لا يمكن تصنيف كتاب "قبض الريح.. أيام وراحت" بشكل محدد وقد نستطيع القول إنه مجموعة حكايات يرويها المؤلف الذي يظهر كواحد من الشخصيات، مقدما حكايات من صلب الواقع، بشخصيات حقيقية ينقلها كما هي إلى الورق، في ما يقارب 400 صفحة من القطع المتوسط. وقد كتبت الرواية من البداية إلى النهاية بلغة عامية خالصة، ربما أراد الكاتب من خلالها أن يكسر الحواجز بينه وبين المتلقي وتتألف الرواية من خمس وعشرين حكاية لا ترتبط جميعها بسياق زمني محدد فهو ينتقل بنا من الأربعينات إلى الثمانينات فجأة وبدون سابق إنذار فالمعيار الوحيد لهذه اللعبة الزمنية هو الحكاية العامية التي قد نسمعها في المقهى أو في البيت وهي حكاية غير مرتبة بالضرورة ولها جماليات خاصة لا ترتبط بخصائص القصة المكتوبة انها نوع من التداعي الحر الطليق الذي ننفس به عن أنفسنا ونحاول أن نعبر من خلاله عن رؤانا ومشاعرنا حتى لا نموت من الكبت. وتتسم هذه الرواية بالجرأة والمكاشفة فالكاتب لم يخضع لأي نوع من الرقابة يمكن لمؤلف أن يمارسه على نفسه إنه يحكي عن شخصيات معاصرة ومن خلالها يكشف الواقع أو يعريه بالأدق وهو لا يعنيه إلا نقل صورة صادقة عما كانت تعيشه مصر، فيحكي ويحكي، ويكشف كواليس في عالم الصحافة والفن، والواقع الاجتماعي، والجغرافي، ويرينا جزئيات كنا نظن أننا نعرفها بينما تكشف لنا الحكايات أننا لا نعرف سوى القشور، حيث يغوص بنا في عوالم أكثر وجعا مما ننتظر. وفي الحكاية التاسعة عشر يفاجأ القارئ بمصارحة غير عادية عن علاقة غير شرعية بين رجل وامرأة تكبره بعشر سنوات، والبطل يحكي هذه القصة لصديقه وليد الذي يراه قديسا وهو يرى ذاته غير جدير بهذه النظرة بل انه يسعى لتغييرها وقد ذكر له حكايته مع فريدة وهي المرأة التي أحبها بتفاصيل قد يخجل الشخص العادي من ذكرها. وقد كشف هشام يحيى في هذا الفصل عن أسرار جديدة عن حياة المفكر الراحل فرج فودة الذي اغتالته الجماعات الإرهابية عام 1992 . ويتناول يحيى في روايته تفاصيل وكواليس من رحلته مع الصحافة والتي استمرت لثلاثين عاما اقترب فيها من أسماء لامعة في الوسط الصحفي والثقافي ورصد في روايته محطات هامه من حياته الخاصة واعترافات تبدو أشبه بمذكرات تحمل الكثير من المفاجات المرتبطة به شخصيا وبكثير من المحيطين به . فكرة الكتاب انطلقت في مخيلة هشام جراء صدمته في وفاة أقرب أصدقائة الصحفي الشاب وليد كامل والذي كان يمثل ابنا روحيا لهشام وهو مادفعه لرثائه عبر كتابة مذكرات تجمعهما عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك ” وسرعان ماتحولت الفكرة الى مشروع أدبي قول هشام أن الهدف الأول من ظهوره للنور هو تخليد ذكرى صديقة الراحل وتقديم لمسة وفاء تكرس قيمة الصداقة في حياتنا . وقد كشف هشام يحيى عن الارتباط الوثيق بين اسم "قبض الريح" وحياته التي يراها قد مرت امامه بسرعة البرق كما أن الاسم مستوحى من العبارة التي وصف بها الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب رحيل العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ في إشارة من الكاتب أيضا الى حياة صديقة وليد كامل الذي اختطفة مرض السرطان اللعين من الحياة وهو مازال شابا في مقتبل العمر
هشام يحيى في كتابه «قبض الريح.. أيام وراحت» ربما وصل إلى ذلك الصدق، بحثا عن التطهر.
الحكاية بدأت عندما رن الهاتف وهو جالس فى منزله فى إمارة أبو ظبي ليجد رقما يتصل به من القاهرة، تردد في البداية لكن لا مفر، كانت المكالمة تحمل له خبر وفاة تلميذه وصديقه الأقرب الكاتب الصحفى وليد كامل.
وليد كان لا يزال شابا، وكان يستعد للزواج حديثا، يفصله عن هشام يحيى فاصل عمري كبير، تعرف إليه هشام عن طريق أحد الأصدقاء، رآه هشام يقف بائعا فى دكانه بمنطقة إمبابة، لكن الوعي الذي لمسه هشام يحيى في ذلك الشاب جعله يدفعه إلى معترك العمل الصحفي، وبالفعل لم يخيب وليد ظن هشام.
وفاة ذلك الشاب سببت وجعا ودهشة في نفس الآن إلى الكاتب الصحفي هشام يحيى، لكنه بقدرته الصحفية حول الوجع إلى مداد والدهشة إلى ورق، وبدأ يسرد الحكاية من البداية، وكانت في الخلفية كلمات الكبير إبراهيم أصلان: "موت الفقراء اغتيال".
الكتاب الصادر عن دار روافد منذ شهور جاء في 25 حكاية متصلة منفصلة، لن أرهق نفسي بالبحث خلف جنسها الأدبي، لكن يجب أن أرهق نفسي في البحث خلف السطور لأفهم ما الذي حدث في مصر منذ وصول مبارك لحكم مصر وحتى ما قبل ثورة يناير 2011.
الكاتب في سيرته الذاتية دون أن يدري أحال حكايته التي أراد بها التطهر والبوح ربما خفف عن نفسه وجع فراق أعز صديق إلى سيرة مصرية، تحكى ذلك التغير في الشخصية المصرية، خبراته الحياتية والمهنية أثقلت التجربة، شاب مسلم خريج مدارس أزهرية، يعيش في منطقة شبرا صاحبة أكبر تجمع للأقباط والكنائس، ينتمي لأسرة ميسورة الحال، عمل محررا فنيا في بداية حياته تحت رئاسة الكاتب الصحفي محمود عوض في جريدة الأحرار، وعمل في جريدة الدستور في نسختها الأولى.. احتك على المستوى الشخصي بالمفكر فرج فودة وله قصة تخالف كل ما كتب يحكيها عن اغتياله.
شاب درجاته البسيطة في التعليم الإعدادي أجبرته على الالتحاق بأحد المعاهد الأزهرية التي بدأت في الانتشار فترة السبعينيات، ليجد نفسه دون أن يدري عضوا في جماعة جهادية، تركها سريعا لأنه كان صاحب عقل يفكر، لكنه بعد فترة وجد أمير جماعته في المعهد الأزهري يقف خلف القضبان متهما رئيسا في قتل السادات.
بعد سنوات ظهرت الشعرات البيضاء في الرأس لكن الحياة عوضته بتلميذه وصديقه الكاتب الصحفي وليد كامل، تقارب المعاناة، خطوط الحياة، والقدرة إلى التفاهم، كل ذلك أصل لصداقة كان نتاجها ذلك الكتاب الذي بين أيدينا.
حكايات عن الفقر والفقراء، عن الحب والجنس، عن السلطة والوصول، عن الحياة والناس، عن قبض الريح الذي جعل كل تلك السنوات هواء منثور، عن وليد كامل الذي رمز به الكاتب لجيل من الشباب يعارك الحياة منذ اللحظة الأولى، لكنه فقد حلقة الوصل بين القديم والجديد، فالقديم نخر فيه السوس، فأصبح لزامًا على هؤلاء الشباب أن يصنعوا حياتهم، تجاربهم، ثورتهم.
سيرة ذاتية كتبها صاحبها بالعامية، لأنها كانت حلقات على صفحة فيس بوك في البداية، كان الهدف منها أن يتحدث عن وليد، ربما وجد السلوى في حديثه، لكن الحلقات شكلت كتابا، أظنه سبيلا لكن من أراد أن يمسك ولو خيطا بسيطا يستدل به على ما كان، وفي أثناء ذلك هناك رحلة طويلة من العمل الصحفى وكواليسه يسردها الكاتب، سيكون من المهم بمكان لكل صحفي أن يقرأها، من المؤكد سوف تختلف نظرته للحياة فور أن ينتهي من القراءة.
الحكاية عالم يسرق الأذن، فى مجتمع ورث من تاريخه ثقافة الاستماع عبر شعراء نسجوا تاريخ الأدب فى المنطقة العربية، فملكت الحكاية وفنونها هذا الإرث لتحتل مكانة بارزة لدي المتلقي، بوعي وربما بكثير من التلقائية يكتب هشام يحيى كتابه الأول "قبض الريح.. أيام وراحت" الصادر عن دار روافد مع بداية عام 2014. تأتي حكايات هشام يحيى بالعامية المصرية الفصيحة، تلك التي تربى عليها الوعي العربي، فباتت سهلة تُعطي روحها بسهولة للقارئ العربي، ولا تحتكر القطر المصري كمتلقي وحيد. يفتح المؤلف خزائن الأسرار، دون أن يقع في فخ النميمة، وبث بذور الشائعات عبر خمس وعشرين حكاية، انتقلت بسلاسة مدهشة بين العام والخاص، بين كواليس الصحافة والوسط الفني، لتكشف عن بذر بذور التراجع المجتمعي في مصر عبر شواهد محكية، يبقي فيها المؤلف وعائلته شاهد عيان. في خزائن أسرار المؤلف تظهر حكايات عن عالم جماعة الإخوان المسلمين ومرشدهم، تأتي التفاصيل عبر حكايتين داخل الكثير من الحكايات، يأتي ذِكر تفاصيل هذه الجماعة عبر مستوي شخصي يظهر فى تجربة الكاتب/البطل بشكل أساسي، فهناك منهج وطريقة لا تتغير عبر عقود متتالية، حيث يرصد أحدهم شاب وغالبًأ في مرحلة المراهقة ويبدأون في دعوته إلي الصلاة، ثم شيئا فشيء يزينون الموت، ويبطلون الحياة، هم أعداء الحياة، وأعداء الله، فالله الخالق الذي وهبنا الجمال فى العالم والرحمة لم يخلق الحياة ليحرمها وإنما ليحيا عبادها بها، عبر تفاصيل البطل/ المؤلف نجده شابًا يسير فى تيار هذه الجماعة الرافعة ألوية الله والدين، فنرى شابًا هجر الحياة، وأنكر بر الوالدين وأهمل ملبسه، وشكله.. فى قبض الريح لا نري فقط الحكايات، وإنما نتعلم دروسًا فى الحياة وفي التربية فنجد الأب يتعامل بحكمة مع ابنه، ويناقشه، حتي يُدرك الشرك الذي وقع فيه، فيعود إلى صوابه. هذه الحكاية التي يتم إعادة بثها عبر شخصية وليد البطل الثاني فى الحكايات وشريك البطل، فتم معه نفس التفاصيل فى الغواية لابعاده عن الحياة وبثه روح الموت والكراهية. وعلي مستوي آخر نري ونسمع حكايات كان رموز الجماعة فيها حاضرون بشخوصهم وعوالمهم يسرد هذه الحكايات عن الأب الذي كان يعمل فى جمعيةالاسعاف، ويحكي كيف شارك في نقل الشيخ حسن البنا للقصر العيني بعد تعرضه للاغتيال، وينفي اساطير الجماعة ان الاسعاف شاركت في اغتياله واهملت في انقاذه، ليصنعو من موت مرشدهم اسطورة تاريخية كاذبة علي طريقة محرقة هتلر لليهود، كما يحكي عن الآثار المدمرة للأعمال الآرهابية التي قامت بها الجماعة فى خمسينيات القرن الماضي، حين كانوا يقومون بتفجير السينمات والمحال الكبيرة، بل أن الأمر يصبح شخصي جدًا حين يذهب الأب بحكم عمله كمسعف ليحمل بعض ضحايا تفجير سينما ريفولي. التعامل مع الحوادث المتكررة يخلق عادية فى التعامل معها، بل أنه يُحيّد المشاعر، فلا يتورط الشخص فى مشاعر الحزن أو الأسي، فالأب الذي اعتاد نقل المصابين جراء التفجيرات، اعتاد الأمر، لكنه في حادثة تفجير سينما ريفولي يعود الأسي بقوة فأحد المصابين هو صديقه الشخصي الذي حضر فرحه منذ أسبوع، والأشلاء التي تجاوره هي زوجته/ عروسه. الغضب الشخصي أقوي أثرًا وأعمق حزنًا، فلا يملك القارئ حيال هذا الاسترسال فى الحكي سوى أن يبكي متأثرًا لضحايا سينما ريفولي، ويمتلكه الغضب تجاه أعداء الحياة. وربما هذا ما جعل الاب يعيش عمره كله يرفض ماكان يروج في الاعلام ان الجماعة في ثوبها الجديد نبذت العنف وتحولت الي جماعة دعوية سلمية.. كثيرأ ما كان يوصفها انها جماعة ارهابية.. وان رموزها يستخدموا اسلوب "التقية" في اخفاء حقدهم وغلهم وكرهم وتكفيرهم للمجتمع. لنكتشف فى حكايات يحيى أنها ليست أيام وراحت كما عنون حكاياته، لكنها حكايات نعيشها فى تاريخ يُعيد نفسه عبر جماعة تستل نفس المهج والطريقة فى التعامل، لكننا ننسي ما جري ويجري وننشغل بالنتائج. يبدو هشام يحيى مُلمًا بفنون الحكي، فهو لا يعطي حكاية كاملة، محتفظًا بوعي شديد فى السرد، فكل حكاية مهما اكتملت هي حكاية منقوصة يمكن الرجوع لها والاضافة فيها، فلم يتورط في سرد كل التفاصيل، بينما هو مستمر في الحكي تاركًا خلفه مساحات من الشعف يصنعه بثغرات مُختارة بعناية، وليكشف أنه يملك الكثير والكثير من الأسرار، فينوه عن عربية الاسعاف وحكايات والده معها، مشيرًا إلى حكايتين أحدهما التي جاءت عن مُرشد الإخوان. الغواية في قبض الريح لا تتوقف عند اللغة السهلة التي تمنح نفسها للقارئ وتورطه فى حميمية مع النص والحكاية، ولا تقتصر على حكايات شيقة لا تكتمل، وإنما يسعي الكاتب لجذب القارئ لمنطقته وإغوائه بمزيد من الحكايات الحية لبشر حقيقيين، دون أن يكون الخيال عنصرًا أساسيًا في القص، فهو يُشير إلي يوميات عربية الاسعاف، مشروع كتابه التالي كما صرح المؤلف في بعض اللقاءات التي أُجريت معه. يكشف هشام يحيى زيف الإخوان وهشاشة منطقهم، وزيف الواقع عبر كشفه بهدوء ونعومة، ينحاز لكل ما هو واقعي وجميل، مؤكدًأ على أن الجمال يأتي من الصدق، والحياة قيمتها أن نعيشها. قبض الريح حالة من الغواية والمتعة والكشف يقودها هشام يحيى عبر 25 حكاية ، جاءت حالة ثرية من البهجة والشجن.
عض الكتب "مسلي"، والآخر "مرهق"، الأول له وقع (الونس)، فتغلق صفحته الأخيرة وكأنك تودع صديق عزيز.
أما الثاني فيستنزفك بصدمات متتالية، ومع ذلك لا تملك إلا اكماله حتى النهاية.
قلة من الأعمال جمعت بين الطابعين، منها في رأيي (قبض الريح).
الكتاب صادر عن روافد للنشر والتوزيع 2014م، ويأتي في 390 صفحة من تأليف الصحفي هشام يحيى.
تباطئت كثيرًا فى آخر 90 منها، لأننى لم أرد أن ينتهي سريعًا، أما في أول 100 منه، طننته تأريخًا لكواليس صاحبة الجلالة منذ التابعي والأخوان أمين ومحمود عوض وحتي العصر الحالي، وهذا دعاني للتحمس وترشيحه لزميلة صحفية، ثم لم ألبث أن أدرك أنني تسرعت، فقد التحول العمل فى منتصفه إلى رصد للشارع المصري بشكل عام:
إعلاميين.. سياسيين.. فنانين..جماعات إسلامية..قصص حب لم تخلو من علاقات غير مشروعة..
ومضات خاطفة مسروقة من حى شبرا.. المهمشين.. العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.. مدى ارتباط الاثنين بالسياسة..
أكثر ما غبطته فى العمل؛ تنقله السريع من حكاية إلى حكاية، كل منها يحوى خلاصة الدراما مقطرة، بل صالح لأن يتُخذ -وحده- كموضوع لقصة أو رواية طويلة.
انتهت مراجعتي للكتاب، وتبقى فقط بضعة أسئلة، ليست انتقادات، بل أسئلة فحسب، كما أنها لا تخص (قبض الريح)، بل هي إلى التأمل العام أقرب:
- أكان لابد من العامية يا عم هشام؟!
هذه الجملة رددتها في سري بضيق طوال رحلتي مع الصفحات، فى اعتقادي أن الكتاب كان ليعيش عمرًا مديدًا فوق عمره لو جعله بالفصحى، السرد على الأقل، ويمكن الابقاء على عامية الحوار كما هي. "مين اللي المفروض كان يكتب عن التاني؟
مين ممكن كان ينصفني في كلمة لما أموت غيرك؟ مين أمين على أسراري وحكاياتي غيرك؟ مين عارف مبرراتي في كل موقف اتخذته في حياتي غيرك؟ بدل ما أشرف على فرحك ويوم زفافك وأقف أستقبل المهنئين.. أشرف على سرادق العزاء فيك".
يأتي (قبض الريح) كتخليد لذكرى الصحفي النجيب (وليد)، تلميذ المؤلف.
فتسترسل فصول العمل كدردشة طويلة بين الأستاذ والمعلم.
وليد يشبه العديدين من جيلى؛ مثالي، مجتهد، وأيضًا؛ مندهش أمام الصدمات التي يعرفها عن ربيبه في المهنة.
أعتبر (وليد) شخصيتي المفضلة فى كتاب (قبض الريح)، ووليد ظل على حب عم هشام رغم كل سمع، وأنا كذلك، أحببت عم هشام، ومن يقرأ الكتاب سيعرف أن هناك أسباب موضوعية تدفع لذلك.
قصة حياوات مزج فيها الكاتب استعراضة لتجربته وقصة حياته الطويلة بقصة صديقه المكافح ذو الحياة القصيرة . مزج الاثنتين بجزء من قصة تدهور المجتمع المصري تلك القصة المعاصرة العاصرة لقلب اصحاب القلوب والعقول. كتاب وقع قدامي صدفة وأنصحكم تقرأوه.