“إلى أن أتوصل إلى لغة رموزها أرق من ندف الثلج ... ومفرداتها أجمل من أوراق الورد وأعطر من ذرات الهواء المضمخة بطيب أنفاس صادقة .. لغة تصل إلى مستوى ترجمة هذا الإحساس الرائع الذي حيرني عند اللقاء بك .. لغة ترتقي لتتويج لحظة بذاتها هي العمر كله سيظل الورق هو الوسيلة الوحيدة للتخاطب .. فعفواَ أيها الصديق الذي حيره تعثري في الكلام .. ولم يفهم سر الإيماءة في التأتأة أمام حضوره الوحيد وتعطل لغتي البسيطة وانعقاد لساني إثر الهالة الرائعة التي تثيرها قامته الفارهة حولي .. ولم يدرك سحر الإشارة في امتلاء حديثي بعلامات الترقيم وكثرة الفواصل لحظة تدفق الكلمات المبعثرة وفتنة أن يعتلي الصمت عرش السيادة على لغة البشر العادية ساعة التلعثم بفعل حرارة اللقاء وشدة اللهفة .. إلى أن أجد وسيلة مناسبة للتخاطب سيظل هناك سيل هائل من الكلام المؤجل وسد منيع يقف حاجزاً مانعاً للتدفق وأكوام أكوام هائلة من الورق .”
―
خيرية فتحي,
أول الفرح