Review شيفرة بلال

[Bassel]

أتممت اليوم قراءة رواية #شيفرة_بلال للدكتور #أحمد_خيري_العمري
من الروايات الجميلة التي ينصح بقراءتها لما تزخر به من أبعاد عميقة في معناها ومنهجية مناقشتها ...وفيما يلي سأقدم بعض الخلاصات التي أعجبتني :
فنياً :
1- الرواية من النوع الذي أحب أن أقرأه مرةً أخرى بأدوات فنية مختلفة فهي صالحة لان تقدم -بإمتياز في صيغة فلم سيتمائي درامي أو فيلم Animation ...كما أنها تصلح لأن تقدم على خشبة المسرح كعمل يتكئ على حبكة قوية وأفكار تأسر المشاهد وتثير فضولته والعديد من الأسئلة الجدية
2- من ناحية لغة الكتابة فقد اعتمد الكاتب على لغة بسيطة متطورة تحاكي الواقع وتنتمي للعصر فيها مزيج من الود والحزم في آن ..تجعل القارء أكثر تعلقاً بسياق الأحداث ..وتجذبه ليكون في قلب الحدث تارةً وأن يكون هو الحدث تارةً اخرى
ثقافياً :
الرواية تختزل ثقافة وتجربة حياتية إنسانية تتقاطع مع شريحة واسعة من الناس بلا حواجز أو قيود ...وتعكس ثقافة إطلاع واسعة وجديرة بالإحترام عند الكاتب ...مما يرشحها لأن تكون رواية عالمية تترجم لعدة لغات ...ويمكن ملاحظة ذلك من خلال معالجة النص والفقرات ..وكأن المقاطع جاهزة للترجمة الفورية
في العمق والجوهر :
1- تنعكس ثقافة الكاتب بصورة جلية على المضمون ..من خلال الإستفادة الأمثل والربط الموضوعي لمخرجات في الثقافة الأمريكية كرواية ( جذور) والنمط الحياتي في عالم العولمة (الحلم الأمريكي ) وتقاطعها مع قيم ومبادئ لثقافة حملت هوية إنسانية واضحة قبل 1400 سنة
2- ولتقريب هذه الفجوة الحضارية بين زمنين كان لابد من حامل رئيسي لهذه الرواية يشكل تطبيقاُ عملياُ لمجموعة من الرسائل والمضامين التي يمكن استخلاصها ...فجاءت قصة وتجربة الطفل #بلال الواقعية لتعيش وتختبر مجموعة من التغيرات والأفكار التي أثرت فيها وفي كل من يتفاعل معها من شخصيات ... في تكثيف لمقولة " هناك 3 أنواع من الأشخاص : من يساعدوك في الأوقات الصعبة ..ومن يتخلون عنك في أوقاتك الصعبة ...ومن يضعك في أوقات صعبة "
3- يتبع الكاتب منهجية هادئة ومتزنة في رحلة البحث عن الحقيقة ...ويفرد مساحة كبيرة للحوار والنقاش والتفكير على لسان الشخصيات ...وملفت جداً أن نقراً حوارات في غاية الرصانة والمسؤولية على لسان طلاب مدرسة في عمر 13-16 سنة ..في استفادة واضحة من مفردات التكنولوجيا والوصول للمعلومة بسرعة وتحليلها ومشاركتها ...فهذا جيل C الذي لا يكتفي بالاجوبة التقليدية.
4- أي كان موقفك الفكري من موضوع ما ...فستجبرك هذه الرواية للوقوف مع ذاتك ومحاولة إعادة طرح أو صياغة أسئلة جديدة مع ذاتك ..في محاولة لإيجاد أجوبة أكثر إقناعاً ...بمعنى آخر تورطك هذه الرواية بها ..فتجد نفسك قد حشرت نفسك طواعيةً داخل عوالمك الداخلية ...بين الشك واليقين
5- مفاهيم ومعاني كثيرة وذات قيمة يمكن ان تستخلصها من هذه الرواية ...عن العلاقات الإنسانية - ثاقة التعايش - أدوات التواصل مع الذات والآخرين -ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت أهمية وجود هوية خاصة للإنسان ترسخ وتقود المنظومة الأخلاقية التي يتبناها - أضواء الشهرة والإعلام والنفاق الأانيق - مفهوم السعادة والطرق التي تقودنا لها -موقع الإنسان في هذه الحياة وهل هو مسير أم مخير ...الخ
وأختم بمعنى جميل وواقعي لما يصح أن نطلق عليه #الإنسان_الحقيقي : هو ببساطة من ستجده في مواجهة بعض المواقف متردداً قليلاً ...حائراً قليلاً ..وأحياناً أحمق قليلاً ...فلا أبطال خارقين في هذا العالم.
الشكر للدكتور أحمد خيري العمري على هذا العمل الجميل والمتقن وعلى رسالته الإنسانية التي يسعى دائماً لنشرها بصورة راقية و عصرية من خلال كتبه وتواصله الفعال مع متابعيه على وسائل التواصل الإجتماعي ....جعله الله في ميزان حسناتك

[Mouna]

رواية شيفرة بلال
أهم ما لفتني في الرواية ذكاء الكاتب في الربط بين الماضي والحاضر وبين جوانب قصة بلال الجبشي وقصة كل من بلال الطفل وأمجد ولاتي شا وكونتا كونتي ، بحيث بقي الربط على طول القصة حتى تم قتل أمية الخاص بكل منهم ... وهذا ليس بالأمر سهل لذا كانت هذه الناحية من أهم ما يميز الرواية
أمر آخر أحببته في الرواية وكان مميزاً رسائل بلال الطفل كانت (كفكرة) جميلة

أما ما عدا ذلك فلا أعتقد أنها تستحق أكثر من نجمتين لأسباب عديدة أذكرها هنا نقداً وتقييما بحسب رأيي:
أولاً: لم يتمكن الكاتب في لغته وأسلوب تعبيره وتفكيره أن يخرج من (العمري الكاتب) بمعنى آخر كل أبطال الرواية كانوا (العمري) سواء أكان الذي يتكلم (بلال الحبشي ، أو بلال الطفل ابن ال 14 عاماً ، أو أمجد الملحد ابن ال 36 عاماً ، أو لا تي شا المسيحية أو حتى عبدول أو طلاب لا تيشا المراهقين) كلهم كانوا (العمري) يتكلمون بذات الأسلوب وذات الطريقة ، وذات القدرة على التحليل والنقد والرد لدرجة أني –شخصياً – كنت أضطر بين الحين والآخر لأراجع اسم المتكلم
ثانياً : كان هناك تناقض واضح بين إلحاد أمجد وما يقدمه لبلال من تحليل عن شخصية بلال الحبشي ، إذ بدا كما لو كان مؤمناً يحلل مواقف بلال ويعيشها وينقل ما فيها من روحانيات وهو الملحد ، ومع أن العمري كان يؤكد على لسان أمجد أنه حيادي في نقل المعلومات إلا أن ذلك كان رغبة من العمري وليس حقيقة لحال أمجد ، إذ لم ينجح العمري في جعل أمجد حيادياً يتكلم بشكل مهني بل بدا من خلال كلامه عن بلال الحبشي العمري نفسه وخصوصاً عندما تكلم عن (أحد أحد) وعن معنى (الأذان)
ثالثا: ذكر أمجد لبلال (الطفل) موضوع الإله الواحد والتوحيد في أكثر من رسالة ، ثم نقل له صيغة الأذان وكلماته في الصفحة 164، ولكننا نجد فيما بعد بلال يعاتب أمجد أنه لم يذكر له صيغة الأذان ، وأمجد يبرر ويوضح أنه حتى الآن لم يتكلم عن الإله الواحد ، لأنه كان يخشى أن يواجه نفسه بهذه الفكرة !!!!!! فكيف ذلك .؟؟؟ بالإضافة للتناقض بين أن بلال الحبشي قتل أمية ثم الصحابة هم الذين قتلوه !!!!
رابعاً: الرواية كان مثقلة بالتكرار ، سواء العبارات أو الفكرة الأساسية التي أشبعها الكاتب توضيحاً ، وهي فكرة (العبودية وأن لكل منا أمية الخاص به وصنمه الخاص وأهمية تحطيم هذا الصنم)
خامساً: الأحداث كانت تقليدية جداً ومتوقعة (لقاء سعيد بابنه ، ضرب بلال لجون ، حب أمجد لا لاتي شا منامات كل من بلال وأمجد !! وغيرها ...) كلها أحداث عادية أو لنقل مستهلكة
خامساً : بالنسبة لموضوع الإلحاد الذي كانت الرواية تدور في فلكه ، فالكاتب قدم للمشكك (وليس للملحد) بعض الأفكار البسيطة التي تخاطب القلب والمشاعر (كتشبيه الأب بالرب) ، والتركيز على أن ما حدث لأمجد لم يكن صدفة ليكون وجهاً مع وجه مع كلمات الأذان (التي كان قد ذكرها قبل ذلك!!) بالإضافة لبعض الأجوبة التي كان بلال (الطفل) يقولها لأمجد ، والتي ليست بطبيعة الحال إلا كلام العمري نفسه وليس من مستوى تفكير طفل كبلال (مثل أن الشر موجود في الحياة وليس على الله ألا يجعله كذلك بل على الإنسان أن يصلح (بمعنى هذه الفكرة ))
بشكل عام: لا أنكر أن الرواية فيها فائدة كبيرة ولكن أعتقد لفئة عمرية شبابية (قبل العشرين) ولم تقرأ كثيراً للعمري ، بحيث ستجد أن الأفكار جميلة وفيها شيء من الجدة ...
ألواح ودسر كانت الأقوى والأجمل بين روايات العمري برأيي ,,

[Asmaa]

روايه جميله لانها من النوع السهل الممتنع وانصح بقراءتها الشباب والبنات اللي في عمر المراهقه