Intesar Alemadi > Intesar's Quotes

Showing 1-12 of 12
sort by

  • #1
    Eduardo Galeano
    “لحم الإهانة .. رجل وحيد، أسير الشهوة ، يمضي في العراء... تلال الريف الصغيرة، غير بعيد عن مونتيفيديو، تتكور في انحناءات صدور وأفخاذ مهيجة. ينظر باكو إلى أعلى، راغباً في الهرب من إغراء اللحم، ولكن السماء ترفض منح السلام لعينيه : فهناك في الأعلى ، تتحرك الغيوم متراخية، متهادية، عارضة نفسها.
    كانت فكتوريا، شقيفة باكو، وصاحبة الكوخ، قد حذرته: - لا طبخ الدجاج، لا. فالدجاجات لا تمس.
    ولكن باكو إسبينولت كان قد درس الكتاب الاغريق، وكان يعرف شيئاً ما عن شؤون القدر. مشت قدماه نحو المنطقة المحرمة، وانصاع هو لأصوات الأقدار، وأسلم نفسه لها.
    بعد وقت طويل من ذلك، رأته فيكتوريا راجعاً من الحظيرة. بخطوات بطيئة . كان باكو يحمل حزمة تتأرجح من إحدى يديه. وعندما انتبهت فيكتوريا إلى أن تلك الحزمة هي دجاجة ميتة، اعترضت سبيله وهي تتأجج بالغضب.
    طلب منها باكو الصمت، وأخبرها بالحقيقة.
    لقد دخل إلى الحظيرة طلباً للظل، فرأى دجاجة ذات ريش مائل إلى الحمرة، ألقى إليها حفنة من حبات الذرة، فتناولتها الدجاجة وقالت: " شكراً جزيلا ".
    عنئذ تقدمت منه دجاجة بيضاء بلون الثلج، وكانت مؤدبة وحسنة التربية أيضاً، فأكلت وشكرت.
    - وبعد ذلك جاءت هذه - قال باكو وهو يعرض الدجاجة المذبوحة - فقدمتُ لها بعض الحبوب، ولكنها لم تتنازل بلمسها، فسألتها: " ألا تأكلين أنتِ يا عزيزتي؟ فرفعت عرفها وقالت لي: " اذهب إلى أمك العاهرة التي أنجبتك ".
    أتلاحظين يا فيكتوريا؟ تقول هذا عن أمنا يا فيكتوريا! عن أمنا!..”
    إدواردو غاليانو, أفواه الزمن

  • #2
    Eduardo Galeano
    “على متن بغلة، على متن دراجة نارية، على متن نفسه بالذات، يجوب فيديريكو أوكارانثا جبال سالتا. يتنقل معالجاً الأفواه في تلك العزلات، في مراتع الفقر تلك، وكان وصول طبيب الأسنان، عدو الألم، خبراً طيباً، وقد كانت الأخبار الطيبة قليلة هناك، مثلما هو قليل كل شيء.
    كان فيديريكو يلعب كرة القدم مع الأطفال، الذين نادراً ما يذهبون إلى المدرسة. فهم يتعلمون ما يعرفونه في أثناء رعيهم الماعز ومطاردة كرة من الخرق بن الغيوم.
    وبين هدف وهدف، كانوا يتسلون بالسخرية من نسور الكوندور. فهم يستلقون على الأرض الصخرية، فاتحين أذرعهم كصليب، وعندما تنقض نسور الكوندور مندفعة، يقفز الصغار المتظاهرون بالموت .”
    إدواردو غاليانو, أفواه الزمن

  • #3
    Eduardo Galeano
    “ألعاب الزمن


    يقال عن القائلين إن صديقين كانا يتأملان، ذات مرة، لوحة رسم، وكان الرسم ـ ومن يدري لمن هو ـ آتياً من الصين . رسم حقل أزهار في موسم الحصاد.
    أحد الصديقين ـ ومن يدري لماذا ـ كان يصوب نظره إلي امرأة.. واحدة من نساء كثيرات في اللوحة ، يجمعن زهور البرقوق في سلالهن .
    كان شعرها المنفلت يهطل مطراً علي كتفيها.
    وأخيراً ، بادلته هي النظرة ، ثم أفلتت سلتها ، ومدت ذراعيها ـ من يدري كيف ـ وأخذته إليها.
    استسلم هو للذهاب ـ من يدري إلي أين ـ وأمضي مع تلك المرأة الليالي والأيام ـ من يدري كم منها ـ إلي أن انتزعته ريح قوية من هناك ، وأعادته إلي القاعة ، حيث لا يزال صديقه واقفاً قبالة اللوحة.
    كانت قصيرة جداً تلك الأبدية ، حتي إن الصديق لم ينتبه لغيابه. ولم ينتبه كذلك إلي أن تلك المرأة ، واحدة من نساء كثيرات في اللوحة ، يجمعن البرقوق في سلالهن ، صار شعرها الآن ، مربوطاً فوق رقبتها .”
    إدواردو غاليانو, أفواه الزمن

  • #4
    Eduardo Galeano
    “الرسائل ..

    فتح رامون خيمنث المغلف في سريره في المصح، في ضواحي مدريد.
    قرأ الرسالة، وأُعجب بالصورة. ( بفضل قصائدك لم أعد وحيدة. كم فكرتُ فيك! ) اعترفت جورجينا هوبنير، المعجبة المجهولة التي تكتب له، من بعيد جداً، رسالتها الأولى. كانت ملونة صورة السيدة الباسمة، المتأرجحة، وسط ورود مدينة ليما.
    ردّ الشاعر على الرسالة. وبعد زمن من ذلك ، حملت السفينة إلى إسبانيا رسالة جديدة من جورجينا. كانت تؤنبه على نبرته شديدة الرسمية. وسافر اعتذار خوان رامون إلى البيرو: ( أعذريني إذا ما بدوت لك رسمياً وصدقيني إذا ما اتهمتُ بذلك عدوتي المدعوة " حياء ". ). وهكذا راحت الرسائل تتوالى ، مبحرة ببطء بين الشمال والجنوب، بين الشاعر المريض وقارئته المغرمة.
    عندما خرج خوان رامون من المصح، ورجع إلى بيته في الأندلس، كان أول ما فعله هو أن أرسل إلى جورجينا شهادة عاطفية على امتنانه، وردت هي بكلمات جعلت يده ترتجف.
    رسائل جورجينا كانت عملاً جماعياً. كتبتها جماعة من الأصدقاء في إحدى حانات ليما. لقد اخترعوا هم أنفسهم كل شيء: الصورة، والاسم، والرسائل، والخط المنمق. وكلما كانت تصل رسالة من خوان رامون، كان الأصدقاء يجتمعون، يتناقشون بشأن الرد، ويبدؤون العمل.
    ومع مرور الزمن، رسالة ذاهبة ورسالة آيلة، راحت الأمور تتبدل. يضعون مشروع رسالة وينتهي بهم الأمر إلى كتابة أخرى، أكثر تحرراً وانفلاتاً، ربما تمليها تلك الفتاة التي هي ابنتهم جميعاً، ولكنها لا تشبه أحداً منهم، ولا تنصاع لأي واحد منهم.
    وفي هذه الأثناء وصلت رسالة خوان رامون التي يعلن فيها عن سفره فالشاعر سيبحر إلى ليما، إلى المرأة التي أعادت إليه الصحة والسعادة.
    اجتماع مستعجل ما الذي يمكن عمله؟ الاعتراف له بكل شيء؟ اقتراف مثل هذه القسوة؟ ناقشوا المسألة ساعات وساعات إلى أن اتخذوا القرار.
    وفي اليوم التالي، طرق قنصل البيرو في الأندلس باب بيت خوان رامون، بين أشجار الزيتون في موغير. كان القنصل قد تلقى برقية مستعجلة من ليما: لقد ماتت جورجينا هوبير.”
    إدواردو غاليانو, أفواه الزمن

  • #5
    Eduardo Galeano
    “الفن ..

    تلطفت اوروبا فاستعمرت افريقيا السوداء. اولا، هشمت الخريطة وابتلعت الاجزاء، سرقت الذهب، والعاج، والماس، وخطفت اقوى اطفال افريقيا ثم باعتهم في اسواق النخاسة.
    ثم، لتكملة تعليم الافريقيين السود، شنّت عليهم اوروبا حملات تأديب عدة.
    في نهاية القرن التاسع عشر، قام الجنود البريطانيون بواحدة من تلك التدخلات التربوية في مملكة بينين. بعد المجزرة وقبل المحرقة، نقلوا الغنيمة: كمية ضخمة من الاقنعة والمنحوتات والمحفورات انتزعوها من الاماكن المقدسة التي منحتها الحياة والملجأ.
    كانت تلك اكبر غنيمة من الفن الافريقي جرى الاستيلاء عليها قاطبة، تغطي الف سنة من التاريخ.
    في لندن، اثار الجمال الفتان لتلك الاعمال بعض الفضول ولكن ليس الكثير من الاعجاب. لم يحظَ انتاج حديقة الحيوانات الافريقية الا باهتمام قلة من الهواة غريبي الاطوار ومن المتاحف المختصّة بالعادات والتقاليد البدائية. مهما يكن، عندما وضعت الملكة فكتوريا الكنوز في المزاد العلني، كانت الحصيلة كافية لتغطية تكاليف الحملة العسكرية كلها.
    هكذا موّل فن بينين اجتياح المملكة التي ولد فيها وترعرع.”
    إدواردو غاليانو, أفواه الزمن

  • #6
    Eduardo Galeano
    “ثمن التقدم..

    أبولو، شمس الإغريق، كان إله الموسيقى.
    هو من اخترع القيثارة التي أذلت النايات. وبمداعبة القيثارة كان يُخرج إلى البشر أسرار الحياة والموت.
    في أحد الأيام، اكتشف أكثر ابنائه ولعاً بالموسيقى، أن الأوتار المأخوذة من أمعاء الجاموس ترن أفضل من أوتار الكتان.
    جرب أبولو ، وحيداً مع قيثارته، ذلك الاختراع هز الأوتار الجديدة وتأكد من أنها متفوقة .
    عندئذ، متع فمه بطعام وشراب الآلهة من النكتار والأمبروسيا، ورفع قوسه الحربي، سدد إلى ابنه ومن بعيد، مزق صدره بسهم.”
    إدواردو غاليانو, أفواه الزمن

  • #7
    Eduardo Galeano
    “كوميديا القرن ..

    في عام ١٨٨٩، احتفلت باريس بمرور مئة سنة على الثورة الفرنسية، بإقامة معرض دولي كبير.
    أرسلت الأرجنتين إلى المعرض تشكيلة متنوعة من منتجات البلاد.
    وأرسلت ضمن ما أرسلته، أسرة من هنود منطقة تييرا ديل فويغو. كانوا أحد عشر هندياً من هنود الأونا، نماذج نادرة، من جنس آخذ بابانقراض، فآخر هنود الأونا كانوا يبادون، في تلك السنوات، برصاص بنادق الونشستر.
    من الأحد عشر هندياً الذين أرسلوا، مات اثنان خلال الرحلة. ومن تبقوا على قيد الحياة عرضوا في قفص حديدي.
    " أكلة لحوم بشر أمريكيون جنوبيون "، هذا ما كانت تنبه إليه اللوحة الإعلانية على القفص. لم يقدموا إليهم أي طعام خلال الأيام الأولى. فكان الهنود يزمجرون من الجوع عندئذ، بدؤوا يرمون إليهم بعض قطع اللحم النيء. كان لحماً بقرياً، ولكن أحداً لم يشأ حرمان نفسه من رؤية ذلك المشهد الرهيب. فالجمهور الذي دفع قيمة تذكرة الدخول، كان يتزاحم حول القفص، حيث كان أكلة اللحم البشري المتوحشون يتنازعون الطعام بمخالبهم.
    هكذا جرى الاحتفال بمرور المئة سنة الأولى على إعلتن حقوق الإنسان ..”
    إدواردو غاليانو, أفواه الزمن

  • #8
    Eduardo Galeano
    “الذاكرة المحروقة ..

    في العام ١٤٩٩، في غرناطة، ألقى الأسقف ثيسنيروس إلى النار الكتب التي تتحدث عن ثمانية قرون من الثقافة الإسلامية في إسبانيا، بينما كانت تحترق، في الوقت نفسه، ثلاثة قرون من الثقافة اليهودية في محارق محاكم التفتيش.
    في العام ١٥٦٢، في يوكاتان، أرسل الراهب دييغو دي لاندا إلى المحارق ثمانية قرون من آداب المايا.
    كانت هناك حرائق سابقة في العالم، ذاكرات ألقي بها إلى النار، وحرائق كثيرة أخرى تالية.
    في العام ٢٠٠٣، عندما أنهت القوات الغازية احتلال العراق، طوّق المنتصرون بالدبابات والجنود آبار النفط، واحتياطات النفط، ووزارة النفط، وكان الجنود، بالمقابل، يصفرون وينظرون في اتجاه آخر، عندما أُفرغت كل المتاحف، وسرقت كتب ألواح الطين المشوي التي تروي أول الأساطير، وأول القصص، وأول الشرائع المكتوبة في العالم.
    وبعد ذلك مباشرة، أُحرقت الكتب الورقية. اشتعلت مكتبة بغداد الوطنية، وتحول أكثر من نصف مليون كتاب إلى رماد. كثير من أول الكتب المطبوعة باللغة العربية وباللغة الفارسية ماتت هناك.”
    إدواردو غاليانو, أفواه الزمن

  • #9
    Eduardo Galeano
    “الأسد والضبع..



    الشعراء وفنانو الريشة والإزميل يُحبّون الأسد منذ الأزل، فهو يخفق في الأناشيد الوطنية، ويرفرف في الرايات، ويَحرس قلاعاً ومدناً. لكن لم يخطر لأحد قط أن يغنّي للضبع، ولا أن يخلّده في لوحة أو نحت. الأسد يمنح اسمه لقديسين وبابوات وأباطرة وملوك وأناس عاديين، لكن ليس هناك خبر عن شخص واحد سُمّي أو سمّي نفسه ضبعاً .

    وحسب ما يعرفه دارسو حياة الحيوانات فإنّ الأسد هو لَبون لاحم من فصيلة السنَّوريّات، ينصرف الذكر إلي الزئير، وتتولي الإناث الحصول علي الطعام. وعندما يحضر الطعام يأكل الذّكَر أوّلاً، وما يتبقّي تأكله الإناث، وأخيراً.. إذا بقي شيء في الطبق، يأكل الأشبال، أمّا إذا لم يبقَ لهم شيء.. فليتخَوزقوا!

    وأمّا الضّبع فهو لَبون لاحم من فصيلة الضبعيات، وله عادات أخري مختلفة. فالسيّد الشهم هو من يجلب الطعام، ويكون آخر مَن يأكل، بعد أن يأكل الأطفال والسيّدات.

    من أجل مدح شخص نقول: إنه أسد ، ولكي نشتمه نقول: إنه ضبع .

    الضبع يضحك. لماذا يضحك يا تري؟!”
    إدواردو غاليانو

  • #10
    Eduardo Galeano
    “الخفّاش..



    الكونت دراكيولا أكسبه سوء السّمعة. ومع أنّ الوطواط باتمان قد فعل كلّ ما بوسعه - في السينما أو القصص المصوّرة - لتحسين صورته، فإنّ الخفّاش ما زال يثير الخوف أكثر من الحمد.

    غير أنّ رمز مملكة الظلمات هذا لا يجوب الليل بحثاً عن رقاب بشرية ليمصّ دمها.

    الواقع أنّ الخفّاش يقدّم إلينا الجميل بمكافحة الملاريا، عندما يصطاد ألف بعوضة في الساعة. وهو من الشهامة بحيث يلتهم الحشرات التي تقتل النباتات. وعلي الرغم من افتراءاتنا، فإنّ مبيد الحشرات هذا لا يسبّب لنا السرطان، ولا يتقاضي منّا أيّ شيء مقابل خدماته !”
    إدواردو غاليانو, أفواه الزمن

  • #11
    Eduardo Galeano
    “المحارب

    عام ١٩٩١ غزت الولايات المتحدة العراق، وقد فرغت للتو من غزو باناما، لأن العراق كان قد غزا الكويت.

    تيموثي ماك ڤاي كان مبرمجا للقتل. في التدريب الابتدائي كانوا يأمرونه ان يصيح: «الدم ينمّي الزرع».

    بعد ان سلّحوه بتلك النية الايكولوجية، سكبوا خريطة العراق في دمه. رمت الطائرات من القنابل ما يوازي خمس قنابل ذرية من حجم قنبلة هيروشيما وكانت الدبابات تدفن الجرحى وهم احياء. وقد سحق الكابتن ماك ڤاي عددا منهم في كثبان الرمال. علموه ان يقول عن الاعداء في الزي العسكري او الاعداء بدون زي عسكري انهم «اضرار جانبية».

    نال النجمة البرونزية.

    لدى عودته، لم يقدم احد على نزع برمجته. في اوكلاهوما قتل ١٦٨ شخصا بينهم نساء واطفال. «انهم اضرار جانبية»، قال.

    لم يعلقوا ميدالية جديدة على صدره. حقنوه بحقنة مميتة. وصرفوه من الخدمة.”
    إدواردو غاليانو, أفواه الزمن

  • #12
    مصطفى صادق الرافعي
    “قد يكون في الدّنيا ما يغني الواحد من النّاس عن أهل الأرض كافّة، ولكنّ الدنيا بما وسعت لا يمكن أبداً
    أن تغني محباً عن الواحد الذي أحبّه!
    هذا الواحد له حسابٌ عجيبٌ غير حساب العقل، فإنّ الواحد في الحساب العقليّ هو أوّل العدد، وأمّا في الحساب
    القلبيّ فهو أوّل العدد و آخره.”
    مصطفى صادق الرافعي, أوراق الورد
    tags: حب



Rss
All Quotes



Tags From Intesar’s Quotes