“تدور أحداث قصه "خراء وأقحوان" للقاص "بمبي" داخل مخيم جنين اثناء اقتحامه في ابريل 2002 وتتبع تفاصيل اجتياح المخيم في تصوير ادبي مروع. ويركز السرد على استقصاء حادث تصفيه شهيد فلسطيني يسير بمساعدة كرسي متحرك بدعوى انه يشكل خطرا امنيا....ويتكشف من خلال استقصاء حادث القتل انه راح ضحيه رصاصات غادره من جنود اسرائيليين ...حاول الجيش الاسرائيلي اخفاء الجريمه بسحق الكرسي متحرك اسفل جنازير الدبابات، غير ان الكرسي يأبى ويظل شاخصا دليلا على الجريمه....
يأخذنا القاص الاسرائيلي "بمبي" في جولة داخل مخيم جنين أثناء اقتحامه في ابريل 2002، لا لنعاين الجريمة التي نفذتها قوات الاحتلال اثناء اجتياح المخيم ، والتي عرفت عالميا باسم مجزرة جنين ، ولكن لنعاين واحدا من مسارح هذه المجزرة البشعة في تصوير ادبي مروع. إذ يضيف المكان الفني ، وتختزل جنين بالكامل، وتتكثف في "كرسي متحرك" محطم يعود لشهيد فلسطيني معاق راح ضحية رصاصات غادرة اطلقها الجيش الاسرائيلي.
ففي المشهد الأول يرسم القاص صورة الكرسي المتحرك ، يعلوه قضيب ترفرف فوقه الرايه البيضاء، رمز السلام او الاستسلام، ومع ذلك فجثمان الشهيد الفلسطيني مسجى على الارض غارق في بركه من الدماء.
"وصلنا الى المكان ،في الموعد، وقفت ثلاث حاملات للجنود، ودبابتان امام كرسي متحرك الكرسي موصول بقضيب تعلوه راية بيضاء كبيره جدا .تمددت على الكرسي جثه لمعاق مقطوع الساقين احصيت على الاقل 8 رصاصات في يده اليمنى فقط. "ماذا حدث؟ "سألت ياجيل..انتهك الرجل حظر التجوال فأطلقت وحدة المفرقعات والهندسة الرصاص عليه "
وفي المقطع التالي يوضح الراوي ملابسات الجريمة، وكيف وأزهقت روح شخص بريء بسبب خطأ في التقدير، ويستدعي الراوي شخصيه ابيه المعاق، تعاطفا مع الشهيد القعيد،الذي لم يتمكن من إيقاف مقعده المتحرك المتدحرج على المنحدر امتثالا لأوامر الجنود ، فلقى حتفه بهذه البساطه المروعه.
"تبين فيما بعد، ان قائد اللواء حذر صباح ذلك اليوم من ان احد المطلوبين امنيا المعروفين في جنين، معاقا على كرسي متحرك، يتجهز لتنفيذ عملية انتحارية،واعتقدت وحدة المفرقعات والهندسة ان هذا الشخص هو المقصود ، واطلقوا رصاصات تحذيريه لكي يعتقلوه، لكن المعاق واصل تحريك كرسيه، وعندئذ تأكد الجميع انه مفخخ، ثم تبين بعدما فات الآوان انه مجرد معاق....واحتجت ثلاث ايام لكي افهم لماذا واصل المعاق التقدم ....أبي ايضا يجلس على كرسي متحرك وعندما جئت ثانية الى المكان نفسه، لاحظت أن الكرسي كان يتحرك على طريق منحدر ولم يكن في الإمكان إيقاف الكرسي المتحرك مرة واحدة وهو على المنحدر "
وفي المقطع الاخير يظل الكرسي المتحرك المكان الرمزي الدال على مخيم جنين في القصه يأبي الغياب، ويتمسك بالبقاء شاهدا حيا على جريمة ضد الانسانية ، توثقها هذه القصة بشكل يتجاوز حدود السرد الادبي ويتسق مع فرط بلاغته مع وقائع ما جرى...
"في اليوم التالي بينما كنا في طريقنا الى مهمه ما تلقينا اوامر من الكتيبه بدهس الكرسي بجنازير الدبابة "حتى لا يلاحظ احدا انه كرسي معاق"، ولا ينبح كلب على بني اسرائيل" لم ترق هذه الاوامر للسائق يارون،لكنه اراد ان يرى شكل الكرسي بعد ان دهسه، دهسه مرة، ولكن ما زال واضحا انه كرسي، دهسه مرة اخرى، وما زال من السهل ان يعرف انه كرسي معاق، أدار الدبابه دوره كاملة فوق الكرسي وكررها وسحقه من اليمين ومن اليسار وكررها ولم يستطع 64 طنا من الفولاذ إخفاء الواقع”
―
التمرد على الصهيونية في الأدب الإسرائيلي المعاصر
Share this quote:
Friends Who Liked This Quote
To see what your friends thought of this quote, please sign up!
0 likes
All Members Who Liked This Quote
None yet!
This Quote Is From
Browse By Tag
- love (101781)
- life (79784)
- inspirational (76196)
- humor (44481)
- philosophy (31148)
- inspirational-quotes (29017)
- god (26977)
- truth (24816)
- wisdom (24764)
- romance (24454)
- poetry (23413)
- life-lessons (22739)
- quotes (21215)
- death (20616)
- happiness (19109)
- hope (18642)
- faith (18508)
- travel (18490)
- inspiration (17462)
- spirituality (15799)
- relationships (15733)
- life-quotes (15657)
- motivational (15443)
- religion (15434)
- love-quotes (15429)
- writing (14978)
- success (14221)
- motivation (13341)
- time (12905)
- motivational-quotes (12656)

