعتقد أن هذا الفيلم كان من الأفلام التي تناولت الرواية بشكل ذكي، وألتزمت بالتفاصيل قدر الإمكان..


message 4: by أحمد (last edited Jan 12, 2011 11:47AM) (new)

أحمد Ng wrote: "أحمد.. تبدو مراجعة مغرية بالقراءة :D
لكني سآخذ بنصيحتك وانهي الرواية ثم أعود لقراءة ما كتبت..

فقط أود أن أذكر لقطة سريعة..
المقارنة بين الفيلم والرواية كانت حاضرة بقوة أثناء القراءة.. ربما لأن الك..."


كتبت الرد السابق ثم تذكرت أشياء ومواقف وشخصيات أخرى كانت احق أن أتحدث عنها، ولكن يكفي الآن أنها كانت نظرة عامة عقب الفراغ من الرواية ..

وكالعادة لم أشاهد الفيلم، ولكن لم أفهم ما معنى الذكاء في فكرة تجسيم القرنين بهذا الشكل الهزلي، وخاصة أنني رأيت هذا المشهد من قبل في فيلم أمريكي ساخر، وقف البطل أيضًا أمام حيوان الوعل المحنط فبدا كشيطان!

وأحسن نجيب محفوظ في عدم جعل محجوب - في الرواية - يقف أمام الحيوان المحنط ليبرز لنا القرنين

نقطة خفيفة

الفكاهة في رواية القاهرة الجديدة ظهرت لمدة سطرين أو ثلاثة فقط وانتهت، أقصد حكاية التليفون مع محجوب، باستثناء ذلك كل العبارات - حتى التهكمية منها حول المرأة والسياسة - ذات طابع إما تأملي أو إكتئابي!


message 5: by Ingy (new)

Ingy (ngnoah) | 533 comments Mod
الرواية لا تحوي أي فكاهة بالفعل، واقصد بالذكاء ترجمة بعض الحوارات الداخلية في شكل صور دون الحاجة إلى إدراجها في النص في شكل حوار أو حتى مونولوج.. مثل مشهد القرنين..
أما بالنسبلة للفيلم الأمريكي، فأعتقد أنه من السهل أن تبتكر الصورة تعبر عن أفكارك، لكن من الصعب أن تبتكر صورة تعبر عن أفكار الغير . اعتقد..
:)


message 6: by أحمد (new)

أحمد ولكن من وصفك فالأمر جد عسير، لأن في الحوارت الداخلية في الرواية عرفنا إلى معنى القرنين (الجاه والسلطان)وأن محجوب قرر ألا تنبت في رأسه قرون جديدة فلا يريد أن يستغفله أحد

وبما أن حكمي غير شامل لأنني لم أر المشهد، فهل كان في استطاعتك كمشاهدة استنتاج معنى هذين القرنين أم أن شكله الإنسان الحيواني شكّل صورة ساخرة لديكِ ترمز - بمجرد المشاهدة - إلى معنى الشر والشيطان وهو ما لا يقصده نجيب محفوظ تماما بالغرض من القرنين في الرواية!

وأي نعم الرواية غير فكاهية، ولكن مشهد التليفون القصير كان ظريفًا ولافت للنظر بصفته الفكاهية وسط الجو العام للرواية، تكفي لمسة من الابتسام :D


message 7: by Ingy (new)

Ingy (ngnoah) | 533 comments Mod
مشهد القرنيني ظهر حين جلس محجوب عبد الدائم في صالون المنزل ينتظر أن يرى عروسه ليكتشف أنها إحسان شحاتة.

الأمر ليس عسيرا، لكن في اعتقادي الخاص أنه لا يتساوى ان تظهر فكرة جديدة في رأسك على صورة معينة، مع ابتكار صورة مخصوص لأفكار الغير.

الحقيقة أن مشهد التليفون أضحكني. :))


message 8: by Mounir (new)

Mounir | 107 comments آسف للتدخل فى النقاش : ولكن فى الثقافة الشعبية المصرية أن ينبت للرجل قرنين يعنى أنه يعرف أن زوجته لها علاقات مع غيره ومع ذلك يرضى بالأمر وكأنه شىء عادى. وأظن هذا كان قصد صلاح أبو سيف عندما صور البطل فى هذا الوضع


message 9: by Mounir (new)

Mounir | 107 comments بالصدفة : يعرض الآن حالا فيلم القاهرة 30 على قناة روتانا زمان لمن يريد مشاهدته


message 10: by أحمد (new)

أحمد Mounir wrote: "آسف للتدخل فى النقاش : ولكن فى الثقافة الشعبية المصرية أن ينبت للرجل قرنين يعنى أنه يعرف أن زوجته لها علاقات مع غيره ومع ذلك يرضى بالأمر وكأنه شىء عادى. وأظن هذا كان قصد صلاح أبو سيف عندما صور البط..."

آها!، أقرب إلى الواقع كثيرا، شكرا لهذه الإنارة :))

ولمَ الأسف؟!

وهناك أمر أجتهدت في تذكره ولكنه غاب عن بالي تماما، متى كانت المرة الأولى التي ظهرت فيها فكرة القرنين في الرواية ؟

وإن كنت لاأريد أن يطول الحديث عن القرنين :D

Mounir wrote: "بالصدفة : يعرض الآن حالا فيلم القاهرة 30 على قناة روتانا زمان لمن يريد مشاهدته"

لحقت بقايا المشهد الأخير وميزت الشخصيات على الفور، أقصد المشهد الذي يبدأ عند افتضاح أمره وخروج قاسم بك مع زوجته من بيت محجوب، وحديث الأب، ثم لم أفهم النهاية!!، الخاصة بالشاب (من هو؟ هل هو أحمد بدير؟) وقذفه بالمنشورات في الهواء وهو يهرب ويعرف أنه مستهدف من قبل النظام (صحيح؟) وينتهي الفيلم فجأة!

مشاكسة خفيفة :D

قال نجيب محفوظ في الرواية:

وارتسمت في عيني الرجل الذابلتين نظرة زائغة ذاهلة، وبدا في حيرة قتالة وكرب عظيم، لم يصدق ما رأت عيناه ولا ما سمعت أذناه، كابد الألم الممض والغضب المختنق، ولولا ما آنس من قنوط ابنه وهذيانه لانفجر بركانه


هل أنعم أحدكم النظر في هذه النظرة الأخيرة في الفيلم!، لا أعرف، ولكني أحسب أن الممثل الذي قام بدور الأب المكلوم حاول اختزال كل هذه المعاني التي قرأها، وكافح ليخرج لنا هذه النظرة التي أرادها نجيب محفوظ بالذات، فلم تخرج غير نظرة سالم الأخشيدي التي حدج بها محجوب عبد الدائم! الموصوفة في مكان سابق من الرواية، أي أن عيني الممثل ضاقت فجأة ونظر إليه نظرة لؤم لا نظرة ألم

ومشاكسة أخرى:

شطر بيت المتنبي تردد ثلاث مرات وليس مرتين كما ذكرت، على لسان محجوب وإحسان وسالم، شخصيات مختلفة تماما وكلهن اتكئن على المتنبي

ما هذا :D


message 11: by Mounir (new)

Mounir | 107 comments فى الفيلم: الشاب الذى يوزع المنشورات هو على طه حبيب إحسان السابق


message 12: by أحمد (new)

أحمد بعد أن تحول للعمل الصحفي السياسي، نهاية غريبة :D

أو أن المخرج لم يرد أن يهدأ إيقاع المشاهد الأخيرة، ففي الرواية محجوب عقب ما حدث جلس هادئا وواجمها وعابسًا مما هيأ الأمر للفصل الختامي الأخير، بينما في الفيلم كان ثائرًا وحانقًا، فلم يكن للمشهد الأخير الروائي من قيمة حينئذ


message 13: by Mohammed (new)

Mohammed (ashour) أحمد ..أحييك على تعليقك الرائع! :)
--

اعجبني جدا ايقاع الروايه السريع. و دقة وصف المشاعر و المشاهد لتتمثل للقارئ بصوره رائعة.

مازلت انا ايضا أعيش فى جو الرواية .. تأثرت بها جدا.
أعجبني جدا كشف الحال عن طبقة او عالم من اللمكن ان يحدث به الأهوال. و المحيطيين لا يعرفون شئ و يحسبون الشرف هو سيد الكل.

رواية رائعة بكل معني الكلمة.


message 14: by Dalia (new)

Dalia (daliarehab) | 10 comments وشيء جانبي، كل ملامح الشخصيات الأربعة انطبعت ملامحها في خيالي بسهولة كما جاءت أوصافهم في الرواية، باستثناء شخصية واحدة، لم أقدر على تخيله كما وُصف، شخصية أحمد بدير!، كل الشخصيات تكوينها لا يثير الغرابة وبلا شذوذ في الوصف، باستثناء أحمد بدير، الذي وصفه الراوي بطريقة شاذة، قصير القامة جدا كبير الرأس جدًا، لم أتخيله هكذا في حواره مع محجوب في الحفل الخيري مثلا@
بعيدا عن وصفه الجسمانى..تجد أنه ليس له أى ملامح شخصية تظهر سوى تواجده فى الأماكن و الأحداث التى تتطلب اخبار محجوب بشئ وكان ذلك فى الحفلة و فى طريقه قبل تغيير الوزارة،وهو من أخبر على طه و مأمون رضوان عن عمل محجوب وزواجه،وغير ذلك لم يظهر اللهم الا فى المشهد الختامى..ولعله جعله صحفى لحبك أحداث الرواية كما جاءت.

رغم ان الرواية نشرت عام 1945 الا انك تحس أثناء قراءتها أنها فى الألفية الثالثة ..ذلك أن هذا الصراع بين المبادئ وعدمها موجود حتى اليوم..وكذلك الوصولية و الانتهازية و هلم جرا..وفى هذه الحالة يمكننا تخيل مشهد التليفون بأنه مشهد مع الحاسب مثلا :D..وكذلك أن يكون على طه علمانيا و ليس اشتراكيا :D..


message 15: by أحمد (last edited Jan 22, 2011 05:55AM) (new)

أحمد اممم، معكِ حق، لأنه إضافة إلى ما ذكرتيه كان الغموض يحيط بشخصيته منذ الفصل الأول عندما انتزع رأي رفاقه وتهرّب هو من إبداء رأيه، واتذكر أيضًا أن محجوب استدان من كل من علي طه ومأمون رضوان وكلاهما أعطاه ما يريد عن طيب خاطر، وكان يريد أيضًا الاستدانة من قريبه المسئول الكبير ولكنه لم تتح له الفرصة في المرة الأولى ولم يجرأ في المرة الثانية، وكان يريد الاستدانة أيضًا من سالم الأخشيدي وطلب ذلك صراحة، ولكن سالم ساعده بطريقة أخرى لا تتعارض مع طبيعته في الإعطاء وإنتظار المقابل، أي أن محجوب كان لديه الاستعداد ليحني كرامته أمام الجميع ولكنه لم يفعل ذلك مع أحمد بدير، مع أن حالته المادية جيدة لأنه أعلن عقب تخرجه أن شيئا لم يتغير، كان يعمل صحفيا وهو طالب، وأصبح صحفيًا وهو خريج ..

ربما جعله شخصية تأخذ من الجميع ولا تعطي شيئا لأحد!!

لأنه ربما لم يرغب في مشهد الحفل في كشف كيفيه معرفته بفوز المتسابقة لأول مرة، وعندما ألح عليه محجوب أخبره، وأردف ساخرًا: هل أدهشك هذا!

وشخصية مأمون راضي، كانت وادعة جدًا وهادئة في مسار الأحداث رغم وضوح خلفيتها وملامحها في الرواية، وكان طول الوقت في حياة هانئة لم يمر - كما أظن - بتعقيدات على عكس رفيقيه محجوب وعلي، وصوّره محفوظ بطريقة تجعله لا يبتعد عن دائرة الوعظ الديني بلا ربط بين الدين ومتطلبات العصر، قال مرة: لو كان عمر بن الخطاب حيًا ..، فرد محاوره: دعنا من عمر ..!، أي بين رحلة الصراع بين المبادئ هذه كان دور الدين خافتًا، وبدا ذلك في حواره مع محجوب في مكتب الوزارة، فما أن انتهى هذا الحوار بينهما أدرك محجوب أنها المرة الأخيرة التي سيراه فيها، ومن حينها ما أنفك محجوب يزداد انحطاطا

--
أكثر مشاعر أحسستها في الرواية هي مشاعر الجوع القاتل تلك، تنهدت عندما مر اليوم الأول فقط!، لا أشك في أن نجيب محفوظ مر بهذه التجربة القاسية من قبل ليستطيع التعبير عنها بهذا الصدق وتلك الحكمة التي قالها من أن الإنسان يستمد أصل بقاءه من شيء حقير هكذا يتصل بالسماد والأرض!


message 16: by Dalia (new)

Dalia (daliarehab) | 10 comments وصوّره محفوظ بطريقة تجعله لا يبتعد عن دائرة الوعظ الديني بلا ربط بين الدين ومتطلبات العصر، قال مرة: لو كان عمر بن الخطاب حيًا ..، فرد محاوره: دعنا من عمر ..!، أي بين رحلة الصراع بين المبادئ هذه كان دور الدين خافتًا، وبدا ذلك في حواره مع محجوب في مكتب الوزارة@
أتعرف لماذا؟..يهيئ لى أن غرض محفوظ من هذه الرواية هى أن يبين كيف ابتدأ محجوب فى فلسفته "طظ"..وكيف طبقها و كيف انتهى بها!..وهو استخدم كلا من مأمون رضوان وعلى طه..لأنهما نقيض ما كان عليه محجوب سواء كان سبب ذلك الدين أو الأخلاق..أى استخدم مبدأ"بتضادها تتمايز الأشياء""..وهو فى هذه الرواية استخدم التقاطع بين هذه الشخصيات ليبرز فكرته..وذات السبب جعلنى أخمن فى نقدى للكتاب أنه ما افتعل ذاك الحوار الختامى للرواية بين مأمون و على الا ليقدم على كتابة جزء آخر يبرز فيه الصراع بين الدين و الأخلاق القائمة على الاشتراكية حينها..وأوهم نفسى بأن شيئا ما منعه من ذلك..وبلا شك هذه الرواية تنضح بالكثير من التفلسف على لسان محجوب!

___
بالمناسبة أتعرف لم وفق محفوظ فى أن يوصل لك احساسك هذا؟
لأن محجوب كان شخصية مادية ..تمزقه آلام الجوع..وتجعله يفنى ذاته كى لا يشعرها مجددا..أما حينما كان الصراع داخله متعلقا بأن يقدم على الزواج فى ظل تلك الملابسات..أو أن يرضى بوضعه فى المنزل..فكان سهل عليه أن يخمد كل تلك الصراعات التى هى بطبيعة حالها أشد على أى انسان من ألم الجوع!


message 17: by Ingy (new)

Ingy (ngnoah) | 533 comments Mod
انتهيت منها أخيرا!

الرواية رائعة بالفعل.. وحبكتها، كلما أمعنت التفكير فيها، غير عادية أو قل غير تقليدية..الفكرة، على حد علمي، لم يجرؤ أحد بعد ذلك على اقتباسها أو استلهامها في عمل جديد كعادة الأفكار الجديدة..

أروع حوارات الرواية في رأيي، هو حوار السكارى، الذي يلخص الكثير من هدف الرواية وحال الشخوص، فعلا كان أكثر من رائع.. لا اعرف لماذا لم يذكره أحد هنا إلا فيما ندر.. فما رأيكم فيه؟
الحوار جاء سلسا متدفقاً كحوار سكارى فعلا، يبدو خال من المعاني، لكن في نهايته يبدو كما لو أن دائرة كهربائية قد اغلقت، فيكتمل معنى الفقرة، وتظهر المعاني الكامنة وراءها، او قل، يعود محجوب إلى نفس النقطة التي تعذبه والتي هرب منها إلى الحانة والسكر، في دلالة على ان الهاجس الذي يعذبه لن يتركه أبدا..

ولن أنسى كذلك حوار محجوب عبد الدائم مع نفسه، حين ادرك أخيرا ان شعاره الأثير وسعيه وراء اللذات ليس كافيا، وأنه بحاجة لما هو أكثر.. بحاجة إلى الحب..
فعلى الرغم من أن محجوب عبد الدائم لم يغير من أسلوبه شيئاً، لكن مشاعره تغيرت بشكل جذري، والصراع النفسي داخله أحتدم بشكل كبير، وأصبح نوع من التعذيب بعد ان كان قد وصل إلى حالة من الاتساق مع الذات بفلسفته الأثيرة "طظ"، فأصبح يجاهد كي يقنع نفسه بأهمية الحفاظ عليها، لاسيما أنه قد بلغ الآن نقطة اللاعودة، وليس بيده شيئ - او هكذا يظن- كي يغير من أسلوب حياته.


message 18: by أحمد (last edited Jan 23, 2011 12:29PM) (new)

أحمد Dalia wrote: "يهيئ لى أن غرض محفوظ من هذه الرواية هى أن يبين كيف ابتدأ محجوب فى فلسفته "طظ"..وكيف طبقها و كيف انتهى بها!..وهو استخدم كلا من مأمون رضوان وعلى طه..لأنهما نقيض ما كان عليه محجوب سواء كان سبب ذلك الدين أو الأخلاق..أى استخدم مبدأ"بتضادها تتمايز الأشياء""..وهو فى هذه الرواية استخدم التقاطع بين هذه الشخصيات ليبرز فكرته....."

لهذا جعله محفوظ آخر المتحدثين

:D

وأخذني السرد فظننت أنه بعد تناوله لحياة علي طه، وبدأه في تناول حياة محجوب، ظننت انه سيمر على باقي الشخصيات أيضًا بنفس الطريقة، ولكنه توقف عند سرد حياة محجوب، واستمر في الرواية كلها من عنده، على عكس ظني في التنوّع

Dalia wrote: "
وذات السبب جعلنى أخمن فى نقدى للكتاب أنه ما افتعل ذاك الحوار الختامى للرواية بين مأمون و على الا ليقدم على كتابة جزء آخر يبرز فيه الصراع بين الدين و الأخلاق القائمة على الاشتراكية حينها..وأوهم نفسى بأن شيئا ما منعه من ذلك
"


ربما تشعبت أفكاره ففضل تناول هذ الصراع في رواية أخرى غير متصلة بالسابقة!، وفي رواية (الأرض الطيبة) أنتهت عندما نظر الابنان إلى عيني بعضمها البعض من وراء ظهر أبيهما وابتسما إبتسامة ذات معنى نعرف منها أنهما يفكران حقًا في بيع الارض مخالفة لنصيحة والدهما بأن الأرض هي التي تبقي، وجاءت بيرل بك - المؤلفة - لتضع أجزاء أخرى مكملة للرواية لتستكمل سيرة حياة الأجيال التالية من الأسرة ..

Dalia wrote: "
لأن محجوب كان شخصية مادية ..تمزقه آلام الجوع..وتجعله يفنى ذاته كى لا يشعرها مجددا..أما حينما كان الصراع داخله متعلقا بأن يقدم على الزواج فى ظل تلك الملابسات..أو أن يرضى بوضعه فى المنزل..فكان سهل عليه أن يخمد كل تلك الصراعات التى هى بطبيعة حالها أشد على أى انسان من ألم الجوع!
"


لم أفهم هذه النقطة!، عذّبنا محجوب بآلام الجوع القاسي، ولكني لم أر أنصهاره في هذه التجربة التي طالت ثلاثة أيام، انصهارًا يجعله يفني ذاته كي لا يشعر بها مجددًا!، فهي أولا لم تكن بالفترة الطويلة وتعجب خلالها من (متصوفي الهنود) وقدرتهم على مقاومة الجوع، ووصم نفسه بالعجز عن ذلك، ثم أنه أهان نفسه في فترة الجوع هذه مرات عدة، أمام حميدس بك لولا أن ارتد عن عزمه في التوسل في اللحظة الأخيرة، وأمام الأخشيدي وعلي طه ..

ولكن ربما ليالي الجوع كانت - من زاوية أخرى - الدافع التي جعله يقبل ما قبله من أحداث، لأنه في حال رفضه كان يدرك أنه سيواجه مرة أخرى شبح الجوع القاتل مرة أخرى، ولأن نفسه هي أحب ما لديه - كما قال - فإنه لن يجازف قطعا بتعريضها مرة أخرى للإهانة التي تعرضت لها في هذه الثلاثة أيام، حتى نظرة بائع سندوتشات الفول كانت تجرح كبريائه (هذه الحالة تمثلت له وأرغمته على أن يسوّف أمر مساعدته لأسرته)

--
الحوار جاء سلسا متدفقاً كحوار سكارى فعلا، يبدو خال من المعاني، لكن في نهايته يبدو كما لو أن دائرة كهربائية قد اغلقت، فيكتمل معنى الفقرة، وتظهر المعاني الكامنة وراءها، او قل، يعود محجوب إلى نفس النقطة التي تعذبه والتي هرب منها إلى الحانة والسكر، في دلالة على ان الهاجس الذي يعذبه لن يتركه أبدا..
--

باستثناء أحاديث الدستور والوفد، وإشارة الكبش ذي القرنين الذي تكفل أستاذ منير ببيانها، فأن الحديث لم يكن بحديث سكارى عندما تحدثوا بالمنطق عن أنواع (القوّاد) ليلخص محجوب حالته كلها عندما يقول أن هناك حالة أخرى تجمع بين أنواع القيادة السابقة، وهي الحالة التي تنطبق عليه، كان (يجهل) أي بلاء جلب إلى نفسه (في البداية)، وكان (يتجاهله) إيثارًا للسلامة (كذهابه إلى الحانة عند مجيئه)،ثم (تعوده فاستلذه) كما عندما طلب من زوجته ألا تقطع السبل بينها وبين عشيقها لأن كل ما هم فيه محدد بالزوال في لحظة!


message 19: by Dalia (new)

Dalia (daliarehab) | 10 comments أروع حوارات الرواية في رأيي، هو حوار السكارى، الذي يلخص الكثير من هدف الرواية وحال الشخوص، فعلا كان أكثر من رائع.. لا اعرف لماذا لم يذكره أحد هنا إلا فيما ندر.. فما
رأيكم فيه؟@

بالفعل الحوار فى هذه النقطة كان ممتعا،ولعلنا لم نذكره لأنه عبر عما اختلج نفس محجوب من انفعالات ..الا انه لم يغير مسار الأحداث..وكذا حواره مع نفسه ..هو و فقط كان غوصا داخل شخص محجوب...ولم يسفر أى من الحوارين فى اغيير فلسفته..ولعل ما أعجبك وأعجبنى أيضا حين قرأت تلك السطور تحديدا ..هو ذلك القبس من الفلسفة التى كان يرى بها الأمور و ان كانت لم تغير من مبدأه شيئا.

__
ولكن ربما ليالي الجوع كانت - من زاوية أخرى - الدافع التي جعله يقبل ما قبله من أحداث، لأنه في حال رفضه كان يدرك أنه سيواجه مرة أخرى شبح الجوع القاتل مرة أخرى، ولأن نفسه هي أحب ما لديه - كما قال - فإنه لن يجازف قطعا بتعريضها مرة أخرى للإهانة التي تعرضت لها في هذه الثلاثة أيام، حتى نظرة بائع سندوتشات الفول كانت تجرح كبريائه (هذه الحالة تمثلت له وأرغمته على أن يسوّف أمر مساعدته لأسرته)
@
صدقت.


message 20: by Ingy (new)

Ingy (ngnoah) | 533 comments Mod
ايام الجوع لم تكن 3 ايام يا شباب، كانت 3 أشهر -سرد منها محفوظ 3 ايام فقط بالتفصيل- ومن هنا ضيق محجوب بها.


message 21: by أحمد (new)

أحمد ولكن مدة الجوع نفسها، ألم تنحصر في ثلاثة أيام ، أي أن فترة المحنة كانت ثلاثة أشهر حسنا ولكن (تأثيرها الكامل) كان نتيجة الثلاثة أيام هذه فقط

ألم يستدن في نهايتها، وهيأ له فيها سالم الأخشيدي الوظيفة الإضافية التي أمدته بمال يسير يضيفه إلى القليل الذي يرسله إليه والده بصعوبة بالغة، أي نعم انحدر مستواه السابق كثيرا، ولكنه بعد الثلاثة أيام لم يكن معدما تماما في بقية أيامه وسارت به الشهور وتفرع للمذاكرة بالإضافة إلى عمله الصحفي واشترى كتابه اللاتيني وكان يأكل على أي حال، فكما أظن لم تظهر خلال الثلاثة أشهر المتبقية حتى الامتحان وظهور النتيجة أي حالة من الحالات التي شعر بها في فترة جوعه مثل خوفه على نفسه وأن يصيبه الجوع بعاهة تستمر معه طوال حياته وما إلى ذلك من أفكار خطرت له عندما كان على شفير الموت جوعًا!، وإنما أقصى ما كان يفكر فيه هو أنه لا يريد العودة إلى تجربة الحرمان هذه التي عندما يتذكرها لا يتذكر إلا الثلاثة أيام ، فذهب عند ظهور النتيجة إلى سالم الأخشيدي – الذي يمقته - بعد أن تسبب في غلق السبل بينه وبين قريبه أحمد حميدس – الذي يكرهه في أعماق نفسه أيضًا لأنه تنكّر لأسرته تماما وتركهم في فقر مدقع ولم يبال بمرض رب الأسرة؟


message 22: by Ingy (new)

Ingy (ngnoah) | 533 comments Mod
رأي وجيه..


message 23: by أحمد (last edited Mar 15, 2011 01:27PM) (new)

أحمد قرأت الليلة في كتاب (حوارات العربي) حوار محمد خان مع صلاح أبو سيف، وذكر شيئين يتعلقان بهذه الرواية التي أخرجها للسينما..

أولهما:

تحدث عن أن كل أفلامه تضم فلسفته السينمائية سواء في حركة الكاميرا أو الإضاءة أو تحريك الممثلين، أو علاقته مع الرموز والتشبيه الموجودة في كل أفلامه

وضرب مثالا بفيلم (القاهرة 30) وقال أنه استغل شكل تمثال قرون الغزال الموجود في أغلب البيوت في التعبير عن حالة محجوب عبد الدايم بعد أن قام بتسليم زوجته لمسئول كبير

أي أن قرون محجوب في هذا المشهد كانت حيلة رمزية من المخرج صلاح أبو سيف ولم يقصد بتمثيلها ذكر القرون التي نبتت في رأس محجوب في الرواية

-
الامر الثاني ..

الحوار تم عام 1995لذلك عندما سأله محمد خان عن همومه القادمه أجاب أنه يأمل في إخراج فيلم عن (القاهرة 90) وتكون بمثابة الجزء الثاني من (القاهرة 30) ويتخيل فيه مصير الشخصيات الرئيسية في الرواية

فهو يتخيل محجوب عام 1995 وقد كبر في السن والمنصب، لأننا مازلنا نعيش في عالم قذر لا يكسبه إلا الأقذر، وأن مأمون في الجزء الثاني سيصبح لا شك إرهابيًا

وقال أنه فاتح نجيب محفوظ في ذلك ولكن صحة الأديب الكبير كانت غير مساعدة للحوار ومعرفة رأيه


back to top

18875

حلقة قراء محفوظ Naguib Mahfouz RC

unread topics | mark unread


Books mentioned in this topic

القاهرة الجديدة (other topics)