“إن عبثية النظرة القائلة بأن ماركس وضع الدافع نحو الفائدة المادية في مركز المحرك الأعمق في الإنسان, تصبح أكثر وضوحاً عندما يضع المرء في اعتباره أن ماركـس قد بيّن في كتاباته وبشكل واضـح جداً آراءَه حول الدوافع الإنسانية. حيث فرّق بين الدوافع الثابتة التي تتواجد في كل الظروف والتي لا تساهم الشروط الاجتماعية سوي في إعطائها شكلاً واتجاهاً جديدين والداوفع النسبية التي تعود بأصولها تحديداً إلي نوع معين من التنظيم الاجتماعي. لقد افترض ماركس بأن الجنس والحاجة إلي الغذاء تنطوي تحت إطار فئة الدوافع الثابتة إلا أنه لم يرد إلي خاطره أبداً اعتبار الميل للكسب الاقتصادي الأكبر كدافع ثابت. إن مجمل نقد ماركس للرأسمالية نابع من كونها جعلت مصلحة الإنسان في المال والكسب المادي هي محركه الرئيسي, كما أن مفهومه للاشتراكية هو بدقة مفهوم لمجتمع تنتفي فيه المصلحة المادية كمصلحة مهيمنة”