قبض الريح .. هل هى أيام وراحت فعلاً ؟

[Fatma]

هشام يحيى كيف استطعت بكل هذه البساطة أن تتسلل إلى أحلامٍ مختبئة وذكرياتٍ توارى القلب عنها ؟!، كيف استطعت بعاميتك الساحرة وذاكرتك المدهشة ، أن تنبش فى أحلام الصبا وبدايات الالتحاق بالمهنة الصعبة القاسية العصية على التوبة ! .هل كنت تنعي بكتابتك عن / مع وليد كامل (رحمه الله ) تصوراتنا وتطلعاتنا عن مهنةٍ خلنا أنها ستغير العالم ؛فبتنا نرجو ألا نتغير نحن لنصبح كائناتٍ مشوهةً تماماً كتلك التى نراها تتصدر المشهد الآن؟،هل كنت تنعى الحكايات التى سمعناها وقرأنا عنها عن أباطرة الصحافة وقتما كانت تلك مهنة أصحاب القلم والرغبة فى المعرفة لا مهنة سماسرة البشر والأوطان؟.لن أحكى عن جرأتك فى السرد ، ولا الاقتراب كل هذا الاقتراب من حياتك الشخصية؛فأنا عن نفسي لا أجرؤ عليها ، لكن ذلك التسلل السلس المدهش للعامية طوال 390 صفحة ! كيف فعلتها؟.هل كنت تعرف يا هشام يحيى بأنك بتخلصك من الأيام اللى راحت ، وبنعيك للذى لم يتبق منه سوى قبض الريح ؛ أنك بهذا قلبت علينا كلنا المواجع ؟، وأنى برغم كونى لم أحلم سوى ببلاط صاحبة الجلالة ، ولا دنت بالولاء سوى لها ؛إلا أنى اكتشفت بأن الذاكرة كادت أن تخوننى ، ذاكرة الروح ، لقد قلبت عليا المواجع ، مواجع لم أكرهها يوماً ولم أتنصل منها ، مواجع أحببتها :كل نشوة انتصار فى بلاط صاحبة الجلالة ، كل لحظة حلوة ، وكل لحظة مرة وما أكثرها من لحظات .ذكرتنى لما كنا نملك كل هذه القوة، لما كان الاندفاع بلا نظرة واحدة تحت أقدامنا ، لما لم نفكر فى العواقب أبداً .بت لا أعرف أهو محظوظٌ هذا الجيل أم هو بالفعل مسكين ، نحن لم ننل كل تلك الفرص ، لكنا نلنا الحلم ورأينا القدوة ، هو جيل أقصى طموحه فى الأغلب تجار المهنة .. لكن أية مهنة ؟ هل تبقى منها شيئاً أصلاً؟.قبض ريحك يا هشام ليس لك وحدك ، لم يعد كذلك بعد ما بحت به ، ربما يكون هذا أفضل ما فعلت ، فالريح تحرك الساكن ، والحركة لا يتبعها سكونٌ أبداً.