حلقة قراء محفوظ Naguib Mahfouz RC discussion
مناقشات الكتب
>
ليالي ألف ليلة - سبتمبر/ أكتوبر 2010
date
newest »


مقولة عبد الله العاقل/جمصة البلطي في نهاية الرواية تلخص تلك الفكرة:
"من غيرة الحق أن لم يجعل لأحدٍ إليه طريقا، ولم يؤيس أحدا من الوصول إليه، وترك الخلق في مفاوز التحير يركضون، وفي بحار الظن يغرقون، فمن ظن أنه واصل فاصله، ومن ظن أنه فاصل منّاه، فلا وصول إليه ولا مهرب عنه، ولا بد منه."

وانا اتعجب من ذلك لان سن محفوظ عند تأليفها لم يكن كبيرا، ولكني اعتقد انها البصيرة النافذة والاستماع الجيد لتجارب الآخرين
Ahmed wrote: "مقولة عبد الله العاقل/جمصة البلطي في نهاية الرواية تلخص تلك الفكرة:
"من غيرة الحق أن لم يجعل لأحدٍ..."
فعلا هذه المقولة تلخص ما يريد، لكني رأيتها بشكل مختلف, فهي تلخص حكمة الرواية في السعي الدؤوب وراء الحق والعدل.
لكنها تؤكد في الوقت نفسه أنه لا وصول إليه فعلا، فكأنها تؤكد على المعنى القرآني للـ"تدافع" حيث يتدافع الناس، لكنهم لا يصلون إلى مبتغاهم أبدا، فيظلوا في حركة مستمرة دؤوبة، فتعمر الأرض بتدافعهم.
اعتقد ان الرواية تدور كذلك حول الرواية حرية الإرادة الإنسانية وضعف الإنسان أمام المغريات. وكيف يلصق الإنسان هزائمه، ضعفه وأخطائه بالظروف.
هل من تفسيرات أخرى لتلك المقولة؟ أو رؤية لمغزى
الرواية؟
Ayman wrote: "هذه الرواية والحرافيش واولاد حارتنا مملوءات بالحكمة والخبرة الانسانية العميقة
وانا اتعجب من ذلك لان سن محفوظ عند تأليفها لم يكن كبيرا، ولكني اعتقد انها البصيرة النافذة والاستماع الجيد لتجارب الآخرين"
أنت على حق، لكن ألا تعتقد أن روايات نجيب محفوظ بصفة عامة تحمل دوما في طياتها حكمة أو درس معين؟ أم انك لاحظتها فقط في هذه الروايات الثلات؟
"من غيرة الحق أن لم يجعل لأحدٍ..."
فعلا هذه المقولة تلخص ما يريد، لكني رأيتها بشكل مختلف, فهي تلخص حكمة الرواية في السعي الدؤوب وراء الحق والعدل.
لكنها تؤكد في الوقت نفسه أنه لا وصول إليه فعلا، فكأنها تؤكد على المعنى القرآني للـ"تدافع" حيث يتدافع الناس، لكنهم لا يصلون إلى مبتغاهم أبدا، فيظلوا في حركة مستمرة دؤوبة، فتعمر الأرض بتدافعهم.
اعتقد ان الرواية تدور كذلك حول الرواية حرية الإرادة الإنسانية وضعف الإنسان أمام المغريات. وكيف يلصق الإنسان هزائمه، ضعفه وأخطائه بالظروف.
هل من تفسيرات أخرى لتلك المقولة؟ أو رؤية لمغزى
الرواية؟
Ayman wrote: "هذه الرواية والحرافيش واولاد حارتنا مملوءات بالحكمة والخبرة الانسانية العميقة
وانا اتعجب من ذلك لان سن محفوظ عند تأليفها لم يكن كبيرا، ولكني اعتقد انها البصيرة النافذة والاستماع الجيد لتجارب الآخرين"
أنت على حق، لكن ألا تعتقد أن روايات نجيب محفوظ بصفة عامة تحمل دوما في طياتها حكمة أو درس معين؟ أم انك لاحظتها فقط في هذه الروايات الثلات؟

وهذه الطريقة الرمزية نجدها بكثرة فى أعمال محفوظ الأخيرة.
نقطة أخرى للمناقشة: ما الهدف من هذا العمل الجميل ؟ وما القيم التى أراد محفوظ أن يركز عليها أو الرسالة التى يريد أن يوصلها للقارىء ؟ وهل وفق فى ذلك ؟
النقطة الأخرى التى أريد إثارتها هى دور الجن والعفاريت والسحر وطاقية الإخفاء ... إلخ فى الرواية. ما رايكم : ما دور هذه الكائنات فى الرواية وإلام ترمز أو تشير ؟
لمن يريد دراسة متعمقة لهذه الرواية أنصحة بقراءة الدراسة الممتعة [ التى بدأت قراءتها فور إنتهائى من الرواية !!] للدكتور يحيى الرخاوى وهى موجودة على موقعه
www.rakhawy.org/a_site
القائمة الرئيسية - مؤلفات أدبية - كتب أدبية - قراءات فى نجيب محفوظ - القتل بين مقامى العبادة والدم فى ليالى الف ليلة
http://www.goodreads.com/book/show/92...
سأرد على الأسئلة واحدا بواحد إذا :))
أولا بالنسبة للهدف من العمل، سبق أن قلت أن الرواية عن حرية الإرادة الإنسانية وضعف الإنسان أمام المغريات.
كيف يلصق الإنسان هزائمه، ضعفه وأخطائه بالظروف.
يخاف أن يعمل من أجل التغيير او من اجل ما هو أفضل.
والرواية أيضاً عن العدل الذي يسود في النهاية عندما تستيقظ الضمائر.
واعتقد انه لهذا كان للجان والعفاريت هذاالتواجد المكثف، اعتقد انهم يرموزن للقدر بشكل ما.. سواء المغريات التي نقابلها في طريقنا، أو الضمير..
رأي محفوظ أنك مخير ولست مسير، فلا تتهرب من العمل واتباع الصواب والضمير طمعاً في سلطان.
مثال:
الحوار بين الجني سنجام وكبير الشرطة جمصة البلطي في فصل "جمصة البلطي":
ويتجلى التعبير عن حرية الإرادة الإنسانية كأروع ما يكون من خلال حوار الجنيان سنجام وسحلول عندما رغب سنجام في التدخل لإنقاذ البشر، في قصة "انيس الجليس"، فكان الرد الرائع لسحلول:
نقطة أخرى مهم أثارها محفوظ من خلال روايته وهي نقطة مرتبطة بفكرة "العدل".. إنه الحكم.
القصص المتعددة يربطها رابط واحد هو قصة شهريار وشهرزاد الأصلية.
وعلى الرغم من أن القصص تنتهي غالباً بنهاية سعيدة بحلول العدل في النهاية إلا أن الخط الدرامي الأساسي يشوبه التوجس والخوف، ويتجلى في خوف شهرزاد الدائم من أن شهريار لم يتغير وانه لا يزال على قسوته الأولى، متعطش للدماء، ولا يقيم للعدل وزناً. وهو القلق الذي يتلاشى شيئاً فشيئا، من خلال تدخل شهريار اكثر من مرة في نهايات القصص لتحقيق القصاص العادل.
ويظهر من خلال هذه القصة والنهايات الأليمة لأولي الأمر وأصحاب السلطة الفاسدين، رأي محفوظ في الحكم والحكّام وما يراه واحد من أهم شروط الحاكم الصالح. ويتجلى واضحاً من بتعبيراته المباشرة في الحوار بين المجنون وعبد الله البحري عقب ما حدث في قصة "أنيس الجليس" التي كادت أن تنتهي بفضيحة تودي بكبار رجال الدولة:
لي عودة مع شخصيات الرواية..
تحياتي :)
أولا بالنسبة للهدف من العمل، سبق أن قلت أن الرواية عن حرية الإرادة الإنسانية وضعف الإنسان أمام المغريات.
كيف يلصق الإنسان هزائمه، ضعفه وأخطائه بالظروف.
يخاف أن يعمل من أجل التغيير او من اجل ما هو أفضل.
والرواية أيضاً عن العدل الذي يسود في النهاية عندما تستيقظ الضمائر.
واعتقد انه لهذا كان للجان والعفاريت هذاالتواجد المكثف، اعتقد انهم يرموزن للقدر بشكل ما.. سواء المغريات التي نقابلها في طريقنا، أو الضمير..
رأي محفوظ أنك مخير ولست مسير، فلا تتهرب من العمل واتباع الصواب والضمير طمعاً في سلطان.
مثال:
الحوار بين الجني سنجام وكبير الشرطة جمصة البلطي في فصل "جمصة البلطي":
ما فكر رجل وهو يؤدي واجببي هذا إلا هلك..
إذن فأنت أدة بلا عقل..
عقلي في خدمة واجبي فحسب..
عذر من شانه أن يهدر إنسانية الإنسان..
ويتجلى التعبير عن حرية الإرادة الإنسانية كأروع ما يكون من خلال حوار الجنيان سنجام وسحلول عندما رغب سنجام في التدخل لإنقاذ البشر، في قصة "انيس الجليس"، فكان الرد الرائع لسحلول:
"وهبهم الله ما هو خير منكم(يقصد الجان أصحاب الخوارق والمعجزات)، العقل والروح!"
نقطة أخرى مهم أثارها محفوظ من خلال روايته وهي نقطة مرتبطة بفكرة "العدل".. إنه الحكم.
القصص المتعددة يربطها رابط واحد هو قصة شهريار وشهرزاد الأصلية.
وعلى الرغم من أن القصص تنتهي غالباً بنهاية سعيدة بحلول العدل في النهاية إلا أن الخط الدرامي الأساسي يشوبه التوجس والخوف، ويتجلى في خوف شهرزاد الدائم من أن شهريار لم يتغير وانه لا يزال على قسوته الأولى، متعطش للدماء، ولا يقيم للعدل وزناً. وهو القلق الذي يتلاشى شيئاً فشيئا، من خلال تدخل شهريار اكثر من مرة في نهايات القصص لتحقيق القصاص العادل.
ويظهر من خلال هذه القصة والنهايات الأليمة لأولي الأمر وأصحاب السلطة الفاسدين، رأي محفوظ في الحكم والحكّام وما يراه واحد من أهم شروط الحاكم الصالح. ويتجلى واضحاً من بتعبيراته المباشرة في الحوار بين المجنون وعبد الله البحري عقب ما حدث في قصة "أنيس الجليس" التي كادت أن تنتهي بفضيحة تودي بكبار رجال الدولة:
فقال الصوت (عبد الله البحري):
إني اعجب لشأنك..
لماذا؟
طالما قتلت المنحرف لانحرافه، فما بالك تجنب الآثمين الفضيحة؟
فقال المجنون بأسى:
أشفقت ان يصبح الصباح فلا تجد الرعية سلطاناً ولا وزيراً ولا حاكماً ولا كاتم سر ولا رجل الأمن فيأخذها أقوى الأشرار..
وهل أجدت حكمتك؟
أراهم يعملون وقد ملأ الحياء قلوبهم وقد خبروا ضغف الإنسان..
فهمس عبد الله البحري:
في مملكتنا المائية نجعل الحياء شرطاً ضمن شروط عشرة يجب أن تتوافر في حكامنا..
فقال المجنون متنهداً:
ويل للناس من حاكم لا حياء له.
لي عودة مع شخصيات الرواية..
تحياتي :)

أعجبنى رأيك وتحليلك للرواية
وعندى تعليق على كلامك. تقولين "واعتقد انه لهذا كان للجان والعفاريت هذاالتواجد المكثف، اعتقد انهم يرمزون للقدر بشكل ما.. سواء المغريات التي نقابلها في طريقنا، أو الضمير" .. وأوافقك على التخمين الأخير: قمقام وسنجام بالذات لا يرمزون إلا للجزء الداخلى من الأشخاص الذين "ظهروا" أو تجسدوا لهم. هم فى الحقيقة ليسوا مجرد رموز وإنما هم تجسيد لجزء فعلى من صنعان الجمالى ومن جمصة البلطى. الجزء الداخلى من كل واحد منا والذى لا يريد أن يراه أو يعى به أو يعترف بوجوده.
وفى تعليق سابق على نفس الرواية عبر الصديق أحمد http://www.goodreads.com/user/show/21... عن إعجابه بوصف محفوظ الرائع لظهور العفريت أول مرة http://www.goodreads.com/book/show/59...
Sep 03, 2009 تعليق أحمد فى
"شعر بنفاذ وجود جديد هيمن علي المكان فآمن بمقدم عفريت آخر وأيقن بالضياع"
وأيضا: " وإذا بوجود ثقيل يقتحم وجوده المتهافت..." وأيضا " لم يفز بالراحة المنشودة ولكنه طرح تحت ثقل وجود غليظ احتل جوارحه"
وهى كلها تعبيرات تبدو غامضة ولكن يمكن أن نفسرها ببساطة أنها لا تعنى إلا شىء واحد: ما عفريت إلا بنى آدم !! وهذا الوجود الغامض الذى يحتل جوارح الإنسان ويقتحم وجوده فى ساعات الخلوة أو ما بين اليقظة والمنام ما هو إلا الجزء الخفى من وجودنا الذى نأبى أن نعترف به فنسميه عفريت أو شيطان أو روح شرير .. إلخ. وبهذا المعنى يكون قمقام هو الجزء الداخلى من صنعان الجمالى, وسنجام هو الجزء الداخلى من جمصة البلطى. كل واحد من هذين الشخصين كان يعيش على الفساد بدرجات متفاوتة: التاجر يدارى أخطاؤه بمزيد من فعل الخير والتدين الظاهرى وكبير الشرطة يبرر قسوته بأنه يؤدى واجبه ويوصف بأنه " لا يخلو دائما من عواطف طيبة ومن ذكريات دينية ولكنه لا يجد بأسا من ممارسة الإنحراف فى عالم منحرف". حتى تحين لحظة ما يختل فيها هذا التوازن فتقفز المشاعر الداخلية غير راضية عن هذه الحياة المنافقة, تقفز فجأة أمام كل منهما فى صورة عفريته الداخلى يواجهه بأفكاره ومشاعره التى كان يكبتها طوال الوقت
فكرة ممتازة فعلا! يبدو أن العلاقة بين الجان والعفاريت وبين الضمير في هذه الرواية أكبر مما ظننت أيضا!
كان واضحا انهم يلعبون دور الضمير، لكني لم أفكر في تفسير الإحساس القوي بحضورهم بهذا الشكل من قبل.. :D
كان واضحا انهم يلعبون دور الضمير، لكني لم أفكر في تفسير الإحساس القوي بحضورهم بهذا الشكل من قبل.. :D
حسنا أعود للحديث عن شخصيات الرواية..
الصديق العزيز منير قال:
Mounir wrote: "فى رأيى إن الشخصيات لم تكن مرسومة بدقة وأن هذا كان متعمدا لسبب منهجى فى الرواية: لا يريد محفوظ هنا أن يرسم شخصيات بالمعنى المفهوم فى الروايات التقليدية مثل الثلاثية وإنما كل شخصية هنا وكل تصرف تقوم..."
أوافقك في الرأي إلى حد ما مع التحفظ على ذلك تجاه بعض الشخصيات..
أغلب الشخصيات بسيطة، إما خيرة أو شريرة، وإن كان محفوظ من خلال نسجه لأحداث الرواية يؤكد على الضعف الإنساني كأحد أبعاد شخوصه، فحتى الخيرين يضعفون أحيانا، مما يضفي أحياناً أبعاداً جديدة على الشخصية.
الاستثناء هنا يتمثل في شخصية شهريار التي تتكشف أبعادها طبقات جديدة مع كل قصة، حيث يزداد رهافة، وحزناً، وهو ما يؤدي إلى تطور الشخصية مع الوقت.
أما الشخصية الأروع على الإطلاق، فهي شخصية جمصة البلطي/ عبد الله الحمال/ عبد الله البري/ المجنون/ عبد الله العاقل
لاحظ أولا اتصاف أغلب الأسماء بعبد الله، إلا الأول الذي صاحب الشخصية "الشريرة" والذي اعتقد أن كلمة "بلطي" لها فيه دلالة كبيرة.. ألا تعتقدون أنه يدل على التلاعب والمراوغة، أو القوة الغاشمة والقسوة (الأولى لو نطقتها بضم الباء، والثانية لو نطقتها بفتح الباء!).
هل أكون مبالغة لو قلت أن التقارب الشديد ما بين كلمتي "البلطي" و"البلطجي” قد تكون ذات دلالة؟ ربما، فالشخصية لم تكن بهذا الشر منذ البداية أساساً فلا داعي لتحميلها أكثر مما تحتمل)
قصة جمصة البلطي من بين القصص التي شكلت خطاً درامياً شديد التماسك صاحب الرواية من أولها إلى آخرها. وهي من أكثر الشخصيات ذات الأبعاد، شخصية مركبة، كان من الرائع مراقبة تحولاتها التدريجية حتى انتهت إلى ما انتهت إليه.
جمصة البطي من أكثر الشخصيات ثراء. ويصدق عليه مقولة "الذي اقترب ورأي"، حيث بدأ "شريراً" فعوقب عقاباً غير بشري، كفيل بأن يؤدي بأي إنسان إلى الجنون، لكن هذا العقاب في الوقت ذاته فصله علن الوقائع الدنيوية البشرية اليومية التي أدت بالآخرين إلى الضعف والهلاك، فجعلته "مراقب" لما يحدث، مما جعله في النهاية أكثر حكمة وشفافية بل وصوفية في بعض الأحيان، فشكل على مر الرواية صوت الضمير لأبطالها. ذلك الذي يتفوه بالحكمة في شكل كلمات رجل مجنون يهذي، فلا تنفذ كلماته إلا إلى أعماق الشخص الذي يعرف الإثم الذي يرتكبه، وهو ما حدث أكثر من مرة على طول الرواية.
صوت الضمير أيضاً في هذه الرواية الشيخ "عبد الله البلخي" الذي كان يتفوه دوماً بالكلام الملغز ولكن يفهمه الشخص المعني جيداً.
الغريب أن هذه الشخصية توارت بالتدريج مع طغيان شخصية جمصة البلطي على النص، حتى عادت للظهور في قصة علاء الدين أبو الشامات، لكنها عادت بكشل أكثر "بشرية"، حيث هو الشيخ الأب، وليس فقط الشيخ الصوفي.
ولا أرى تبريراً واضحا لإخفاء الشخصية ثم العودة إلى إبرازها، إلا حاجة محفوظ إلى "صوت الضمير" لشخوصه، فما كان منه إلا إبراز شخصية الشيخ عبد الله البلخي، في انتظار نضوج شخصية عبد الله العاقل حتى تأتي وتحتل هذا المنصب. ومن هنا كانت العودة المتواضعة للشيخ البلخي، فلم يعد يحتل منصب "صوت الضمير" بنفس القوة التي كانت له في البداية.
أعتقد أن من برز الأمثلة على ذلك النوع من "حوار الضمير"، ذلك الذي دار بين الشيخ عبد الله البلخي وبين جمصة البلطي كبير الشرطة في قصة “جمصة البلطي”:
الصديق العزيز منير قال:
Mounir wrote: "فى رأيى إن الشخصيات لم تكن مرسومة بدقة وأن هذا كان متعمدا لسبب منهجى فى الرواية: لا يريد محفوظ هنا أن يرسم شخصيات بالمعنى المفهوم فى الروايات التقليدية مثل الثلاثية وإنما كل شخصية هنا وكل تصرف تقوم..."
أوافقك في الرأي إلى حد ما مع التحفظ على ذلك تجاه بعض الشخصيات..
أغلب الشخصيات بسيطة، إما خيرة أو شريرة، وإن كان محفوظ من خلال نسجه لأحداث الرواية يؤكد على الضعف الإنساني كأحد أبعاد شخوصه، فحتى الخيرين يضعفون أحيانا، مما يضفي أحياناً أبعاداً جديدة على الشخصية.
الاستثناء هنا يتمثل في شخصية شهريار التي تتكشف أبعادها طبقات جديدة مع كل قصة، حيث يزداد رهافة، وحزناً، وهو ما يؤدي إلى تطور الشخصية مع الوقت.
أما الشخصية الأروع على الإطلاق، فهي شخصية جمصة البلطي/ عبد الله الحمال/ عبد الله البري/ المجنون/ عبد الله العاقل
لاحظ أولا اتصاف أغلب الأسماء بعبد الله، إلا الأول الذي صاحب الشخصية "الشريرة" والذي اعتقد أن كلمة "بلطي" لها فيه دلالة كبيرة.. ألا تعتقدون أنه يدل على التلاعب والمراوغة، أو القوة الغاشمة والقسوة (الأولى لو نطقتها بضم الباء، والثانية لو نطقتها بفتح الباء!).
هل أكون مبالغة لو قلت أن التقارب الشديد ما بين كلمتي "البلطي" و"البلطجي” قد تكون ذات دلالة؟ ربما، فالشخصية لم تكن بهذا الشر منذ البداية أساساً فلا داعي لتحميلها أكثر مما تحتمل)
قصة جمصة البلطي من بين القصص التي شكلت خطاً درامياً شديد التماسك صاحب الرواية من أولها إلى آخرها. وهي من أكثر الشخصيات ذات الأبعاد، شخصية مركبة، كان من الرائع مراقبة تحولاتها التدريجية حتى انتهت إلى ما انتهت إليه.
جمصة البطي من أكثر الشخصيات ثراء. ويصدق عليه مقولة "الذي اقترب ورأي"، حيث بدأ "شريراً" فعوقب عقاباً غير بشري، كفيل بأن يؤدي بأي إنسان إلى الجنون، لكن هذا العقاب في الوقت ذاته فصله علن الوقائع الدنيوية البشرية اليومية التي أدت بالآخرين إلى الضعف والهلاك، فجعلته "مراقب" لما يحدث، مما جعله في النهاية أكثر حكمة وشفافية بل وصوفية في بعض الأحيان، فشكل على مر الرواية صوت الضمير لأبطالها. ذلك الذي يتفوه بالحكمة في شكل كلمات رجل مجنون يهذي، فلا تنفذ كلماته إلا إلى أعماق الشخص الذي يعرف الإثم الذي يرتكبه، وهو ما حدث أكثر من مرة على طول الرواية.
صوت الضمير أيضاً في هذه الرواية الشيخ "عبد الله البلخي" الذي كان يتفوه دوماً بالكلام الملغز ولكن يفهمه الشخص المعني جيداً.
الغريب أن هذه الشخصية توارت بالتدريج مع طغيان شخصية جمصة البلطي على النص، حتى عادت للظهور في قصة علاء الدين أبو الشامات، لكنها عادت بكشل أكثر "بشرية"، حيث هو الشيخ الأب، وليس فقط الشيخ الصوفي.
ولا أرى تبريراً واضحا لإخفاء الشخصية ثم العودة إلى إبرازها، إلا حاجة محفوظ إلى "صوت الضمير" لشخوصه، فما كان منه إلا إبراز شخصية الشيخ عبد الله البلخي، في انتظار نضوج شخصية عبد الله العاقل حتى تأتي وتحتل هذا المنصب. ومن هنا كانت العودة المتواضعة للشيخ البلخي، فلم يعد يحتل منصب "صوت الضمير" بنفس القوة التي كانت له في البداية.
أعتقد أن من برز الأمثلة على ذلك النوع من "حوار الضمير"، ذلك الذي دار بين الشيخ عبد الله البلخي وبين جمصة البلطي كبير الشرطة في قصة “جمصة البلطي”:
فقال متشجعا (يقصد جمصة البلطي):
ما أعذك يا مولاي! الحقيقة أن لدي حكاية أود لأن تسمعها..
فقال بزهو:
لا رغبة لي في ذلك..
يجب أن اتخذ قراراً وهيهات ان يدرك كغزاه دون سرد الحكاية..
القرار كاف لإداراك مغزى الحكاية..
فقال بقلق:
الأمر يحتاج إلى مشاورة..
كلا. إنه قرارك وحدك..
فقال بتوسل:
اسمع حكايتي العجيبة..
فقال بهدوئه:
كلا يهمني أمر واحد..
فسأله بلهفة:
ما هو يا مولاي؟
أن تتخذ قرارك من أجل الله وحده..
فقال بحيرة:
لذلك أحتاج إلى الرأي..
فقال الشيخ بهدوء حازم:
الحكاية حكايتك وحدك والقرار قرارك وحدك..
شباب أعذروني لو كانت تعليقاتي طويلة، الأمر أنني أكتب ملاحظاتي أثناء القراءة أولا بأول فتتجمع عندي كمية هائلة من التعليقات بعد أن انتهي، وحين أرتبها اكتشف انني كتبت تعليقاً طويلا قعلا، ربما أشعر البعض بعدم الراحة في متابعة الموضوع.

أظن فى موضوع عن رواية لنجيب محفوظ من حقك و من حقنا جميعا أن نكتب تعليقات طويلة كما نشاء لأن عمق الكتابة يفرض علينا ذلك
وربما أبرر بذلك لنفسى ايضا بعض تعليقاتى الطويلة !!؟؟
منير شكرا على التشجيع.. :)
ملاحظة لابد منها..
استغربت للقصة التي رواها الشيخ عبد الله البلخي لعلاء الدين أبو الشامات، قصة الوريقات التي طلب منه رميها في النهر فلم يقدر حتى إذا رماها انشق النهر وظهر صندوق تلقف الوريقات ثم عاد إلى الماء.
هذه القصة بحذاقيرها هي قصة "اكسكاليبر" سيف الملك آرثر الأسطوري. فحين كان الملك آرثر على فراش الموت، طلب من أحد فرسان مائدته المستديرة أن يأخذ سيفه الشهير أكسكاليبر، الذي استخرجه وهو طفل من الحجر، وأن يلقيه في البحيرة. لكن الفارس لم يطاوعه قلبه على خسارة هذا السيف العظيم فاحتفظ به، وحين عاد سأله الملك، هل ألقيته، فأجاب نعم، فقال فماذا رأيت، فقال لا شيئ، فقال إذا لم تلقي به، وأعاده إلى البحيرة من جديد.. ثلاث مرات يذهب الفارس إلى البحيرة ويعود دون أن يلقي السيف، حتى إذا ما عاد في المرة الأخيرة ألقاه، فإذ بيد تظهر من تحت الماء، تتلقف السيف قبل أن يصل إلى صفحة الماء، تطوحه في الهواء ثلاث مرات ثم تسحبه وتعود به إلى قاع البحيرة.
هي أسطورة مشهورة اقتبسها محفوظ.
فهل أنتم على علم بتكرار اقتباسه لأسطاير مشابهة ولو في أعمال أخرى؟
ملاحظة لابد منها..
استغربت للقصة التي رواها الشيخ عبد الله البلخي لعلاء الدين أبو الشامات، قصة الوريقات التي طلب منه رميها في النهر فلم يقدر حتى إذا رماها انشق النهر وظهر صندوق تلقف الوريقات ثم عاد إلى الماء.
هذه القصة بحذاقيرها هي قصة "اكسكاليبر" سيف الملك آرثر الأسطوري. فحين كان الملك آرثر على فراش الموت، طلب من أحد فرسان مائدته المستديرة أن يأخذ سيفه الشهير أكسكاليبر، الذي استخرجه وهو طفل من الحجر، وأن يلقيه في البحيرة. لكن الفارس لم يطاوعه قلبه على خسارة هذا السيف العظيم فاحتفظ به، وحين عاد سأله الملك، هل ألقيته، فأجاب نعم، فقال فماذا رأيت، فقال لا شيئ، فقال إذا لم تلقي به، وأعاده إلى البحيرة من جديد.. ثلاث مرات يذهب الفارس إلى البحيرة ويعود دون أن يلقي السيف، حتى إذا ما عاد في المرة الأخيرة ألقاه، فإذ بيد تظهر من تحت الماء، تتلقف السيف قبل أن يصل إلى صفحة الماء، تطوحه في الهواء ثلاث مرات ثم تسحبه وتعود به إلى قاع البحيرة.
هي أسطورة مشهورة اقتبسها محفوظ.
فهل أنتم على علم بتكرار اقتباسه لأسطاير مشابهة ولو في أعمال أخرى؟

لطيفة جدا ملاحظتك بخصوص أسطورة الملك آرثر والأساطير التى يستخدمها محفوظ
محفوظ له باع طويل فى إقتباس الأساطير والحكايات الشعبية وتطويعها لتناسب أغراض الكتابة عنده. ليالى ألف ليلة هى أهم مثال لذلك: إقتباس فكرة الحكايات وإستخدام أشخاص الحكايات وحتى إدخال شهرزاد وشهريار ضمن الحكايات نفسها وإختلاطهم بشخوص الحكايات التى كانت فى الأصل تحكيها شهرزاد لمجرد التسلية
فى بداية أول رواياته الفرعونية "عبث الأقدار" ضمن محفوظ حكاية مشهورة من التراث الشعبى الفرعونى عن خوفو وكيف كانت الحاشية التى حوله تحاول تسليته
وأظن أيضا لو بحثنا فى أعماله الرمزية مثل حكايات حارتنا وأولاد حارتنا وملحمة الحرافيش ورأيت فى ما يرى النائم لا ورحلات إبن فطومة لا بد أننا سنجد كثير من الأمثولات أوالأساطير أو الحكايات الرمزية المشهورة عند كل الشعوب
وبمناسبة الحكاية التى رواها الشيخ عبدالله البلخى وأقواله الأخرى الغامضة شعرت فعلا بغموض دوره فى الرواية: أحيانا يبدو رمزا للإتجاه الصوفى الزاهد الذى يدعو للتخلى عن كل شىء وتكريس الحياة كلها للعبادة. وأحيانا نجده يشجع أبطال الرواية - فقط عندما يذهبون إليه وهم "فى مقام الحيرة" - يشجعهم بطريقة غير مباشرةعلى إتخاذ خطوات حاسمة وأحيانا عنيفة فى حياتهم وحياة الآخرين. فهل يريد أن يقول أن العبادة ومقاومة الظلم ما هما إلا وجهين لشىء واحد ؟ خاصة وأن الكثير من أبطال الرواية حائرون فى اختياراتهم لما يجب أن يفعلوه وهو ماعبر عنه البلخى بعبارة "الحيرة بين مقامى العبادة والدم". لكن الشيخ عبدالله البلخى فى الثلث الأخير من الرواية - وهو كما يرى د. يحيى الرخاوى الجزء الأضعف فيها - يبدو كما لو أنه يتراجع إلى دور العابد الزاهد الغارق فى الغيبيات التى لا يفهمها أحد والذى يبرر كل الكوارث التى تنزل بالشخصيات الطيبة - وأجد نفسى هنا لا أستطيع التعاطف مع دوره السلبى هذا
أجمل عبارة عجبتنى فى الرواية كلمات جمصة البلطى وهو يناجى نفسه بعد القبض عليه : " حل به هدوء وصفاء ذهن وعلت فى وجدانه موجة الشجاعة الخارقة فشعر بأنه يخطو فوق جلاديه وبأنه لا يبالى الموت بأى قدر جاء. وقال لنفسه أن الإنسان أعظم مما تصور, وأن الدنايا التى إقترفها لم تكن جديرة به على الإطلاق وأن الإذعان لسطوتها كان هوانا دفعه إليه السقوط والتنكر لطبيعته الإنسانية"
هل يمكن ان يشير كل منا إلى العبارة التى أثرت فيه أو التى يراها تمثل مفتاحا للرواية أو تركيزا للأفكار التى يطرحها نجيب محفوظ ؟
بالنسبة لي هي الجملة الختامية:
"من غيرة الحق أن لم يجعل لأحدٍ إليه طريقا، ولم يؤيس أحدا من الوصول إليه، وترك الخلق في مفاوز التحير يركضون، وفي بحار الظن يغرقون، فمن ظن أنه واصل فاصله، ومن ظن أنه فاصل منّاه، فلا وصول إليه ولا مهرب عنه، ولا بد منه."
ليس فقط لأنها تلخص فكرةالرواية كما فهمتها، ولكن لأنها تلخص واحدة من الحكم التي اؤمن بها بشدة، وعلى ضوئها أفسر الكثير من تاريخ البشرية..
لكن هذا لا يمنع ان الرواية حافلة بالتعبيرات الذكية الأخرى التي التي أعجبتني.
"من غيرة الحق أن لم يجعل لأحدٍ إليه طريقا، ولم يؤيس أحدا من الوصول إليه، وترك الخلق في مفاوز التحير يركضون، وفي بحار الظن يغرقون، فمن ظن أنه واصل فاصله، ومن ظن أنه فاصل منّاه، فلا وصول إليه ولا مهرب عنه، ولا بد منه."
ليس فقط لأنها تلخص فكرةالرواية كما فهمتها، ولكن لأنها تلخص واحدة من الحكم التي اؤمن بها بشدة، وعلى ضوئها أفسر الكثير من تاريخ البشرية..
لكن هذا لا يمنع ان الرواية حافلة بالتعبيرات الذكية الأخرى التي التي أعجبتني.

أقترح أن نستمر فى التعليق على ليالى ألف ليلة حتى إلى منتصف الشهر القادم لكى نعطى فرصة لمن لم يتمكن من الإنتهاء منها حتى الآن. ما رأيكم فى ذلك ؟
وفى نفس الوقت يجب أن نفكر من الآن أى رواية لنجيب محفوظ سنقرأها معا الشهر القادم.وكنت قد اقترحت سابقا أن رواية متوسطة الحجم يمكن قراءتها فى شهر واحد والروايات الضخمة يمكن أن نخصص لها شهرين. ويمكن أن نأخذ فى الإعتبار أن عيد ميلاد نجيب محفوظ سيحل فى 11 ديسمبر فيمكننا أن "نحتفل" بهذه المناسبة بتخصيص أحد أعماله المتميزة فى هذا الشهر [ ولو إن من ناحية معينة أعماله كلها متميزة !!]
فليتفضل الجميع بإبداء إقتراحاتهم
مع خالص تحياتى

تحياتي

فليكن ذلك حافزا لك لكى تنتهى منها فى وقت مناسب
نريد أن نقرأ تعليقاتك على الرواية قريبا
أتمنى لك قراءة ممتعة
من الصعب مناقشة رواية كل شهر على اي حال، فهذا لن يترك الوقت لقراءة أي شيئ آخر :)
أوافق على هذا الاقتراح ايضا حتى نترك الوقت لمن لم ينتهي منها بعد..
أوافق على هذا الاقتراح ايضا حتى نترك الوقت لمن لم ينتهي منها بعد..

أنا في العادة لي معدل أسرع في القراءة و لكن ضغوط الحياة
:(
أصوت لميرامار ، أريد قراءتها منذ فترة!

و لا أعتقد أن لدي الكثير لكي أضيفه ، ففعلاً كانت بالنسبة لي الشخصيات هي نماذج لكيفية تعامل الانسان مع القدر ، أو مفهومه للقدر و مفهومه للضمير ، و هل الانسان مسير أم مخير .
أنا أيضاً لم أقتنع بشخصية الشيخ عبدالله البلخى ، و لم أشعر برسالة واضحة ..
شخصيتان وقفت أمامهما طويلاً ، و هما اللذان ربطا الرواية من بدايتها الى نهايتها ، شهريار و جمصة البلطي ، الشخصيتان يمثلان السلطة ، و تناولت الرواية تطورهما الايجابي مع مرور الأحداث ، خرج البلطي من السلطة بأحداث دامية مزلزلة و تطهر و عاد الى السلطة ، شهريار ظل على العرش ، اقترب من العامة ، و استطاع حسن اختيار حاشيته بالتديج ليقيم العدل ، ثم اختار التنحي بإرادته الحرة للتطهر الذاتي ، أتساءل ان كان لهذا أي اسقاطات خاصة؟
وقفت كثيراً أمام آخر قصة (البكاؤن) ...خروج آدم من الجنة : يحيا الانسان في هذه الدنيا باكياً ، لاعناً خروجه منها ، ثم ينتهي بالحكمة التي تفضلت انجي و أوردتها ، كملخص لماوراء متناقضات الحياة
.
ملحوظة :
لم يسنح لي الوقت بقراءة بدراسة الدكتور يحيى الرخاوى
Nile daughter wrote: "لقد انتهيت لتوي من الرواية و سمحت لنفسي أخيراً بقراءة هذه المناقشة ،و كنت سعيدة جداً بذلك ، حيث وجهتني لمزيد من الإمعان في التفكير حول شخصيات و أحداث الرواية .
و لا أعتقد أن لدي الكثير لكي أضيف..."
أحييكي على تحليلك لقصة شهريار.. لم يخطر عليى بالي من "قبل، لكني أوافقك عليه جدا، وكذلك قصة "البكاؤون..
كنت أشعر أن البكائين منفصلة قليلاً عن أحداث الرواية، لو كانت قد انتزعت منها لما أحدثت فرقا في السياق.. لكن هذا التفسير يضعها في نفس سياق باقي القصص والشخصيات، تضعنا مرة أخرى امام القدر والاختيار..
ومبروك انهاءك الرواية في الوقت المناسب تماما :))
و لا أعتقد أن لدي الكثير لكي أضيف..."
أحييكي على تحليلك لقصة شهريار.. لم يخطر عليى بالي من "قبل، لكني أوافقك عليه جدا، وكذلك قصة "البكاؤون..
كنت أشعر أن البكائين منفصلة قليلاً عن أحداث الرواية، لو كانت قد انتزعت منها لما أحدثت فرقا في السياق.. لكن هذا التفسير يضعها في نفس سياق باقي القصص والشخصيات، تضعنا مرة أخرى امام القدر والاختيار..
ومبروك انهاءك الرواية في الوقت المناسب تماما :))
Nile daughter wrote: "لقد انتهيت لتوي من الرواية و سمحت لنفسي أخيراً بقراءة هذه المناقشة ،و كنت سعيدة جداً بذلك ، حيث وجهتني لمزيد من الإمعان في التفكير حول شخصيات و أحداث الرواية .
و لا أعتقد أن لدي الكثير لكي أضيف..."
بنت النيل، رأيت أنك اعطيتي الرواية 4 نجوم، بينما أعطاها أغلبنا 5، يعتريني الفضول كي اعرف ما سبب إنقاصك إحدى النجمات؟
:)
و لا أعتقد أن لدي الكثير لكي أضيف..."
بنت النيل، رأيت أنك اعطيتي الرواية 4 نجوم، بينما أعطاها أغلبنا 5، يعتريني الفضول كي اعرف ما سبب إنقاصك إحدى النجمات؟
:)

كنت أشعر أن البكائين منفصلة قليلاً عن أحداث الرواية، لو كانت قد انتزعت منها لما أحدثت فرقا في السياق.. لكن هذا التفسير يضعها في نفس سياق باقي القصص والشخصيات، تضعنا مرة أخرى امام القدر والاختيار..
ومبروك انهاءك الرواية في الوقت المناسب تماما :))
..."
أشكرك على هذا التعليق المشجع على تحليلي الضئيل أما م ما قرأته هنا :)
بالنسبة للتقييم : خطأ مطبعي مع السرعة و شكراً للتنبيه، و لكن كشهادة حق ساورتني (4 نجوم) اذ تمنيت أن يكون رمز الشيخ عبدالله البلخى أكثر قوة ، حيث أن الدين هنا سلبي لم يمنع شر و لم يقدم خير ، كان بعيداً متأملاً ، و ان عدت و قلت ربما يقصد (استفت قلبك) فهو الاساس و للكل في طريقه القياس ، ربما

غموض شخصية البلخى وغموض موضوع البكائين أظن أن له علاقة بتحول سلبى فى الخط العام للرواية: النصف الأول أو ثلثى الرواية قوى وفيه مواجهة وتعامل مع القوى الخفية للإنسان سواء خيرة أو شريرة أو مسالمة أو عنيفةز ومن هنا الدور القوى والإيجابى لجمصة البلطى طوال هذه الأجزاء. ومن هنا أيضا جاءت "جرائم" القتل والعنف لتعبر عن توظيف القوى العدوانية داخلنا من أجل خير المجموع. طبعا ليس المقصود هنا هو تشجيع القتل ولا أن العنف هو طريق التغيير خصوصا أن نجيب محفوظ معروف عنه رفضه التام للعنف كطريق للتغيير حتى أن هذا أثار ضده الكثير من الثوريين والراديكاليين. وإنما العنف هنا رمز للقدرة على المواجهة وكما يقول د. يحيى الرخاوى فإن العدوان داخلنا يجب توظيفه بطريقة إيجابية لمهاجمة كل السلبيات داخلنا وحولنا. أما الثلث الأخير من الرواية فيبدو كما لو كان فيه تراجع إلى حد ما عن هذا الموقف القوى الشجاع ولجوء مرة أخرى للغيبيات فى صورتها السلبية حتى أننا نجد جمصة البلطى وقد تراجع دوره وأصبح مثل صوت الضمير أو مجرد معلق على الأحداث. والمؤشر الحقيقى لذلك فى رأيى هو الملل الذى بدأت أشعر به أثناء قراءة الثلث الأخير للرواية فى مقابل الإثارة الحقيقية فى البدايات : ذلك لأن التعبير القوى الحقيقى عن كل ما بداخلنا من نوازع خير أو شر أو عنف حتى لو لم نكن ندرى عنها شيئا هو الذى يجعل العمل الأدبى أو الفنى جذابا وممتعا و قريبا منا . وتعليق الصديقة إنجى يعبر بدقة عن هذا : "كنت أشعر أن البكائين منفصلة قليلاً عن أحداث الرواية، لو كانت قد انتزعت منها لما أحدثت فرقا في السياق
ولذلك أظن أن التقييم بأربع نجوم ممكن أن يكون مناسبا جدا لو وضعنا هذه الأمور فى الإعتبار

و شكراً على تحليل غموض البلخي و البكائين .
أعتقد أن الملل في الجزء الاخير جاء من أن القصة انتهت كأحداث رئيسية و بدأت أشعر كأنني في مرحلة الاستناج أو العظات من كل ما سبق ، أحسستها مباشرة مع السندباد ، و بالتالي كانت (البكائيين) هي العظة الأخيرة و الجامعة
التقييم بأربع نجمات يبدو أوقع ، و لكنني أحياناً حين أعطي الخمس نجوم أتغاضى عن عناصر نتيجة للسحر العام للكتاب، عموماً سأعيد التفكير و التقييم غداً ..
Nile daughter wrote: "Ng wrote: "أحييكي على تحليلك لقصة شهريار.. لم يخطر عليى بالي من "قبل، لكني أوافقك عليه جدا، وكذلك قصة "البكاؤون..
كنت أشعر أن البكائين منفصلة قليلاً عن أحداث الرواية، لو كانت قد انتزعت منها لما أح..."
بنت النيل، بالنسبة لموضوع "استفت قلبك" كما عبرتي عنه بالنسبة للشيخ عبد الله البلخي، اوافقك عليه جدا..
لكن اعتقد انه يقوم بهذا الدور منذ البداية لأن الرواية محورها، كما فهمت، هي قدرة الانسان على الاختيار.. فالبلخي هنا يضع أمامهم هذه الحقيقة "أنت من تقوم بالاختيار!" بصرف النظر عن أي مؤثرات أخرى حتى لو كانت هذه المؤثرات هي الدين نفسه..
منير وبنت النيل، تعليقاتكما ممتازة.. لكن على عكسكما لم أشعر بأن منحنى الرواية أخذ في النزول في الأجزاء الاخيرة.. ربما لان الشخصيات كلها كانت تتطور طوال الوقت، فكان التغير في إيقاع الرواية طبيعي بالنسبة لي إلى حد كبيرة باستثناء إقحام قصة البكائين في النهاية.
اما النسبة للتقييم، فكما ذكرت بنت النيل، أعطيتها 5 نجمات على أساس "السحر العام للكتاب" :))
سأعود ببعض الملاحظات الختامية لقراءتي بعد قليل..
تحياتي..
كنت أشعر أن البكائين منفصلة قليلاً عن أحداث الرواية، لو كانت قد انتزعت منها لما أح..."
بنت النيل، بالنسبة لموضوع "استفت قلبك" كما عبرتي عنه بالنسبة للشيخ عبد الله البلخي، اوافقك عليه جدا..
لكن اعتقد انه يقوم بهذا الدور منذ البداية لأن الرواية محورها، كما فهمت، هي قدرة الانسان على الاختيار.. فالبلخي هنا يضع أمامهم هذه الحقيقة "أنت من تقوم بالاختيار!" بصرف النظر عن أي مؤثرات أخرى حتى لو كانت هذه المؤثرات هي الدين نفسه..
منير وبنت النيل، تعليقاتكما ممتازة.. لكن على عكسكما لم أشعر بأن منحنى الرواية أخذ في النزول في الأجزاء الاخيرة.. ربما لان الشخصيات كلها كانت تتطور طوال الوقت، فكان التغير في إيقاع الرواية طبيعي بالنسبة لي إلى حد كبيرة باستثناء إقحام قصة البكائين في النهاية.
اما النسبة للتقييم، فكما ذكرت بنت النيل، أعطيتها 5 نجمات على أساس "السحر العام للكتاب" :))
سأعود ببعض الملاحظات الختامية لقراءتي بعد قليل..
تحياتي..
فاتني ان أسألكم عن لغة الكاتب..
ما رأيكم فيها؟ هل اختلفت كثيرا عن أعماله الأخرى؟ أم ان لغة محفوظ مميزة، كعلامة لا يخطئها القارئ؟
وإن كانت قد ختلفت فهل هذا لطبيعة النص نفسه؟
أعتقد أن لغة محفوظ سلسلة راقية جدا، قاربت إلى حد كبير لغة العمل الأصلي وإن كانت بطبيعة الحال أكثر سهولة.
في بعض المواضع كان يتكلم بطريقة "قل كل شيئ دون أن تقول شيئاً" وهي الطريقة الأنسب للحديث عن المؤامرات او موضوعات لا يجب التطرق إليها، منها الحوار الذي دار بين فاضل صنعان وبين عبد الله الحمال حول مسألة الشيعة والخوارج يحاول فيه فاضل "تجنيد" عبد الله لجماعته. ومن ذلك الحوار مثلا:
فحدجه (فاضل) بنظرة ذات مغزى:
إنك بحكم عملك تتردد على الدور جميعاً!
فابتسم عبد الله بذكاء وصمت منتظراً فقال:
أتقبل أن تحمل الرسائل أحياناً؟
فقال باسماً وهو يتذكر أكرمان بحنان:
ثمة أقوام يجدون معنى حياتهم في السعي إلى المتاعب..
فتجاهل قوله متسائلاً:
هل تقبل؟
فقال بهدوء:
ما تشاء وأكثر..
ويلاحظ أن بعض الحوارات قد تحتاج إلى القراءة أكثر من مرة كي نفهم معناها، فهي أقرب إلى تليمحات وكلام ملغز، فهو ليس تصريحاً مباشراً بما تريد الشخصية قوله، على طريقة "كل لبيب بالإشارة يفهم"، وهو ما يظهر في كلام الشيخ "عبد الله البلخي" وكلام المجنون، التي شكلت "صوت الضمير" كما سبق أن أشرت.
ما رأيكم فيها؟ هل اختلفت كثيرا عن أعماله الأخرى؟ أم ان لغة محفوظ مميزة، كعلامة لا يخطئها القارئ؟
وإن كانت قد ختلفت فهل هذا لطبيعة النص نفسه؟
أعتقد أن لغة محفوظ سلسلة راقية جدا، قاربت إلى حد كبير لغة العمل الأصلي وإن كانت بطبيعة الحال أكثر سهولة.
في بعض المواضع كان يتكلم بطريقة "قل كل شيئ دون أن تقول شيئاً" وهي الطريقة الأنسب للحديث عن المؤامرات او موضوعات لا يجب التطرق إليها، منها الحوار الذي دار بين فاضل صنعان وبين عبد الله الحمال حول مسألة الشيعة والخوارج يحاول فيه فاضل "تجنيد" عبد الله لجماعته. ومن ذلك الحوار مثلا:
فحدجه (فاضل) بنظرة ذات مغزى:
إنك بحكم عملك تتردد على الدور جميعاً!
فابتسم عبد الله بذكاء وصمت منتظراً فقال:
أتقبل أن تحمل الرسائل أحياناً؟
فقال باسماً وهو يتذكر أكرمان بحنان:
ثمة أقوام يجدون معنى حياتهم في السعي إلى المتاعب..
فتجاهل قوله متسائلاً:
هل تقبل؟
فقال بهدوء:
ما تشاء وأكثر..
ويلاحظ أن بعض الحوارات قد تحتاج إلى القراءة أكثر من مرة كي نفهم معناها، فهي أقرب إلى تليمحات وكلام ملغز، فهو ليس تصريحاً مباشراً بما تريد الشخصية قوله، على طريقة "كل لبيب بالإشارة يفهم"، وهو ما يظهر في كلام الشيخ "عبد الله البلخي" وكلام المجنون، التي شكلت "صوت الضمير" كما سبق أن أشرت.
الرواية في مجملها رمزية، تجريدية، وأكثر فصولها حكمة فصل "السندباد" حيث أبدع نجيب محفوظ بحق في الخلط ما بين القصص المعروفة للسندباد كما وردت في "ألف ليلة وليلة" الأصلية وبين رأيه الخاص، أو قل، حكمته الخاصة، فاستخدم القصص ببراعة لأغراضه مستخرجاً عبرة من كل قصة من قصص السندباد.
نهاية الراوية كانت أكثر من رائعة، جمصة البلطي قد عاد كبير شرطة في النهاية كما كان، لكن بعد أن مر بمحن وتجارب وتحولات، جعلته أكثر حكمة وعلمته الحقيقة وثبتت قلبه على العدل، فعاد إلى منصبة وقد استحق بحق.
أما شهريار فقد ندم وترك حياته القديمة بكل ما تحمله من ذونب وخطايا تثقل كاهله، فساح في الأرض على طريقة المجنون، وهو ما يشير إلى احتمالية أن يسلك شهريار طريق جمصة البلطي، وصولاً إلى "الحقيقة" أو "الحكمة" أو "العدالة".
واعتقد أن أفضل مشاهد الرواية، والتي تلخص حكمتها برمتها، الحوار النهائي بين أهم بطلين فيها، شهريار وعبد الله العاقل الذي وصل إلى الحكمة أخيرا فلخصها بقوله:
إليك قول رجل مجرب قال:”من غيرة الحق أن لم يجعل لأحد إليه طريقاً، ولم يؤيس أحداً من الوصول إليه، وترك الخلق في مفاوز التحير يركضون، وفي بحار الظن يغرقون، فمن ظن انه واصل فاصله، ومن ظن انه فاصل منّاه، لا وصول إليه ولا مهرب عته، ولابد منه.”
جملة أكثر من رائعة! تلخص حكمة الرواية في السعي الدؤوب وراء الحق، لكنها تؤكد في الوقت نفسه أنه لا وصول إليه فعلا، فكانها تؤكد على المعنى القرآني للـ"تدافع" حيث يتدافع الناس، لكنهم لا يصلون إلى مبتغاهم أبدا، فيظلوا في حركة مستمرة دؤوبة، فتعمر الأرض بتدافعهم.
ليالي ألف ليلة من الروايات التي تحتاج إلى القراءة أكثر من مرة، وفي كل مرة تتكشف طبقة جديد من طبقات الشخصيات، أو معنى جديد للحوارات.
تحياتي :)
نهاية الراوية كانت أكثر من رائعة، جمصة البلطي قد عاد كبير شرطة في النهاية كما كان، لكن بعد أن مر بمحن وتجارب وتحولات، جعلته أكثر حكمة وعلمته الحقيقة وثبتت قلبه على العدل، فعاد إلى منصبة وقد استحق بحق.
أما شهريار فقد ندم وترك حياته القديمة بكل ما تحمله من ذونب وخطايا تثقل كاهله، فساح في الأرض على طريقة المجنون، وهو ما يشير إلى احتمالية أن يسلك شهريار طريق جمصة البلطي، وصولاً إلى "الحقيقة" أو "الحكمة" أو "العدالة".
واعتقد أن أفضل مشاهد الرواية، والتي تلخص حكمتها برمتها، الحوار النهائي بين أهم بطلين فيها، شهريار وعبد الله العاقل الذي وصل إلى الحكمة أخيرا فلخصها بقوله:
إليك قول رجل مجرب قال:”من غيرة الحق أن لم يجعل لأحد إليه طريقاً، ولم يؤيس أحداً من الوصول إليه، وترك الخلق في مفاوز التحير يركضون، وفي بحار الظن يغرقون، فمن ظن انه واصل فاصله، ومن ظن انه فاصل منّاه، لا وصول إليه ولا مهرب عته، ولابد منه.”
جملة أكثر من رائعة! تلخص حكمة الرواية في السعي الدؤوب وراء الحق، لكنها تؤكد في الوقت نفسه أنه لا وصول إليه فعلا، فكانها تؤكد على المعنى القرآني للـ"تدافع" حيث يتدافع الناس، لكنهم لا يصلون إلى مبتغاهم أبدا، فيظلوا في حركة مستمرة دؤوبة، فتعمر الأرض بتدافعهم.
ليالي ألف ليلة من الروايات التي تحتاج إلى القراءة أكثر من مرة، وفي كل مرة تتكشف طبقة جديد من طبقات الشخصيات، أو معنى جديد للحوارات.
تحياتي :)

أعتقد أن تعليقاتك الاخيرة كانت موجزةو تحليلية
أحييك عليها
و لا مجال للإضافة من جهتي حتى من حيث أسلوب الكتابة الذي كان محل تساؤل
تحياتي
:)
Nile daughter wrote: "Ng
أعتقد أن تعليقاتك الاخيرة كانت موجزةو تحليلية
أحييك عليها
و لا مجال للإضافة من جهتي حتى من حيث أسلوب الكتابة الذي كان محل تساؤل
تحياتي
:)"
اذن هل تعتقدين ان هذا هو اسلوب محفوظ المعتاد ام انه خاص بهذه الرواية؟
أعتقد أن تعليقاتك الاخيرة كانت موجزةو تحليلية
أحييك عليها
و لا مجال للإضافة من جهتي حتى من حيث أسلوب الكتابة الذي كان محل تساؤل
تحياتي
:)"
اذن هل تعتقدين ان هذا هو اسلوب محفوظ المعتاد ام انه خاص بهذه الرواية؟

كل سابق قراءاتي له كان منذ أكثر من عشر سنوات ، لا يمكنني الحكم السليم :(

بالنسبة للغة نجيب محفوظ فى هذه الرواية بصراحة لم أركز عليها بصفة خاصة لأنى كنت مشدودا طول الوقت بالأحداث وإن كان واضح فيها كما أشارت الصديقة إنجى اللغة الموجزة الموحية التى تترك للقارىء دور إيجابى فى استنتاج ما الذى يقصده بالضبط خاصة فى الحوارات المقتصدة. أعجبنى أيضا لغته الثرية وأسلوبه الغامض فى وصف حضور وإختفاء العفاريت بما يوحى أنها ليست كائنات منفصلة عنا وإنما كأنها تكثيف لجزء معنوى داخل الشخصيات ومن وجودها ذاته
Mounir wrote: "الصديقة العزيزة إنجى : مش قادر أتفق قوى مع رأيك بخصوص فصل السندباد. بالنسبة لى وجدته مباشر زيادة عن اللزوم وحتى الحكم والدروس التى خرج بها من رحلاته حسيت إنها عادية وليست عميقة.. حتى إن رواية ليالى..."
اعترف انني انبهرت بالقصة في البداية، ثم مع إعادة التفكير فيها وجدتها فعلا مباشرة زيادة عن اللزوم.. لكن قد يكون ذلك جزء من محاكاته للقصص القديمة التي كانت تنتهي غالبا بالحكمة المباشرة من القصة.. والكثير من قصص ألف ليلة الأصلية انتهت بتلك الطريقة.
وأعجبني تحليلك للغته في وصف تجسدات العفاريت، بالفعل طريقته موحية جدا بذلك..
:)
اعترف انني انبهرت بالقصة في البداية، ثم مع إعادة التفكير فيها وجدتها فعلا مباشرة زيادة عن اللزوم.. لكن قد يكون ذلك جزء من محاكاته للقصص القديمة التي كانت تنتهي غالبا بالحكمة المباشرة من القصة.. والكثير من قصص ألف ليلة الأصلية انتهت بتلك الطريقة.
وأعجبني تحليلك للغته في وصف تجسدات العفاريت، بالفعل طريقته موحية جدا بذلك..
:)
شارف الوقت على الانتهاء.
بدأنا قراءة هذه الرواية يوم 15 سبتمبر، وننهيها يوم 25 سبتمبر..
ها هو الموضوع، لأي شخص أنهاها، فليكتب عنها ملاحظاته..
ولنبدأ بالسؤال..
في اعتقادكم، ما الذي أراد محفوظ قوله بهذه الرواية؟ ماذا كان هدفه؟
شخصيا، اعتقد ان محفوظ لم يكن يكتب بهدف الكتابة، بل هناك دائما حكمة يرغب في إيصالها للناس.. فهل رأيتها في هذا النص؟