أعلنت عليك الحب أعلنت عليك الحب question


3 views
التحليل النفسى لغسان كنفانى و غادة السمان
deleted member (last edited Jun 09, 2020 03:49AM ) Jun 09, 2020 03:34AM
انتهيت اليوم من قراءة جميع مؤلفات غادة السمان و غسان كنفانى و التى أختتمتها بكتاب" اعلنت عليك الحُب" لذلك يُمكننى ان امارس بعض هذيانى التحليلى لأرى كيف كان هذان العاشقان ، ما الامر العظيم فى كلاهما ؟ و كيف كان كل منهما للاخر شخص مُميز ؟ و لا اخفيكم القول اننى اشعر بالخوف ربما و لكنة خوف مسالم حميد ’ خوف رؤوف شفيق ذلك الخوف الذى يملأك على اعتاب الكتابة عن الحب من جديد إنة الخوف المشوب بفضول و متعة.
انتهيت من جميع مؤلفاتهما فأنتهى وقت " التحلية " و حان وقت " التجلية ".
حين يكتب غسان لغادة نُدرك جيداً انة صادق تماما فهو يعلم جيداً ما يفعل و لماذا يفعل ؟ هل يكتب من اجلها أم من اجلنا؟ هل يسعى فى كتاباتة " للتواصل " الحقيقى معها أو يسعى " للوصول " إليها؟ فجميع مؤلفات غسان إليها تؤكد انة كان يريد " تواصلا " حقيقيا حراً لذلك فتح لنا و انفتح علينا و سمح لنا بالتعرف عن ملامحهما كعاشقين متفردين .
غسان هذا العاشق المذهل ....اعلم ان الحروف تقتبس نوراً من روحة و ان بقدر عظمة الروح تصبح عظمة اثر الكلمات لا الكلمات نفسها.. فربما عبارات عادية للغاية تصدر من قلب صادق تصنع اثراً دائماً منحوت ببراعة لان الاثر هنا متعلق بعظمة الروح ...لذلك حينما أقرأ " لغسان" التقط كل كلمة منة و اتفاعل معها و اراة ينحت بداخلى النور و الطمأنينة لانة وحدة ، وحدة فقط يصنع " الفارق".الامر ليس سهل فحينما ارتطمت بكتابات غسان منحنى القدر ان تتدخل كتاباتة فى اغلب قرائاتى وجدتنى اتأمل وجهة و ملامحة و احاول العبور نحو قسمات روحة فيدهشنى ما يفعل!!!
اتساءل كيف استطاعت روح غسان ان تتسع لتلك الدرجة حتى نكاد نشعر انها تسع العالم اجمع بالقبول؟ كيف يطيق مثل هذا الحب ؟ و كيف يُصيغ كتاباتة لغادة بمثل هذة البراعة و الحرفية و الإيجاز؟ كتابات غسان اليها دوماً موجزة لكنها مثل الغوص الحُر ...غوص بلا مخزون اكسجين ...بلا معدات...بلا احتياطات صارمة...غوص مخيف مدهش و استثنائى.
لا يشغنلى كيفية غوص غسان فى حد ذاتة بقدر ما اثار داخلى فكرتة تلك...فكرة " كبير الروح" عاشق جرىء شجاع يتمكن بابسط العبارات من النزول و الصعود يكامل الالق و البراعة . لكن لا يجب ان نغفل عن تلك التدريبات اللغوية المضنية و الايام الطويلة التى مضاها يتعثر فى كيفية التواصل مع غادة . و فى كل مرة يكتب اليها اراة يضيف بالمكابدة رقم قياسى جديد بعيد عن منطقة الإعتياد. ادرك جيدا كل مواقيت اليأس التي مر بها و كل الازمنة التى منحتة شعور بالعجز و اللاجدوى و انة ما استطاع الكتابة بمثل هذا الالق الا بعد اضطراراة لمواجهة كل اشباحة الليلية و ربما الانهزام و التراجع امامهم عدة مرات . ادرك جيدا ان ( نمو الروح) الذى حظى بة غسان لم يكن بالامر الهين اطلاقا .الان اعلم انة ( عظيم الروح) قد بذرة الله فى تربة الكون بعد ارتفاع النبوات جميل هو فى مساحتة فغسان لا يضىء لنا بالكلمات و لا بترتيب العبارات و لا حتى بصدقها بل " بروحة المُنيرة" ففى كتاباتة لغادة تجرع صابر للمعوقات ، أتمنى فقط لو سألتة : كم من مرة اصطفى القدر غادتك لتظفر بمثل هذا ( الحظ) و ( الحظوة) لتنالك؟
اما عن غادة السمان

وهى تهوى الكتابة فية لانها تذكرها كيف يمكن ألا يعميها الحب بالمقاصد عن الرحلة .. ويشوش لها خط النهاية اللائح بالأفق عن متعة السلوك ذاته ..
فهكذا دوما ما يصيبها ضباب الحلم ونداءات الغايات عن إدراك جميل المسير نفسه إلية
و فى جميع كتابات غادة اجدها تهوى الهواء لانة يذكرها بغسان فكلاهما ملمسه شفاف خفيف الطلة .. وعن عبوره الرائق بمحيطها.. تدرك فى اعماق ذاتها انة لاسبيل للإستغناء عنه ..
غسان بالنسبة لغادة يشبة الهواء .. لأن غيبتك إختناق .. وأي محيط سواةِ مهما اتسع فهو غرق !
وتهوى فى كتابتها ذكر الطيور .. لأنها تذكرها بة فكلاهما ينتمي للأرض مجازا فقط .. يحن للسماء والغيمات والاستعلاء على الوحل والطين .. ويقتله القفص وإن كان ذهبيا .. ومعناه الأسمى في تغريده لوليفه !
ولولا طيرٌ لما تعلق نظر الإنسان بالنجوم .. ولولا وجودة لسحبتها مستنقعات الوحل نحو قاع أعمق ..
فغسان دوماً يلهمها تجاوز الذات والسعي نحو الفضاءات الرحبة ..!
وكذا جناحية العظيمان يدفعانها للحاق بة والتحليق وراء صورة مثالية لنفسها التي تليق بة …
يدفعها لملاحقة الإمكان وعدم الإكتفاء بضيقات المطروح !
. .
أما عن نسائم طيف منة يسكنها .. فأننى كقارئة لها ارى ان غادة لا تحمل مثلة لها . فهو يسكنها و لم يحل ضيفاً عليها يوماً بل جميع كتابات غادة تُشعرنا انها ضيفة على نفسها فى هواة هى الدخيلة على نفسها فى حضرتة فدمائها المنسابة داخلها والمنسوبة إليّها تبدو كجنود إحتلال تشغل أرضها منة .. إمتلاكها لذاتها يبدو كاستيلاء غاصب منها عليّة .. وليس في الحقيقة سوى مليك البقاع الاصلية داخلها !
وجود غسان فى كتابات غادة ما هو إلا لمعة عينيةِ بجنون سطورها .. وابتساماتة أمام الظلمات التي تقتحمها.. و ربتاتة أمام جراحتها.. وحفاوتها بإستفاقتها بعد التعثر وإتكائها على الألم .. ذلك ما يكفيها من ساحة الحب .. وتلك وحدها غنائمها التي جعلتها تُعلن الحب علية. !



back to top