“الحياة لا تمنحنا دائماً أشخاصاً بمثل مقاييسنا .. الحياة قد يصادفك فيها الفقير ، الغريب ، البسيط ، وقد تتعامل مع أغنى الأغنياء فيها ، مع العلماء والأدباء ، عندها ستدرك أنك تخرج من عقدة الصيف إلى عقدة القيظ والهجير ، ولا منفى ولا مجال للهرب .
إن كنت تود فقط ، أن ترحب بأمثالك .. فحتى " أمثالك" ستجد فيهم عندما تتعمق معهم اختلافات عنك .. وستحاول أن تنتقي أقلهم اختلافاً .. وحتى أقلهم اختلافاً ستتمنى لو لم يزد عنك قرشاً .. أو ثوباً .. أو فكرة .
المشكلة ليست في الآخرين ، المشكلة في عجزك عن الاستقرار الداخلي بذاتك ، في العجز العتيق داخلك الذي أقعدك !
أنت تكتفي بك كما أنت ، تكتفي بطباعك .. جميلها وقبيحها ، بطريقة حياتك، لا تفكر أن تتغير ..
اكتفاءك ، يعني أنك لا تود أن ترى من هم أفضل منك .
لأن ذلك يزعجك ، لست سيئاً لتحسدهم .. لكنهم كافلون بجعلك .. تنتقص من قدر نفسك أحياناً ، تكره ذاتك ...تكرهها !
أليس من العدل أن تصلح ذاتك لتنافسهم بدلاً من هذا الكره الساذج !
ألا يجدر بك على الأقل ... التعلم منهم كيف صاروا لتكون !
ربما ليسوا ناجحين بخبرتهم .. ولا بمسافات ضوئية بالذكاء تفوقهم عنك .. ربما وهبوا عطايا إلهيه استثمروها بالقدر الأكبر وهذا كل ما في الأمر .
إنهم فقط حصلوا على نعم من الله لم تحصل عليها أنت ..كالجمال ..كالغنى .
هل يجب أن تكره ذاتك على شيءٍ قسري ..أنت لم تختر والديك ، و والديك لم يختاراك أنت لتكون ابناً لهما أو بنتاً ..إنها المشيئة ..المشيئة التي تسبق كل شيء .
الرضا .. الثقة .. الحب ، ودونهم لن تعيش ، وإن عشت فلن تسعد بالحياة .”
―
سناء السلطان,
رواية النغم