“كان أول محصول معدل جينيا يتم تطويره هو محصول الطماطم فى العام 1992، تحت مسمى طماطم فلافر سافر Flaver Savr. وقد جرى تطوير وبيع المحصول فى الولايات المتحدة. وكانت طماطم فلافر سافر تتميز بفترة تخزين أطول إلى حد ما من محصول الطماطم العادى، وذلك بسبب احتوائها على أحد الجينات الإضافية التى تسببت فى تأخير إنتاج أحد الإنزيمات التى تتحكم فى سرعة تعرضها للتعفن.

ولسوء الحظ باءت تجربة هذه الطماطم بفشل ذريع، وذلك لسببين: أولا، لم يكن مذاقها جيدا، ثانيا، تخوف المشترين من شرائها، نظرا إلى أصلها الجينى الغريب. كما تعرضت الشركة التى طورت هذا النوع من الطماطم إلى العديد من العقبات، إلى درجة أنها لم تستطع مواصلة الإنتاج. وكانت سببا فى ظهور كتلة ضغط مُعارضة للتعديل الجينى الجينى فى الولايات المتحدة الأمريكية تشن حملاتها ضد ما يُطلق عليه "أطعمة فرانكنشتاين".

بيد أنه فى الأعوام التالية تحسنت نوعية وسمعة المحاصيل المعدلة جينيا، فى الولايات المتحدة على الأقل، تحسنت كبيرا، ففى تلك الفترة أصبحت محاصيل فول الصويا واللفت المقاومة للحشائش، والذرة المقاومة للحشرات، منتشرة جدا فى المزارع الأمريكية، حتى أنها باتت تُمثل نصف المساحو المزروعة لكل محصول من هذه المحاصيل. ويعتقد علماء المعهد الوطنى للبحوث النباتية - مثل الدكتور ناث - أنه فى إمكانهم إنتاج مثل هذه المحاصيل الفائقة فى الهند، مثلما حدث فى الولايات المتحدة.”