“عبَّر صيادو الحيتان عن ندمهم على أفعالهم، وقال مدفعي اسكتلندي -يدعي أنه قتل 2000 حوت- لموات: "نحن لم نرغب أبداً في أن نعرف الكثير عنها، فقد كان الأمر جريمة قتل كما هو. أعتقد أني لو امتلكت هبة البصيرة التي يتمتع بها السلت واستطعت النظر إلى عقول هذه الوحوش، لكان عليَّ التخلي عن البحر والعودة إلى الشاطئ للأبد. هناك أوقات يمكن فيها للمعرفة الكثيرة أن تقف عقبة في طريق المرء."

وصف عالم الحيوان البريطاني ف.د. أوماني موت حوت تم اصطياده بالحرب من قارب الالتقاط من على بعد 500 متر، ومن ظهر مركب يرتفع بضعة أمتار عن سطح البحر، والصيادون على مسافة من طريدتهم: "لو كان باستطاعة الحيتان إطلاق الصرخات التي تدمي القلب، فسيكون الموت أقل هولاً من هذه المعركة الخاسرة، التي كان حوتنا متورطاً فيها الآن في صمت لا يقطعه إلا صرخات طيور البحر البعيدة. لم يكن باستطاعتنا حتى أن نسمع قعقعة الزبَد القرمزي بينما الحوت يتلوى ويغطس، وهو يزفر رذاذاً دموياً في البداية، ثم يفور منه الدم وتتبعه فقاعات في منتصف جزيرة من الدماء تكبر باستمرار. وينتهي النزاع، ويهدأ الزبد الأحمر، وأصبح بإمكاننا رؤية جسده يتمدد ساكناً تماماً. وشغلت الطيور أنفسها بصرخات حادة فوق الجثة وحولها".”