حلقة قراء محفوظ Naguib Mahfouz RC discussion
مناقشات الكتب
>
ميرامار - ديسمبر 2010
date
newest »


قرأتها وعمري 11 عاماً :)
ولا أتذكر منها سوى أن أجواءها كانت مفعمة بالألفة والحميمية .. وبالطبع
"فركيكو لا تلمني"
:)
سأحاول البدء فيها هذا اللأسبوع إن شاء الله

والفقرات الاعتراضية في النص التي تأتي بين فينة وأخرى تكشف على إيجازها الشديد نواحي عديدة عن الشخصية الراوية ..

الرواية أكثر من رائعة! اعجبني كثيرا رواية الاحداث يتفكير الأربعة أشخاص .. و كل من فهم - بلطبع - يشعر بأنه علي صواب.
من أجمل ما قرأت فى حياتي

و طبعا الفيلم ولا واحد من عشره جنب الروايه

فى سورة الرحمن

وانظروا إلى اللوحة التي علقتها على حائط غرفتي الآن:
http://img834.imageshack.us/img834/72...
أحضرتها عند شراء التذاكر ولا أملك أدنى فكرة لكيفية تحويل ميرامار إلى عرض أوبرالي، ولم أشاهد الفيلم كذلك ..
وداعًا إذن للمؤثرات المسبقة
!!
مَن ينوي حضور العرض؟

لم أتمكن للأسف من حضور العرض ولكن رأيت وقرأت النص المكتوب - كان أظن باللغة العامية وفى منتهى الجمال

ويستمر من 17 إلى 22 هذا الشهر ..
مازل الوقت متاحًا لمن يرغب ..

وآسف خلطت بين موعدين، أوبرا ميرامار من 14 إلى 17
--
مَن أنهى الرواية حتى الآن؟
لم انهيها بعد لظروف الانشغال الشديد في العمل، لازلت في فصل "سرحان البحيري". لكن لابد أن أذكر أنه لولا ذلك لانهيتها في جلسة واحدة! فهي شيقة، شديدة الامتاع.
الفكرة نفسها، أن كل شخصية من أبطال الرواية تروي نفس الحدث من وجهة نظرها مما يلقي الضوء على خلفية تلك الشخصية.
كل رواد ميرامار أتوا محملين بندوب وأحمال الماضي، حتى الشباب منهم، بل بالأخص الشباب منهم، فالكبار نابتهم خيبة الأمل بعد طول السنين، أما الشباب فكان مصيرهم الكثير من التخبط والضياع الذي عبر عن نفسه بأشكال مختلفة: خيانة مبادئ، وصولية، تمسح في أفكار ثورة لا يقتنعون بها..
ورغم أن أحدا من النزلاء لم يصرح للآخرين بماضيه أو أفكاره، لكن تعامل كل منهم مع الموقف يكشف ذلك الماضي.
أسلوب السرد رائع، كل شخصية تسرد الأحداث من وجهة نظرها يتخللها لقطة من الماضي. أحيانا لم تكن اللقطات واضحة تماما، لكن مع التقدم في الرواية والتعمق في فهم الشخصية تتضح الأحداث.
الفكرة نفسها، أن كل شخصية من أبطال الرواية تروي نفس الحدث من وجهة نظرها مما يلقي الضوء على خلفية تلك الشخصية.
كل رواد ميرامار أتوا محملين بندوب وأحمال الماضي، حتى الشباب منهم، بل بالأخص الشباب منهم، فالكبار نابتهم خيبة الأمل بعد طول السنين، أما الشباب فكان مصيرهم الكثير من التخبط والضياع الذي عبر عن نفسه بأشكال مختلفة: خيانة مبادئ، وصولية، تمسح في أفكار ثورة لا يقتنعون بها..
ورغم أن أحدا من النزلاء لم يصرح للآخرين بماضيه أو أفكاره، لكن تعامل كل منهم مع الموقف يكشف ذلك الماضي.
أسلوب السرد رائع، كل شخصية تسرد الأحداث من وجهة نظرها يتخللها لقطة من الماضي. أحيانا لم تكن اللقطات واضحة تماما، لكن مع التقدم في الرواية والتعمق في فهم الشخصية تتضح الأحداث.
أمران يتكرران باستمرار في تلك الرواية ولا أعرف سببهما، مما أثار فضولي.
الأول هو الإشارة الدائمة لجلوس صاحبة البانسيون أسفل صورة العذراء، خاصة عندما تستقبل زبائن جدد.
والثاني هو اجتماع جميع رواد ميرامار على حب أم كلثوم على الرغم من اختلافهم وتنافرهم أحيانا.. فهل هذا حبا من نجيب محفوظ لأم كلثوم؟ أم لأنها في رأيه رمزاً لشيئ أخر يستحق الاتفاق عليه؟
الأول هو الإشارة الدائمة لجلوس صاحبة البانسيون أسفل صورة العذراء، خاصة عندما تستقبل زبائن جدد.
والثاني هو اجتماع جميع رواد ميرامار على حب أم كلثوم على الرغم من اختلافهم وتنافرهم أحيانا.. فهل هذا حبا من نجيب محفوظ لأم كلثوم؟ أم لأنها في رأيه رمزاً لشيئ أخر يستحق الاتفاق عليه؟

وهو ان البنت اللى هى مركز احداث الروايه هى بترمز لمصر
والاشخاص اللى على لسانهم احداث الروايه هى دى التيارات اللى كانت موجوده على الساحه فى ذلك الوقت ...معرفش اذا كان حد وصلوا الانطباع ده او لأ بس انا قولت اشارك معاكوا ولو على الاقل بفكره

ولكن ..
تمثال العذراء البرونزي ..
كرره نجيب محفوظ بمختلف الأوصاف، وأشار إلى دوره إشارة صريحة عندما زار أهل زهرة البنسيون لاستردادها، وقال على لسان عامر وجدي بما يعني أن لتمثال العذراء علاقة بنشاط البنسيون وبصاحبته مريانا وإنهم أدركوا ذلك ولكنهم كرهوا مصارحة زهرة برأيهم ..
ربما هي علاقة الاضداد، أي أن مع تهتك أخلاق هذه السيدة صاحبة البنسيون إلا أنها مازلت تتشبث بأهداب الفضيلة أو تريد أن تتظاهر أنها فاضلة مع أن بها كثير من النقائص
وأم كلثوم ..
ربما لأنها من المخضرمين، أي من عاصرت بكل تميزها الجيلين، جيل قبل الثروة وجيل بعد الثروة، وكانت هي القمة في كلا الزمنين، أي أنها أرض وسطى وقاعدة ثابتة، فهل يرمز بها إلى الشخصية المصرية الأصيلة ..
لأن من حوار بسيط حول أم كلثوم، قال عامر وجدي أنها الشيء الذي لا مثيل له في الماضي والحاضر
ولاحظت تكرارا أيضًا في إطلاق صفة هارون الرشيد، ولا يخفى على نجيب محفوظ أن أساطير الرفاهية والتمتع باللذات التي أحاطت بشخصية هارون الرشيد لم يكن لها أساسًا من الصحة إلا عند العامة، فلم أفهم الحكمة من التكرار مرتين

وهو ان البنت اللى هى مركز احداث الروايه هى بترمز لمصر
والاشخاص اللى على لسانهم احداث الروايه ..."
قرأت هذا التفسير من قبل، وهو وجيه صراحة
ربما أراد نجيب محفوظ أن تعبر عن آرائها في كل هذه التيارات في الصفحات الأخيرة التي تمثلث في حوارها مع عامر وجدي، وجعلها تمضي قدما متسلحة بالعلم والعمل والإصرار فكانت آخر عبارتها:
سأكون أحسن مما كنت هنا
ولن أنساك ما حييت أبدًا ..
--
لن تنسى مَن؟
ماضيها بكل ما يحمله من تراث وحكمة وتدين ونفاذ رأي متمثلا في شخصية عامر وجدي؟
--
بيني وبينكم لا أحب هذا الإأرهاق في محاولة تعليل كل حدث وموقف من أحداث الرواية، الأمر ممتع نعم، ويشكل لعبة ذهنية شيقة، ولكن ألا نحمّل الأمر أحيانًا فوق طاقته؟
لا يوجد تفسير فعلي لكل شاردة وواردة في كتابات محفوظ، فبعضها حتما أتى بشكل تلقائي أملته الأحداث، ولا يحمل بالضرورة معنى أو إشارة خفية.
لكن تكرار رموز بعينها لا يمكن أن يكون صدفة.
لكن تكرار رموز بعينها لا يمكن أن يكون صدفة.

ولكن فى نفس الوقت معروف عن محفوظ دقته الشديدة فى صياغة المواقف والأحداث وحتى فى اختيار أسماء الشخصيات والأماكن للإيحاء بفكرة يريد توصيلها وأيضا إهتمامه بالحوار الشديد التركيز, وفى هذه الرواية أشعر وكأن ليس هناك أى كلمة زائدة عن الحد أو ليست فى محلها. وهناك بالفعل الكثير من الأشياء والمواقف والمواضع فى الرواية يمكن اعتبارها رمز واضح لشىء ما
الصعوبة التى أجدها حتى الآن هى فى الفقرات الإعتراضية القصيرة - الفلاش باكات - ولا أستطيع أحيانا أن أتوصل لمعناها الحقبقى بالنسبة للشخصية
بعض الفقرات تحتاج بالفعل إلى إعادة القراءة بعد الانتهاء من قصة الشخص كي تقهم ما كانت ترمي إليه، ففقط على ضوء ما يليها يمكن تفسيرها.
وبالفعل محفوظ معروف بدقته، لكن ما هو تفسيرك لهذه الرموز التي ذكرتها والتي ذكرها يحيى
وبالفعل محفوظ معروف بدقته، لكن ما هو تفسيرك لهذه الرموز التي ذكرتها والتي ذكرها يحيى

أم كلثوم: لا أدرى. ربما بالفعل كما قلتِ يا إنجى أراد بها محفوظ الشىء الوحيد الذى اجتمع الجميع على حبه برغم اختلافهم فى كل شىء آخر. وأم كلثوم كان لها معجبين كثيرين فى أوربا [=ماريانا] . لكن يمكن أيضا أن تشير فقط إلى اعجاب محفوظ الشخصى بها. مثلها فى ذلك مثل شخصية عامر وجدى الوفدى القديم الذى به الكثير من سمات محفوظ نفسه الذى كان وفديا متحمسا- وهو الشىء الذى جعله ضد ثورة يوليو على طول الخط ولا يذكرها بأى خير - إلا نادرا-لا فى هذه الرواية ولا فى الرواية السابقة التى قرأناها: حديث الصباح والمساء
تمثال العذراء: ليس عندى أى فكرة إن كان يرمز لشىء محدد. فماريانا لا يمكن أن نزعم مثلا أنها رمز للمسيحية !! ولكن يمكن اعتبارها تمثل الدول الإستعمارية السابقة -ذات الخلفية الدينية المسيحية- التى كانت فى الخمسينات والستينات فى حالة انحسار, مثلها فى ذلك مثل ماريانا التى كانت طول الرواية تذكر أيام "مجدها وعزها" السابقين وكانت تحاول تعويض ذلك بالحصول على أى شىء وبأى ثمن. وفى هذه الحالة يمكن اعتبار جلوسها تحت تمثال العذراء- خاصة عند استقبال الزبائن الجدد - نوع من النفاق والتشدق بالدين والأخلاق لإعطاء انطباع بالبراءة والنقاء والذى هو على العكس تماما من حقيقتها. مثلها مثل الدول الغربية عندما تتشدق بالقيم الإنسانية والروحية فقط عندما يكون ذلك فى مصلحتها المادية
وموافق يحيى فى رأيه. زهرة يمكن أن تمثل مصر أو الشعب المصرى "الحقيقى" فى مقابل كل القوى السياسية التى تحاول الفوز بها أو السيطرة عليها أو نهبها. حتى الشخصيات الثانوية مثل جد زهرة وأسرتها أو صفية أو علية المدرسة أو بائع الجرائد يمكن أن نتصور دور لكل منهم فى هذه الخريطة السياسية: طبقات او شرائح اجتماعية مثلا

إذن فهو الأول والمنتهى، إن كان هو رمزا للماضي فهل لاحظتم أن كل تأثيره الفعّال انحصر في الماضي، ولم يتخط عتبة الماضي قط، أقصد هل حرّك عامر وجدي الأحداث في هذه الرواية؟، كان ساكنًا للغاية، وعندما نظرت إليه ماريانا لتستحثه على الكلام أثناء تواجد أهل زهرة، لم يقل إلا: فكري يا زهرة واختاري!
وعندما غادروا، طلبت زهرة منه رأيه (بصراحة)، فقال: (أتمنى) أن ترجعي إلى القرية، فاعترضت عليه، فكرر وقال: قلتُ (أتمنى) يا زهرة .. أقصد أن ترجعي وأن يكون في الرجوع سعادتك!
ما هذه الأمنية السلبية!، ويا لتناقضها مع دوره عندما كان شابًا ذا مواقف صلبة مشرفة كما تشي بذلك فقرات الفلاش باك!، فأمنيته الوحيدة في الرواية هو أن يُخلد ماضيه إذا ما عزم منصور باهي على تجميع برامجه في كتاب فالراديو لم يكن قد كان في زمانه الأول فلا يعترف بأهميته وبدوره!

ولكن ألا يعنى ذلك بالفعل كا قلت أن عامر وجدى رغم كل نياته الطيبة لا يمثل إلا الماضى الذى راح وانتهى والذى لا يمكن أن يكون له دور فعلى فى الأحداث الراهنة ؟ حتى مواقفه الماضية اعترف هو نفسه أنها كانت تعتمد أساسا على الخطابة والبلاغة لا "الفعل" ورغم ذلك غضب من حسنى علام عندما ضحك عليه وهو يعترف بذلك ! ومن وجهة نظر حسنى علام أيضا نجده يقول بسخرية ما معناه أن كل منا يرى نفسه بطلا وأنه لا يوجد شخص عادى فى هذه الحياة !
أظن أيضا أن امتناعه عن إبداء رأى واضح لزهرة لم يكن سلبيا أبدا, بل كان المقصود منه أن علينا أن نأخذ قرارنا بنفسنا بدون النظر إلى الماضى وبدون الإعتماد على أحد مهما بدت لنا نيته طيبة وخيرة

هذه الفقرة مثيرة للاهتمام، ولكن يناقض الامر إشارة نجيب محفوظ إلى أن ماريانا ولدت في مصر، وعندما ساءت بها الأحوال لم تفكر حتى في مجرد العودة إلى موطن أجدادها لأنها بكل بساطة كما قالت لا تعرف أحدا هناك ولم تذهب قط في حياتها
بينما الدول الاستعمارية هذه، رحلت إلى حيث تنتمي!
وتوجد إشارة أخرى إلى صورة (تمثال العذراء البرونزي) تكشف الكثير وهي عندما سألها طلبة مرزوق عن إعتقادها الديني، فقالت (بجد): لولا - صلب المسيح - لحلّت علينا اللعنة!
وهذا هو شعور المسيحين عند إرتكاب الذنوب، فهم يتذكرون أن المسيح لم يصلب إلا ليغفر لهم خطاياهم، فيقول الإنجيل (دم يسوع المسيح ابنه يطهّرنا من كل خطيّة)، إذن فماريانا لم تر في صورة العذراء إلا ابنها المسيح، ولم تر في المسيح - حسب عقيدتها - إلا أنه فادي البشر وأن الإيمان به يمحو كل الخطايا
--
مداخلة سخيفة من الأوبرا:
قال نجيب محفوظ أن ماريانا طويلة ورشيقة وعليها أثار العز الذاهب، ولكن في عرض الأوبرا قامت بدورها امرأة ممتلئة الجسم بشكل واضح، وكثيرة المرح!، وكل حديثها عربي ركيك للغاية، واختزلوا دورها في دور فكاهي قليل الأهمية!

بالنسبة للمثلة: نفس الشكل كان فى الفيلم !! الممثلة التى قامت بالدور كانت أيضا قصيرة وبدينة ! ربما تأثر صانعو الأوبرا بهذه الممثلة

ولكن ألا يعنى ذلك بالفعل كا قلت أن عامر وجدى رغم كل نياته الطيبة لا يمثل إلا الماضى الذى راح وانتهى والذى لا يمكن أن يكون له دور فعلى فى الأحداث الراهنة ؟ حتى مواقفه..."
اممم، لا أدري، ولكن مهلا ..
قلت:
حتى مواقفه الماضية اعترف هو نفسه أنها كانت تعتمد أساسا على الخطابة والبلاغة لا "الفعل"
..
أنسيت ما قاله حول أن هذا الزمن كان يحتاج قدرات البلغاء والخطباء أكثر من الحاجة إلى المهندسين، فلم تكن (الخطابة) عجزا، بل فعل واضح!، كان أهم شسء لمصر زمن الاحتلال أن يكون لديها صوت يُسمع في العالم الغربي، وهذا ما حققه سعد زغلول ومّن أتى بعده
قلت:
أظن أيضا أن امتناعه عن إبداء رأى واضح لزهرة لم يكن سلبيا أبدا, بل كان المقصود منه أن علينا أن نأخذ قرارنا بنفسنا بدون النظر إلى الماضى وبدون الإعتماد على أحد مهما بدت لنا نيته طيبة وخيرة
..
عندما حذر زهرة من الشباب، لم يكن لحديثه أهمية، لأنها ردت عليه سريعا وقالت أبي أخبرني ذلك!، فكأن ما قاله هو ما يقول الآباء في هذه المواقف في كل عصر، ثم أن محور وجوده هو الماضي فكيف تقول أنه يطالب بالبت في الأمر دون النظر إلى الماضي، فهو يخفف من آلام زهرة في النهاية ويقول لها أنه مر بكثير من اللحظات اليائسة وفكر كثيرا جدا في الانتحار، ولكن هاهو الآن لم يبق حوله من عثرات اليأس إلا ذكريات غامضة لا طعم ولا رائحة ولا معنى لها كأنا كانت من تجارب شخص آخر!
إذن فهو يدعوها إلى التأمل من الماضي، لتدرك أن ما مرّت به من مصاعب سيذهب وستجد (حظًا أسعد مما وجده في حياته) كما قال في الفصل الأول

التخفيف من الآلام والتحذير من شرور الشباب ودعوة زهرة للتأمل فى دروس الماضى كلها من وجهة نظر معينة طبعا "أفعال" ولها تأثير على الواقع. ولكن من وجهة نظر أخرى كانت كلها مجرد كلمات ومسكنات لا ترقى لدرجة الفعل الحقيقى القادر على تغيير الأوضاع فى العالم. و فى الستينات بالذات مع كل الحركات التحررية والثورية فى العالم ومع الحركات اليسارية المؤمنة بأهمية الفعل الذى يتجاوز الكلمات كانت هذه الأشياء لا تعنى شيئا ونجيب محفوظ نفسه حسب علمى كان متأثرا إلى حد ما بهذه الموجة. وحتى عامر وجدى فى الرواية أشار إلى أنه ترك الوفد بعد حادث 4 فبراير, وأتخيل ان هذا يعنى أنه غير تفكيره إلى موقف أكثر ثورية من الوفد الذى اتهم فى بعض الأحيان بمهادنة القصر والإنجليز


دائما ما تنتابني حالة من العجز عن التفكير عند قراءتي لإحدى هذه المصطلحات "الثقافية" التي لا أفهم ما وراء حروفها من معاني على وجه اليقين
!
على أي حال ..
أكثر ما أعجبني في رواية ميرامار هي ما قلته -أنتَ - من قبل، في أن هذه الرواية لا تحمل كلمة واحدة زائده عن الحد أو لا ضرورة لها، لا تطويل ممل، أو إيجاز مخل، ولا حشو بأي طريقة ممكنة، مع أن مساحة التكرار في رواية ميرامار تتيح التطويل لأنك تقرأ الحدث من زوايا مختلفة، ولكن أبدًا!، كل زاوية جاءت مكملة للأخرى ولا تطغي عليها،
ومنصور باهي، بالرغم من شخصيته الناعمة ومظهره الطفولي، ولكن ألم نحب فيه هذه (الفلتات الإنسانية) التي بدأت لأول مرة في الظهور في أمنيته في أن يسيء سرحان معاملة زهرة لينتقم منه بسبب ذلك

لقد استفدت منها كثيراً
:D
لم أنته سوى من نصف الرواية
بالنسبة لي بالفعل زهرة هي مصر اليافعة و الاصيلة ، و حولها الماضي و الحاضر و حيرة المستقبل المجهول
عامر كان الاب و ميراثها المتناقض من القيم و التيارات ، فهو مرجع لها و لكن ليس أداة اتخاذ قرار، بل أبرز ما بخلفية الماضي التي تحتوي المستعمر (ماريانا) و الاقطاعي الاسغلالي (طلبة) ، فهو الوحيد فعلا الذي يتمنى دفع زهرة للامام
عندي بعض الانطبعات عن الشخصيات الشبابية و لكني أريد الانتهاء من الرواية في البداية
الصديق منير :
مع سلبية دور عامر ، هل تتذكر حوارنا عن البلخي في ألف ليلة و ليلة ؟ و هنا مقولة على لسان عامر ، سعد باشا كان يستمع للكبار و لكن ينفذ أفكار الشباب ؟


لقد انتهيت من الرواية ، في الحقيقة شخصيتي حسني و سرحان كانتا واضحتين ، أما منصور باهي فقد احترت أمامه ؟
منصور باهي شخصية غريبة فعلا، رغم كونه من الشباب إلا أن القارئ يشعر دوما ً أنه يخفي تاريخاً مشيناً أو يحمل ذنباً يجدر بشيخ أن يتحمله وليس شاب.
فحسني وسرحان يحملان مشاكلهما الحالية، أما هو فيحمل عبء ماضيه.
أما الشيخان عامر وطلبة، فكلاهما أتيا إلى ميرامار حاملان ماضيهما، لكنه ليس ماض يخجلان منه، بل بالأحرى يفخران به.
فحسني وسرحان يحملان مشاكلهما الحالية، أما هو فيحمل عبء ماضيه.
أما الشيخان عامر وطلبة، فكلاهما أتيا إلى ميرامار حاملان ماضيهما، لكنه ليس ماض يخجلان منه، بل بالأحرى يفخران به.

ولو حاولنا "ترجمة" هذه الرموز يمكن أن نقول أن اليساريين أو الشيوعيين فى الخمسينات الذين تعرضوا لضربة شديدة من الأمن وسجنوا كلهم لمدة 4 أو 5 سنوات خرج أغلبهم من السجن وقد تهادنوا مع النظام لدرجة أن الكثير منهم تقلد مناصب صحفية وثقافية فى الحكومة حالما خرج من السجن ! وكان الثمن الذى دفعوه لذلك هو حل الحزب الشيوعى المصرى. وربما كان فى هذه الشخصية أيضا إدانة من المؤلف للمثقفين السلبيين المشغولين طول الوقت بقضاياهم وأوهامهم الذاتية وانعزالهم عن الحياة الحقيقية والفعل الحقيقى

أشكركم كثيراً على الرد
:)
التحليل التفصيلي للصديق منير أبهرني و جعلني أعيد تقييمي للرواية !

وأرجو أن يشارك الجميع بآراءهم وانطباعاتهم عن الرواية قبل أن ننشغل بالقراءات القادمة فى السنة الجديدة
وكل عام والجميع بخير وسعادة
عجيب كيف أن اهم الاقتباسات التي اعجبتني لمحفوظ اتت من ميرامار..
أهمها:
"أن تؤمن وأن تعمل فهذا هو المثل الأعلى،
ألا تؤمن فذاك طريق آخر اسمه الضياع،
أن تؤمن وتعجز عن العمل فهذا هو الجحيم."
هل علقت بأذهانكم تعبيرات مشابهة؟
أهمها:
"أن تؤمن وأن تعمل فهذا هو المثل الأعلى،
ألا تؤمن فذاك طريق آخر اسمه الضياع،
أن تؤمن وتعجز عن العمل فهذا هو الجحيم."
هل علقت بأذهانكم تعبيرات مشابهة؟

"الإسكندرية قطر الندى, نفثة السحابة البيضاء, مهبط الشعاع المغسول بماء السماء, وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع"
وهناك عدة أوصاف أخرى للإسكندرية ولسماءها وجوها خلال أحداث الرواية يعكس فى كل مرة الحالة النفسية للشخص الذى يصفها. مثلا وصف حسنى علام الملىء بالغضب والحنق والعدوانية والرغبة فى العنف والعراك. وأتمنى مرة أن أقرأ تحليل عن دور الإسكندرية فى روايات نجيب محفوظ وعلاقة أبطاله بها. هل لدى أحد أى أفكار أو انطباعات بهذا الخصوص ؟
وبالمناسبة قراءة ميرامار فى ديسمبر الأخير هذا كان له طعم خاص, إذ أنى بدأت قراءتها تقريبا فى نفس الوقت الذى بدأت فيه أول نوة شتوية فى الإسكندرية هذا العام فكان الجو هنا يشبه جدا الجو الخريفى/الشتوى الغالب على أحداث الرواية - والذى ربما ايضا قصد محفوظ أن يرمز به لفترة صعبة فى تاريخ مصر من وجهة نظره

ميرامار رواية دافئة وقعت في غرامها منذ كلماتها الشاعرية الأولى عن الإسكندرية ..
وفي اقتباسات أعجتني المقارقة فيها مثل:
كيف لا أؤمن بالله وانا أحترق في جحيمه
؟!
وفي الإيجاز واقع الشباب في قوله:
الشباب عدو الرضى
وعبارة عامر وجدي الأولى عندما تذكرته ماريانا، فقال في نفسه:
ها أنتِ تتذكرين، وها أنا أسترد وجودي الضائع
..
وهل لاحظ أحدكم أن نجيب محفوظ أخذ مقطع قصيدة لا تكذبي لكامل الشناوي، في فصل حسني علام، وهي:
إني رأيتكما معًا
هل تأثر به :P
:D
همم.. لم انتبه إلى ذلك الجزء الخاص بالقصيدة..
ولكن هل تعتقد انها فعلا ماخوذة عنها، ام مجرد تشابه عارض في استخدام المصطلحات؟
ولكن هل تعتقد انها فعلا ماخوذة عنها، ام مجرد تشابه عارض في استخدام المصطلحات؟

من المقولات التي تعلق بالذهن:
"منذا يزعم أنه عرف الإيمان. قد تجلى الله للأنبياء ونحن أحوج منهم إلى ذلك التجلي.”
"منذا يزعم أنه عرف الإيمان. قد تجلى الله للأنبياء ونحن أحوج منهم إلى ذلك التجلي.”

أما صورة ماريانا، فهي كما جاءت جلسة إستقراطية تحت صورة تمثال العذراء وثوبها الأنيق الكلاسيكي الطابع الفتوح قليلا عند الصدر، والتصفيفة الملكية (الشعر المرفوع لأعلى)، باختصار كل صور ماريانا في هذه الطبعة تدل على إنها سيدة كل حركاتها ولفتاتها تدل على نشاتها الاستقراطية وأن ضيوف ونزلاء بنسيونها كانوا حقًا من السادة الكبراء والباشوات كما تذكر باستمرار ..
أحسن الفنان (جمال قطب) كثيرا تصويره لهذه الشخصيات رغم أن نجيب محفوظ لم يتدخل قط في رسوماته أو يعطي له توجيهات خاصة، وإنما هو وبمجرد قراءته للرواية مرات عديدة، أخرج لنا هذه الرسوم الجميلة
بعض الرسومات التوضحية عامة تفسد الخيال، ولكن في أعمال نجيب محفوظ تسمو به وتساعد في إكمال الصورة

فماريانا لا يمكن أن نزعم مثلا أنها رمز للمسيحية !! ولكن يمكن اعتبارها تمثل الدول الإستعمارية السابقة -ذات الخلفية الدينية المسيحية- التى كانت فى الخمسينات والستينات فى حالة انحسار, مثلها فى ذلك مثل ماريانا التى كانت طول الرواية تذكر أيام "مجدها وعزها" السابقين وكانت تحاول تعويض ذلك بالحصول على أى شىء وبأى ثمن. وفى هذه الحالة يمكن اعتبار جلوسها تحت تمثال العذراء- خاصة عند استقبال الزبائن الجدد - نوع من النفاق والتشدق بالدين والأخلاق لإعطاء انطباع بالبراءة والنقاء والذى هو على العكس تماما من حقيقتها. مثلها مثل الدول الغربية عندما تتشدق بالقيم الإنسانية والروحية فقط عندما يكون ذلك فى مصلحتها المادية
ربما كان هذا الاستنتاج صائبا تماما، لأنني لا اظن أن نجيب محفوظ تعمد ذكر كيف أن أحداث ثورتي مصر أثرت في ماريانا أكبر الأثر، لم يذكر ذلك مثلا من أجل صنع مفارقة لافتة في الأمر، ولكن للإشارة أن القوى الاستعمارية تأثرت أكبر الأثر حقا مرتين خلال الثورة الأولى والثانية، فيبدو للأمر هنا مغزي لأن حكاية أثر الثورتين هذه تكررت أكثر من مرة في ميرامار

هل علقت بأذهانكم تعبيرات مشابهة؟ @
بالفعل الرواية عامرة بهذه التعبيرات التى راقتنى جدا منها :
*"يعجبنى الصدق فى القول و الاخلاص فى العمل و أن تقوم المحبة بين الناس مكان القانون"
*"رجعت و لى عند الله دعاءان:دعاء بأن يمن علىّ بحل مشكلة الايمان،ودعاء بألا يصيبنى مرض يقعدنى عن الحركة ،فلا أجد من يأخذ بيدى."
*"لن أتخلى عن واجبى مادام فىّ عرق ينبض ،ولتفعل بنا القوة ما تشاء"
*الشباب ينشد المغامرة،الشيخوخة تنشد السلامة"
*"نحن نعيش فى غابة يتعارك وحوشها على أسلابنا"
*"على الذى يرضى يهجر الديرأن يوطن النفس على معاشرة الأرذال"
*"لم يبق من الذين لم يدونوا أفكارهم الا سقراط"
*"الشباب عدو الرضا"
*"جميع من حولنا يتصرفون وكأنهم لا يؤمنون بأن الله موجود"
*و لى تعليق على قوله :" لو يخترع المخترعون للمعتزلين جهازا يبادلهم الحديث و السمر، أو شخصا الكترونيا يلاعبهم النرد،أو يركب لهم عينا جديدةتولع مرة أخرى ببنات الأرض و ألوان السماء"
وقد حدث..فكأن نجيب محفزظ كان مستبصرا لللمستقبل حين كتب هذه العبارة.
*لم أفهم من هو المقصود فى قول حسنى علام لنفسه "فريكيو لا تلمنى!"..فكأنما هو شخص آخر داخله ..يمثل ضميره؟!
لا زال لدى تعليقا آخرا سأقوله حينما يتسع لدى مجال لذلك.
آخر قراءاتنا لمحفوظ لهذا العام..
من بدأها؟ هل من خواطر مبدئية حولها أو حول ما تتوقعونه منها؟