“والواقع أن المثودولوجة [علم مناهج البحث] الغربية التي تظهر اليوم لأول مرة بثوب عربي ليست غريبة عن علم مصطلح الحديث، بل تمت إليه بصلة قوية؛ فالتاريخ رواية ودراية، كما أن الحديث رواية ودراية، والقواعد التي وضعها الأئمة منذ قرون عديدة للتوصل إلى الحقيقة في الحديث تتفق في جوهرها واتجاهها والأنظمة التي اكتشفها علماء أوربا فيما بعد في بناء علم المثودولوجية، ولو أن مؤرخي العصور الوسطى والعصور الحديثة اطلعوا على مصنفات الأئمة المحدثين لما تأخروا في تأسيس علم المثودولوجية حتى أواخر القرن الثامن عشر. وبإمكاننا أن نصارح زملاءنا في الغرب فنؤكد لهم بأن ما يفاخرون به من هذا القبيل نشأ وترعرع في بلادنا، ونحن أحق الناس بتعليمه والعمل بأسسه وقواعده.”