“أوصاني أحدهم يوما بأمرين صنائع المعروف والتذلل لله بعظيم فضله وقدم بين يدي دعواتك عملا أخلصت لله فيه بهذا تنكشف دائما الكرب وتدفع النقم ويزول البلاء وحكى لي على ذلك موقفا ..

قال دخلت المسجد قبيل صلاة الظهر فوجدت عجوزا مسنا خارج من الحمام ورائحة الحمام ومنظره في منتهى السوء قال فلما انصرف قمت بغسل الحمام جيدا كأن شيئا لم يكن ثم خرجت مسرعا فأدركت العجوز وساعدته في الوضوء حتى غسلت له أرجله ثم رافقته إلى داخل المسجد ثم خرجت فتقيأت بشدة من رائحة ملابسه التي لم تتغير منذ زمن ...

مرت الأيام ووقعت في كرب شديد واتهمت ظلما وتم حبسي واعتقالي ومر يومان كاملان وأنا في حيرة من أمري ولا حيلة لي قال فلما أذن مغرب اليوم الثاني توضأت وقلت لن ينجيني منها إلا الدعاء لله بأرجى أعمالي ..

فلما سجدت جعلت اتذكر شريط حياتي وأعمالي أيهم أخلص لله وأرجى وادعى للقبول فتذكرت ما فعلته مع العجوز وأنه لم يكن بالمسجد إلا أنا وهو فصرخت " يارب إن عبدك هذا ما سألني العون ولكني أعنته وساعدته وأنا اطلب منك عونا تكشف عني ما نزل بي وأنت أكرم مني وأعز وأجل "

قال فوالله لم انته من دعواتي حتى جاء من أخرجني من محبسي وما عدت إليه مرة أخرى حتى تم الافراج عني قبيل منتصف الليل .”