قد شغفها حباً قد شغفها حباً discussion


4 views
خواطر عن الرواية

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Diana (new)

Diana Al-khalili الرجولة ليست ذكراً..فقد تكون أنثى تنثر عطرها صبراً وكرامة ونوراً وعطاء
عبارة لزوجة أحد المقاومين في فلسطين وهي تروي مذكراتها مع زوجها وقصتها مع شريك كرس عمره لقضية عشقها، ونذر نفسه لنصرة وطن يشتاق للحرية، وطن سالت فيه دموع الأمهات والأرامل ودماء الشهداء شاهدة على صور مشرفة وعجيبة من البطولة والرجولة..
تزوجته صدفة وهي الأرملة "زوجة الشهيد" وأم لثلاثة أولاد، جمع بينهما الله لتكون رفيقة درب رجل ليس كباقي الرجال، حياته ملك وطنه، لا يملك بيتاً ولا مالاً، تقول أنها إن خرجت عشر مرات من المنزل في اليوم عليها في كل مرة أن تغير الثياب والحذاء والحقيبة، ممنوعة من جميع وسائل التواصل، تحفظ سر شريكها السري وتنتقل معه من مكان إلى مكان صابرة ومحتسبة..
عجبت لهذه العلاقة الغريبة التي ربطت بين مقاوم حير إسرائيل لسنوات وبهر العالم بقصصه وبطولاته وذكائه وحكمته وامرأة كتب لها الله عليها أن تكون زوجة الشهيد لمرتين، هي الحكمة التي لا يعلمها إلا الله.
ترى ما تتميز به هذه المرأة عن باقي النساء لتنال هذا الشرف العظيم، حتى هي تقول أنها لم تتخيل يوما أن تكون زوجة الرجل الأول في غزة، فالحياة التي عاشتها لا تتحملها أي أنثى، حياة قاسية وصعبة خالية من الأساسيات و الكماليات، حتى الوقت مع حبيبها وزوجها عليها أن تسرقه سرقة، فهناك وطن ينتظر وبريق أمل يلوح في الأفق وشذا الحرية يقف خلف الغيوم لينشر عبقه.
أحبته كثيراً رغم بعده عنها وغيابه وانشغاله الدائم، وكانت أكثر وقتها وحيدة، ولكنها آمنت به وعلمت أن دورها كبير ومهم، هي أخت الرجال كما وصفتها مرة إحدى النساء.
أي إرادة تملكها هذه المرأة وأي عنفوان يسري في دمها وما هو حجم الحنان والحب الذي وضعهما الله في قلبها حتى تتحمل كل هذا وتستمر في علاقة مع مطارد حياته على كف عفريت.
ربما هي إحدى المنح التي يعطيها الله للأشخاص الذين نذروا حياتهم لنصرة الحق.
تقول أنها أحبت فيه رجولته وحبه لوطنه واستمدت منه صفات الرجولة، فكانت رجلاً عند اللزوم وأنثى في أوقات أخرى تغلبها دموعها عندما تفكر بأنها قد تفقده وتعيش تجربة الخسران للمرة الثانية.
غبطتها وتمنيت لو كنت مكانها مع العلم أنني لم أصل بعد إلى مستوى صبرها وصدقها وحكمتها وإيمانها، فهي رغم كل شيء عاشت علاقة صادقة حقيقية وسامية، خالية من الزيف والمصالح الدنيوية مع رجل حقيقي في زمن قل فيه الرجال.
هي استحقت رجلاً مثله وهو استحق امرأة مثلها فكانا لبعضهما..عاشا أبطالاً.. وبقيا أبطالاً بعد غيابهما.
أقف خجولة أمام تضحياتها وعطاءاتها، حياتها لا تشبه حياتنا وصبرها تخطى خطوط إدراكنا.
هي واحدة من الكثير من نساء فلسطين اللاتي قدمن الغالي والنفيس بنفس راضية مطمئنة..
هي رجولة بعطر الياسمين
رجولة بنكهة أنثوية


back to top