“كم نبلغ من الحماقة حين نختلق أعذارًا واهية للغائبين !
نُربت بها على قلوبنا المفجوعة
تقلق حين لا يأتيك رد لرسالتك
تأخذك الظنون بأنه لربما يكون في أتعس وأسوأ حالاته
حين لا تأتيك إجابات لكل الأسئلة المهملة
حين لا تجد شغفًا متبادلاً وترقبًا يُماثل ذاك الذي يستحوذ عليك
تبرر صمته الدائم بانشغالاته
وتجاهله المتكرر بالتردد في البدء في الخطوة الأولى
فتسعى للوصال كثيرًا وتقزم من حجمك كثيرًا
وتُحيطه بهالة شاهقة من التوقعات الحسنة
تلك التي تشبه نواياك،
ولكنك تكتشف متأخرًا أنه فارغٌ جدًا من ذكرياتك
مُعافى تمامًا من هوس التفكير بك
ولا تدرك ذلك التجاهل المتعمد إلا حين تتكرر محاولاتك الواهنة
وتكثر الرسائل المتكدسة بهاتفك دون إجابة
وتموت في وجدك كل التساؤلات
تدرك ذلك حين ينطفئ وجوده بداخلك شيئًا فشيئًا
ربما هم لا يموتون كليًا !
لا يموتون في عقولنا في قلوبنا
ولكن شغفنا هو الذي يموت
ورغبتنا الجامحة في اختلاق المزيد من المبررات
هي التي تموت”