“انتبه ..وراءك أعمى" يقولها الرجل لصاحبه ، يسمعها هو فستقر بداخله ..
فالكل يراه و هو الأعمى..
الجميع يرى شكله و يعرفونه أكثر منه ..هل يجوز له أن يسألهم " كيف أنا؟؟" ..قد يقولون " انت أشقر"
ربما سيرتاح عندما يعرف كيف هو ..إذ انه أشقر ..لكن الفجيعة انه لا يدرك ما معنى أشقر ..الكلمة لا توحي بشيء عنده‼
فيفجع مرتين ..مرة أنه لا يعرف هيئته ومرة انه لا يدرك أصلا معناها..
يعود إلى البيت..تفتح له والدته الباب " اهلا يا نور عيني" تقول
يرد بازدراء :" نور عينك لا يبصر"
" نور عيني لا يرى ، لكنه يبصر..و البصر نور ينبع من هنا ..من القلب ، ما معنى ان تكون لك عينان و لا ترى الفقير ، و ما معنى ان تكون لك عينان تشيحهما عن المظلوم، و ما معنى أن تكون لك عينان و لا ترى إلا الأبيض و الأسود..ما فائدة ان تدرك ان السماء زرقاء و قلبك يا ولدي أسود..
نحن نرى بذلك النور الذي ينبع في اعماقنا ، فيتقد في اعيننا ..و ان لا ترى بعينيك لا يعني أنك اعمى ، بل ان النور بداخلك كان أقوى و أسطع من أن تتحمله قدرة عينيك يا ولدي"
عند سماعه لكلامها هذا ، أحس لأول مرة أنه يراها ، بل رآها حقيقة و كانت في جمال شعلة الأولمب.. فأنارته و استنار ظله”